انتشرت مؤخرا ظاهرة الاختطاف في محافظة المنيا من أجل الحصول على المال، واستهدفت الظاهرة الأقباط بشكل شبه حصري، لذلك تتجه أصابع الإتهام للجماعات الإسلامية المنتشرة في المنطقة، لاسيما بعد تعرض الأقباط إلى الكثير من مظاهر الإعتداء بعد الثالث من تموز/يوليو.
وتشير سجلات أجهزة الأمن إلى اختطاف 17 قبطي، بينهم 7 أطباء، وشيخ بلد، و6 أطفال، وذلك خلال الخمسة عشر يوما الماضية فقط. وآخر هذه الجرائم خطف الدكتور نادي يسي طانيوس، مدير مستشفى حميات ديرمواس، لمدة 3 أيام ، ثم عُثر عليه ملقيا في طريق قرية ”كوم الباشا” بدشلوط، بمحافظة أسيوط.
انتشرت مؤخرا ظاهرة الاختطاف في محافظة المنيا من أجل الحصول على المال، واستهدفت الظاهرة الأقباط بشكل شبه حصري، لذلك تتجه أصابع الإتهام للجماعات الإسلامية المنتشرة في المنطقة، لاسيما بعد تعرض الأقباط إلى الكثير من مظاهر الإعتداء بعد الثالث من تموز/يوليو.
وتشير سجلات أجهزة الأمن إلى اختطاف 17 قبطي، بينهم 7 أطباء، وشيخ بلد، و6 أطفال، وذلك خلال الخمسة عشر يوما الماضية فقط. وآخر هذه الجرائم خطف الدكتور نادي يسي طانيوس، مدير مستشفى حميات ديرمواس، لمدة 3 أيام ، ثم عُثر عليه ملقيا في طريق قرية ”كوم الباشا” بدشلوط، بمحافظة أسيوط.
الأطفال أيضا
وتنوعت حوادث الخطف ما بين طلب الخاطفين لفدية، أو بيع الضحية لعصابة أخرى. ففي حالة الدكتور أشرف بولس عزيز طبيب بشري، الذي اختطفه مجهولون، اتصل الجناة بأسرته وطلبوا دفع مبلغ مليون جنيه لإطلاق سراحه. وفي حالة برسوم سمير القس ومقيم بقرية الطيبة مركز سمالوط، طلب الخاطفون دفع مبلغ مليون جنيه وبعد التفاوض معهم تم تخفيض المبلغ إلى 150 ألف جنيه ولم يتم تحريره حتى اليوم.
أما في حالة مندوب المبيعات، نبيل فايق بشري، 40 سنة، ومقيم بقرية الطيبة مركز سمالوط، فقام الخاطفون بخطفه أثناء تواجده بمدينة ملوي ثم اصطحبوه لمنطقة تونا الجبل وباعوه لعصابة أخرى بقرية دلجا مقابل مبلغ 20 ألف جنيه وطلب خاطفوه دفع مبلغ 200 ألف جنيه لتحريره وتم تخفيض المبلغ إلى 80 ألف جنيه وتم إطلاق سراحه بعد دفع الفدية.
ولم يسلم حتى الأطفال من عمليات الخطف. ففي قرية دلجا، مركز ديرمواس، قام مسلحون بخطف الطفل أبانوب مجدي صابر، 4 سنوات، أثناء تواجده مع والده بأرضه الزراعية، واضطر والدة لدفع فدية مالية قدرها 2 مليون جنيه. وفي قرية زهرة التابعة لمركز المنيا قام مجهولون بخطف الطفل ديفيد عماد ظريف، 9 سنوات، ويعمل والده مقاول، وتم تحرير الطفل بعد دفع مبلغ 100 ألف جنيه فدية.
بلطجية وإسلاميون
من هم الخاطفون؟ لا توجد سوى تكهنات بأنهم مزيج من العاطلين والبلطجية وأفراد من الجماعات الإسلامية. المختطفون من ناحيتهم يتهمون الجماعات الإسلامية بخطفهم. فقد أكد الدكتور، نادي يسي طانيوس، مدير مستشفى حميات ديرمواس، أن خاطفيه كان منهم 3 ملتحين ومن رجال الجماعة الإسلامية الذين كانوا ينفذون عمليات الامر بالمعروف والنهى عن المنكر بمركز ديمواس، ويعرفهم الجميع، حسب قوله.
بينما أوضح رامي ملاك أحد المخطوفين بسمالوط أن الخاطفين “عاملونا بطريقة غير آدمية وكانوا يضربوننا علي أيدينا بالعصي في مكان وشم الصليب. كانوا يجردونا من ملابسنا وسكبوا علينا المياه لكي نعطيهم المبلغ الذي يريدونه علي الرغم من شدة الفقر لأسرنا”. مضيفا أنهم توصلوا مع أهله للتفاوض بدفع 30 ألف جنيه فدية لإطلاق سراحه وتركوه في أول البلدة مغشيا عليه، ولم يتم القبض على العصابة حتى الآن”.
انتقادات للأجهزة الأمنية
عدم القبض على الجناة حتى الآن يثير غضب الأقباط. الدكتور نادي طانيوس انتقد الأجهزة الأمنية لعدم رصدها لتحركات الخاطفين في الأيام الثلاثة لخطفه. مضيفا أنه قد أدلى باسمائهم وأوصافهم ولم يتم القبض عليهم حتى الآن.
أما القمص “إسطفانوس شحاتة” كاهن بمطرانية سمالوط، والتى شهدت أكثر حالات الخطف، فيقولل إن “الشرطة بالمنيا واخده إجازة”. مشيرا إلى أن جميع حالات الخطف نتيجة الغياب الأمني، وأن الشرطة لا تريد أن تقوم بواجبها لدرجة “تشبه التواطؤ”. مضيفا “هناك محاولات للاستقواء على الأقباط “الضعفاء” حيث الدولة جعلت المسيحي بلا ثمن كما شاهدنا في قضايا حوادث القديسين والكشح، ماسبيرو”.
“الأمن يحارب على العديد من الجبهات”
اللواء أسامه متولى، مدير أمن المنيا، رفض هذه الاتهامات، مؤكداً أن الأمن وجهوده تتقدم كل يوم عن السابق وأن هناك حالات كثيرة تمكنت فيها الشرطة من إعادة المخطوفين إلى ذويهم.
ويقول “المشكلة في الأفراد والأسر التي ترفض إبلاغ الأمن بجميع تطورات الموقف خوفا على ذويهم المخطوفين، إلا أنه على الرغم من ذلك فقد تمكنا بالفعل من القاء القبض على عصابة كانت قد خطفت 3 حالات بمركز سمالوط وبينهم اخوانيان وعضو بالجماعة الإسلامية كان يورد لهم الأسلحة”.
وأضاف مدير الأمن أيضا أنه تم ضبط 4 خاطفين بملوي من بلطجية الجماعة الإسلامية وآخران بديرمواس. مطالبا بالتماس العذر لأجهزة الأمن لأنها “تحارب في العديد من الاتجاهات”.
الجماعة الإسلامية تنفي
لكن الجماعة الإسلامية بالمنيا رفضت الصاق تهمة اختطاف الأقباط بها. وأكدت على لسان أميرها الشيخ أن خطف الأقباط وراءه “مخطط بلطجي” يحاول إلصاق التهم بالمسلمين، وبخاصة وأن البعض روى بأنهم كانوا يعذبونهم فى منطقة الصليب. وقال “نحن مؤمنون بالله وبجميع الأديان ولا نقاتل إلا من اعتدى علينا”.
أما الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا فبدا متشائما حيال حالات الخطف، وعلق قائلا “إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهو عرض مستمر ومتواصل لأنه يتبع منهج فكري، حتى أننا أصبحنا نستيقظ يوميا على حالات خطف. ونجد قادة عمليات الخطف من أحرقونا في ديرمواس عقب عزل الرئيس محمد مرسى وهم من البلطجية المعروفين بتجارة الأسلحة والمخدرات والخطف”.