في الجزء الثاني من حواره مع مراسلون يؤكد عبد ربه البرعصي، رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة، أن حل مشكلة الأمن في بنغازي ودرنة ليس مستحيلاً، وأنه يعتمد أولاً على إيقاف الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة والمؤتمر الوطني للمجموعات المسلحة.

ويفيد البرعصي بأن تحسين أوضاع الإقليم بحاجة للمال الذي سيتوفر في حال تمكنوا من بيع النفط، ويتعهد بأن برقة لن تستولي على حصة إقليمي طرابلس وفزان من إيرادات النفط، بل سيتم توزيعه وفقاً لدستور عام 1951.

كما يدافع البرعصي عن موقف الفيدراليين السياسي، ويسوق عدة وعود ومبررات ضمن نص الحوار التالي:

في الجزء الثاني من حواره مع مراسلون يؤكد عبد ربه البرعصي، رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة، أن حل مشكلة الأمن في بنغازي ودرنة ليس مستحيلاً، وأنه يعتمد أولاً على إيقاف الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة والمؤتمر الوطني للمجموعات المسلحة.

ويفيد البرعصي بأن تحسين أوضاع الإقليم بحاجة للمال الذي سيتوفر في حال تمكنوا من بيع النفط، ويتعهد بأن برقة لن تستولي على حصة إقليمي طرابلس وفزان من إيرادات النفط، بل سيتم توزيعه وفقاً لدستور عام 1951.

كما يدافع البرعصي عن موقف الفيدراليين السياسي، ويسوق عدة وعود ومبررات ضمن نص الحوار التالي:

مراسلون: هناك تدهور في الأمن في مدينتي بنغازي ودرنة ما الذي ستقومون به في هذا الصدد؟

البرعصي: الملف الأمني في برقة مهم جداً، وخاصة في بنغازي ودرنة، ولدينا اتصالات بقيادات أمنية وقيادات قبلية وأخرى شبابية لوضع خطة أمنية جديدة بعون الله. السبب الرئيسي للتأخر في إنجاز بعض الأمور هو نقص الإمكانيات المادية، وفي حالة بيع النفط وتوزيع الميزانيات على الملفات سيكون هناك عمل ظاهر في كل القطاعات، وخاصة الأمن والإسكان والصحة والتعليم، وستظهر الأمور على أرض الواقع للناس بعون الله.

لا نريد أن نعودهم الوعود غير الصادقة والتسويف، ولا نريد أن نضع السكان في حلم كبير. نريد الآن أن تكون أمور برقة محددة في أمن و وإسكان وبنية تحتية وإصلاح للمستشفيات، وهذا ما نعتبره أموراً ملحة للمواطن، وبمجرد نزول الميزانية وتوزيعها سنبدأ في ذلك، وكل مسؤول ملف وضع خطة لهذا الأمر.

ملف الآمن في بنغازي شائك، فقوة الصاعقة والغرفة الأمنية المشتركة كلها تبذل جهوداً لكن لم تنجح، قوة دفاع برقة ستساهم في ذلك، ألا تحتاجون لأجهزة استخبارات وتحريات وما يعرف بأجهزة الأمن الخفي؟

موضوع الأمن في بنغازي ودرنة والاغتيالات فيه تهويل كثير، والله لا يستحق إلا أمرين أثنين، أولهما إيقاف الدعم المالي غير الشرعي عن المجموعات المسلحة، وثانيهما تكوين جهاز استخباراتي بمعايير تضمن المعلومة الحقيقية، لآن ما يدور الآن شبيه بالعصابات المسلحة.

أيضاً الناس متخوفون، فلدينا معلومات بأن أناس تم قتلهم وهناك من يعرف الجناة، ولكن لا يوجد من يبلغ عن القاتل خوفاً من ما قد يحدث لهم في حال قاموا بالإبلاغ، لذلك إذا وفرنا الأمان لمن يبلغ في وجود جهة تقوم بالقبض ستنتهي الأمور.

هل لديكم اتصالات مع لجنة إدارة الأزمة في المؤتمر الوطني العام؟

لا مع المؤتمر الوطني ولا مع الحكومة وتلك معضلة السيد علي زيدان، فهو لايريد مخاطبة أهل القضية والمسؤولين عنها، وعليه هو وكل العالم معرفة أن من أغلق النفط ليسوا مليشيا ولاعصابة، بل هم حراس النفط الذين رأوا أن النفط يسرق فأوقفوه للتحقيق، ووجدوا تأييداً من كثير من سكان برقة، من أعيان وثوار ومؤسسات مجتمع مدني ومن حركة شباب برقة، ومن هنا جاء تأسيس المكتب السياسي.

ولقد وجدنا نحن كفيدراليين في من أغلق النفط أداة ضغط لتنفيذ ما نريد، والسيد علي زيدان والمؤتمر الوطني لم يخاطبا لا المكتب السياسي ولا المكتب التنفيذي بشكل رسمي، والوحيدون الذين أتونا بشكل رسمي هم وفود المجالس المحلية بإقليم برقة، وعندما حضروا اطلعوا على الحقائق وسرقات النفط و الخلل الحاصل، وتفهموا ما نقوم به.

السيد علي زيدان لا يريد المحاورة لأنه يعتقد أن ذلك اعتراف بنا أو ضعف من طرفه، وصحيح أن ليس كل من معنا فيدراليون، لكن في نهاية الأمر من يريد الفيدرالية هو من أوقف النفط لمدة ثلاث شهور، ثم كيف يحاور مليشيات مسلحة في طرابلس عندما تحاصر المؤتمر و الوزارات ولا يحاور حرس النفط بالمنطقة الوسطى البالغ عددهم 25 ألف جندي.

نحن نتمنى منه أن يحاورنا بشكل رسمي، ونعتبره رئيس وزراء لأننا إقليم اتحادي داخل دولة، وحتى الملفات التي شكلت في المكتب التنفيذي كملف الصحة، المسؤول عنه مستعد للتعاون مع وزير الصحة للدولة، فقط ما نريده حصة برقة أعطوها لنا وقوموا بمتابعتنا ومحاسبتنا.

وكل ما نطلبه فيدرالية إدارية خدمية مالية، وعندما يتحقق ذلك وتصبح ليبيا ثلاثة أقاليم نتفق على الأمور السيادية وعلى طريقة التصرف في النفط، وتبقى وزارة الخارجية واحدة والعلم والنشيد واحد ورئيس الدولة واحد ورئيس الوزراء واحد. كل ما نطلبه هو نظام إداري.

اتهم الفيدراليون عضواً من المؤتمر الوطني برشوتهم، مع اتهامات للدولة بعرض رشاوى وإغراءات للفيدراليين للتنازل عن مطالبهم، هل عُرض عليكم شيء من هذا القبيل؟

لم يُعرض علينا في المكتب التنفيذي إلى الآن أي شيء، وما حدث سابقاً تم عبر المكتب السياسي، والسيد ابراهيم الجضران وأخيه سالم، وذلك تم توضيحه في مؤتمر صحفي بشكل رسمي، لكن المشكلة التي نعاني منها هي عرض رشاوى على أناس لمحاولة إفساد هذا الأمر من خلال مواقعهم في مجلس محلي معين أو قبيلة معينة أو مؤسسة مجتمع مدني.

مع العلم أننا نقبل الحوار، لأن المخاوف من الفيدرالية تكمن في أمور أولها متخوفون من التقسيم، وهؤلاء عليهم مراجعة دستور 51، ويمكن أيضاً أن نضع معهم ميثاق ينص على أن البترول لكل الليبيين، وثانيهما الخوف على سكان برقة من أقليات أو ممن ترجع أصولهم للمنطقة الغربية، وهؤلاء عرضنا عليهم ميثاق لسكان برقة.

لكن ما يزعجنا أن يقول مسؤول مثل السيد صالح مخزوم النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني “هل يعقل أن نعمل فيدرالية حتى يصبح الطرابلسي بحاجة لتأشيرة لدخول برقة”، هذا كلام مزيف فهناك دول لا تطلب التأشيرة فيما بينها فما بالك بدولة واحدة.

ما نحاول أن نقنع به الناس هو أن كل هذا الكلام هو تزييف وتشويه، ونطالب المحطات الفضائية وخاصة الليبية منها أن تعطينا فرصة للإيضاح وطرح فكرتنا، مع تقبلنا للحوار ووجهات النظر الأخرى.

هل هناك تعتيم على القضية الفيدرالية من قبل الإعلام الليبي؟

نعم فالقنوات مثل العاصمة والوطنية والرسمية ممنوع علينا نهائياً الخروج فيها، أحياناً تتاح لنا قناة ليبيا أولاً لكنها تتعرض لمضايقات بسبب ذلك.

هل هذه المضايقات من جهات رسمية؟

نعم وحتى عندما نتصل بمراسل أو صحفي يتحجج بطلب الإذن ثم نفاجأ بعدم الموافقة.

بماذا تطمئن الليبيين؟

يجب أن يعلم الشعب الليبي أننا لا نريد إلا رضا الله سبحانه وتعالى ومصلحة سكان برقة ومن ثم ليبيا، لكن الكثير لا يفهم معنى مصلحة برقة ومن ثم ليبيا، لأنه حتى في عهد الملك إدريس رحمه الله ما صلحت ليبيا حتى صلحت برقة، من خلال سياسة الملك عند توليه الحكم بإصلاح أمر برقة صلح أمر باقي ليبيا.

وأنا أستغرب حقيقة من شعب قام بثورة 17 فبراير أن يرضى بضحك المؤتمر الوطني والحكومة الآن، ويرضى بضحك الثوار غير الحقيقيين من خلال كتائب مسلحة، ونحن نرى في جلسات المؤتمر عبر المحطات الفضائية أنهم خرجوا حتى عن الأخلاق وخرجوا عن العادات والتقاليد ويتهمون بعضهم بالسرقة.

ثم كيف يقولون أننا في مرحلة انتقالية وهم يضعون ميزانيات للحكومة، وماذا فعلوا فهناك مواطنون بسطاء يقولون أن الميزانيات بالمليارات ولم يتم تركيب حتى مصباح كهربائي، السؤال يطرح نفسه. أين ذهبت هذه الأموال؟، وفشل الحكومة والمؤتمر لايحتاج دليل فهو واضح للعيان.