منذ بداية العام الدراسي تشهد الجامعات المصرية حركة تظاهر ضخمة، وكانت جامعتي المنصورة والأزهر قد شهدت اقتحام قوات الداخلية لحرم الجامعة وإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع وطلقات الخرطوش على الطلاب، مما أدى لوقوع عشرات الإصابات بين صفوف الطلاب، كما قامت الشرطة باعتقال العديد من الطلاب. بينما شهدت جامعات القاهرة، المنيا، عين شمس، والأزهر اشتباكات عنيفة بين الطلاب وقوات الشرطة، أدت إلى إصابة واعتقال العشرات من الطلاب، جانب من هذه الاشتباكات شهدته كلية الهندسة بجامعة القاهرة، مما دفع إدارة الكلية لتعليق الدراسة بدءًا من يوم الثلاثاء 10 ديسمبر الماضي.
منذ بداية العام الدراسي تشهد الجامعات المصرية حركة تظاهر ضخمة، وكانت جامعتي المنصورة والأزهر قد شهدت اقتحام قوات الداخلية لحرم الجامعة وإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع وطلقات الخرطوش على الطلاب، مما أدى لوقوع عشرات الإصابات بين صفوف الطلاب، كما قامت الشرطة باعتقال العديد من الطلاب. بينما شهدت جامعات القاهرة، المنيا، عين شمس، والأزهر اشتباكات عنيفة بين الطلاب وقوات الشرطة، أدت إلى إصابة واعتقال العشرات من الطلاب، جانب من هذه الاشتباكات شهدته كلية الهندسة بجامعة القاهرة، مما دفع إدارة الكلية لتعليق الدراسة بدءًا من يوم الثلاثاء 10 ديسمبر الماضي. طلاب الإخوان يبدون في صدارة المشهد، لكن مع التدقيق تظهر قوى أخرى داخل الجامعة لها مطالب تخص العمل الجامعي، نحاول هنا التعرف على خريطة المشهد الطلابي الحالي، والقوى الفاعلة فيه من الإخوان، إلى الدولة التي تحاول فرض السيطرة، والقوى الأخرى التي تحاول الاستقلال بمطالبها، وإمكانات التحالف بين القوى الطلابية.
الدولة..العنيفة الحائرة
“على الرغم من انقضاء النصف الأول من العام الدراسي واشتعال الجامعات بالغضب لم تسعى الدولة إلى عقد لقاء تفاوضي مع الطلبة الممثلين للجامعات لمحاولة إيجاد حل للوضع” هكذا بدأ محمد علي رئيس اتحاد طلاب مصر السابق حديثه، ويتابع “وعندما عقد اللقاء جاء ذلك متأخرا جدا، بعد اشتعال الوضع واختلاط الجميع داخل جبهة واحدة معادية للداخلية بعد مقتل طالب هندسة القاهرة محمد رضا، وجاء اللقاء إنتقائي إلى أبعد الحدود، حيث ضم ممثلين عن الاتحادات الرسمية فقط ولم يتم إعلان نتائج هذا اللقاء حتي اللحظة الراهنة”.
يصف علي الحركة الطلابية الأن بأنها “أصبحت عشوائية لأبعد الحدود”، ويرى أن الدولة والمسئولين عن الجامعات يجب أن يكونوا حريصين على الفصل بين الازمات، إذا أرادوا حل الموقف “فمثلا هناك أزمة المعتقلين السياسين والامتحانات ، وهناك أزمة اقتحام الجامعات من قبل الأمن، ومقتل محمد رضا بجامعة القاهرة، وهي جميعها قضايا يمكن حسمها من خلال الإفراج عن المعتقلين، وتمكينهم من اداء الامتحانات، وعدم السماح للأمن باقتحام الجامعة، والتفريق بين الطلبة الرافضين للسياسات العامة وما حدث في 30 يونيو، والطلبة الرافضين لعودة الأمن والقمع الجامعي، إضافة إلى ضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق في حادثة مقتل طالب الهندسة”.
من ناحيته يرى مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن اعتماد الدولة على الحلول الأمنية في التعامل مع الطلبة خطأ يصل إلى درجة الخطيئة، قائلا “أن الحلول الأمنية ستزيد الوضع تعقيدا داخل الجامعة”.
المسئولية الغائبة
ويحلل السيد المشهد الجامعي قائلا “إن ما يحدث في الحياة العامة المصرية قد انتقل إلى الجامعات فتحولت إلى ساحة للصراع بين رافضي ما يطلق عليه “الانقلاب العسكري”، وبين الدولة بأجهزتها الامنية، ومن ثم فان الازمة ليست بسيطة لأنها ترتبط بصراع خارج أسوار الجامعة انتقل بالفعل إلى داخلها”.
ويلفت السيد النظر إلى أن هناك مسئولية تقع على عاتق اساتذة الجامعات الذين تقدم البعض منهم باستقالات الأسبوع الماضي، وهو ما يصفه السيد بأنه “غير مقبول وبمثابة تهرب من المسئولية التي تقع علي عاتقهم كأباء مسئولين عن تربية طلابهم” ويعدد السيد تلك المهام في محاولة فتح افق للنقاش مع الطلبة، والتحاور معهم فيما يتعلق بالازمات الراهنة، والسعي الي ايجاد صيغ توافق ترضي كافة الاطراف.
وينفي السيد من ناحية أخرى مسألة انضمام أعداد جدد من الطلاب إلى الإخوان كما تذهب الدعاية الإخوانية واصفا ذلك بأنه “أمر غير صحيح علي وجه الإطلاق”.
حركات غير أخوانية
يوضح حسام أحمد، ممثل جبهة “ثوار” بجامعة عين شمس، أن لطلاب الجامعات الكثير من المطالب التي تبعد عن صراع “الشرعية” و”العسكر”، معددا إياها في إقالة وزيري الداخلية والتعليم العالي والقصاص لدم الشهيد محمد رضا وكل الشهداء من الطلاب والإفراج عن كل الطلاب المعتقلين، إضافة إلى القضايا الطلابية مثل مجانية التعليم، والحريات الجامعية وغيرها من القضايا التي لا يمكن الصمت أمامها بحجة التخوف من أن يحسب الجميع على الاخوان.
وعن كيفية الفصل بينهم وبين الإخوان والتيارات الاسلامية في الجامعة قال أحمد “هناك الكثير من الطرق من بينها نوعية المعارك التي يخوضها الطلبة حيث إن الإسلاميين يبتعدون تماما عن أي مطالب حقيقية لصالح الطلاب العاديين، والحياة الجامعية، بالإضافة إلى إلزامهم بعدم رفع أي إشارات أو علامات تدل على الهوية السياسية، والتعامل معهم كأفراد وليس جماعة منظمة، وتوحيد صفوف القوى المدنية في الجامعات مما يمنح الحركة الطلابية تماسكا في مواجهة إنتهازية الإسلاميين”.
طريق التعاون المغلق
وعن إمكانية التعاون والتنسيق بين الكتل الطلابية المختلفة في سبيل تحقيق مطالب موحدة يرى أحمد أنه على الرغم من وجود قضايا مشتركة بينهم وبين الإخوان، إلا أن تاريخ الإخوان والتيارات الإسلامية وممارستهم الحالية تؤكد بالنسبة له “أنهم لم يتعلموا الدرس وأنهم يسعون دائما إلى محاولة استغلال تحركات الشارع لمصالحهم الخاصة، والتي تبتعد عن مطالب الثورة والطلاب”، وعن اشتراكهم في مطلب واحد وهو مناهضة الدولة العسكرية قال ممثل طلاب جبهة ثوار، “أن الإخوان لا يهتفون ضد العسكر لقناعتهم بأن العسكر هم الثورة المضادة بل لأن العسكر يعارض مصالحهم المباشرة الأن”.
وهو ما يتفق معه كامل السيد أستاذ العلوم السياسية ويضرب مثلا على ذلك بما حدث منذ عدة أسابيع بجامعة القاهرة ..”حين نظم جميع الطلاب مظاهرة داخل أسوار الجامعة اعتراضا علي مقتل الطالب محمد رضا ونسق طلاب القوي المدنية مع الإسلاميين، إلا أنهم وكعادتهم رفعوا علامات رابعة وصور مرسي ولم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه، واتجهوا بعدها إلى ميدان التحرير وحدثت أعمال عنف، تبين صعوبة التنسيق بين طلاب الجامعة والمنتمين إلى الإخوان المسلمين”.
الإخوان لا يريدون
فيما يري صهيب عبدالمقصود، المتحدث بإسم طلاب الإخوان المسلمين، إن الحركة الطلابية تمثل ضغطا على الانقلاب العسكري الذي شهدته مصر بعد 30 يونيو، وهي حركة لا يمكن تجزأتها فهي ترتبط بصورة أساسية بحقوق الحياة الجامعية والحريات العامة كحرية التظاهر والاعتصام وحرية الرأي والتعبير وهي جميعها قضايا لا يمكن لأي فصيل وطني حقيقي الاختلاف عليها، إلا انه عاد ليؤكد على أن طلاب الاسلاميين لا يعولون كثيرا على الطلاب “المؤدلجين” وفقا لتعبيره، لأنهم يتبعون احزابهم وكياناتهم السياسية بلا فكر أو وعي ، والغالبية العظمي من تلك الاحزاب تساند الانقلاب باستثناءات قليلة تكاد تكون منعدمة، وأشار إلى انهم يعولون بصورة أساسية على الطلاب الرافضين للانقلاب والطلاب العاديين الذين لا ينتمون إلى أي فصيل سياسي، مؤكدا على إنضمام المئات بل الألاف الطلاب اليهم خاصة بعدما رأوا بأعينهم العنف والبلطجة التي تمارسها الداخلية على الطلبة بدءا من التعدي على الطالبات بجامعة الأزهر وإنتهاءا بمقتل الطالب محمد رضا بجامعة القاهرة.