شهد عدد من الجامعات المصرية، من بينها جامعة الزقازيق (شرق الدلتا)، توقيف أستاذة جامعات بتهم التحريض علي العنف أو التظاهر ضد النظام الحالي أو الدعوة لتعطيل الدراسة داخل الجامعات، وذلك تزامنا مع انطلاق الدراسة الجامعية بدءا من ٢١ سبتمبر. الكثير من الأساتذة المقبوض عليهم أو المطاردين هم أساتذة بكليات الطب والعلوم والهندسة، فكيف تأثرت العملية التعليمية بهذا الغياب؟
طلاب يتضررون من غياب الأساتذة
شهد عدد من الجامعات المصرية، من بينها جامعة الزقازيق (شرق الدلتا)، توقيف أستاذة جامعات بتهم التحريض علي العنف أو التظاهر ضد النظام الحالي أو الدعوة لتعطيل الدراسة داخل الجامعات، وذلك تزامنا مع انطلاق الدراسة الجامعية بدءا من ٢١ سبتمبر. الكثير من الأساتذة المقبوض عليهم أو المطاردين هم أساتذة بكليات الطب والعلوم والهندسة، فكيف تأثرت العملية التعليمية بهذا الغياب؟
طلاب يتضررون من غياب الأساتذة
بعض الطلبة يرى أن غياب الأساتذة أثر سلبيا على تحصيلهم العلمي. فيقول محمد عبد المقصود الطالب بكلية الهندسة جامعة الزقازيق أن غياب الدكتور طارق أمين وهو أحد الاساتذة الصادر ضدهم أمر ضبط وأخضار بتهم التحريض علي العنف والتظاهر، تسبب في عدم قدرة استعاب الطلاب على فهم مادته الهندسة الميكانيكية، علي -حد قوله. وبعد غياب الدكتور أمين تولى معيد حديث التخرج في الكلية القيام بعمل الاستاذ المساعد. لكن عبد المقصود يقول “المعيد يفتقر العديد من الخبرة في التدريس والعلم وكم البحوث العلمية، مما قلل من استعاب الطلاب ودفع العشرات من المتدربين للغياب والتركيز في المواد الأخرى”.
الدروس الخصوصية هى الحلّ
واستكمل سعد ابراهيم الطالب بكلية الزراعة جامعة الزقازيق قائلا إن استوقاف الدكتور السادات ابراهيم على “الأستاذ بالكلية” دفع عشرات الطلاب للجوء إلي الدروس الخصوصية. وقال “مكان الدكتور السادات لازال فارغاً، ولم نعلم هل سوف نقوم بأداء الامتحان في هذة المادة أم انها أُجلت للعام القادم”. مشيرًا إلى أن عدم معرفة الطلاب بمصير المواد التى تعطلت بسبب استوقاف الاساتذة أو هروبهم مسبقاً يعد دليلًا قويا على تأثر العملية التعليمية داخل الجامعة في ظل غياب هؤلاء الاساتذة.
اتحاد الطلاب: نحاول تقديم العون
ومن أجل تدارك أزمة غياب الأساتذة قام اتحاد طلاب جامعة الزقازيق بعدة خطوات. فقد أكد أيمن سعيد عضو اتحاد طلبة جامعة الزقازيق أنهم عقدوا اجتماعا بين أعضاء الاتحاد بعدما فشلوا في الوصول والتواصل مع الأساتذة المتغيبين، وقرر الاتحاد أن يتم توزيع ملزمات مختصرة بعد مناقشة الأمر مع أساتذة بديلة. وقال “هناك من قدم العون بملزمات مجانية مثل كليات الزراعة”، وأشار أن عددا من نماذج الامتحانات و”الشيت”(التمارين) تم توزيعهم على الطلاب بمختلف الكليات التى شهدت تغيب.
“التهم ملفقة”
الأساتذة الملاحقون متهمون بالتحريض على إيقاف الدراسة وعلى العنف. لكن بعضهم يرى أن هذه التهم هي تهم سياسية في الأساس. فيقول الدكتور أحمد جابر الحاج الاستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق، وهو أحد الاساتذة المطلوب ضبطه واحضاره للتحقيق في تهم التحريض علي العنف والانتماء لجماعة الاخوان المسلمين “جميع التهم ملفقة، قامت بها سلطة غير شرعية جاءت على الدبابات ودماء الشهداء”.
وأكد الدكتور الحاج أن أعضاء هيئة التدريس المطاردين غابوا عن القيام بواجبهم داخل الجامعة قهرًا، بعد أن أصبحت بلا شخصية وليس لها حرم ولا كرامة بعد اعتقال نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حامد عطية، من مكتبه “ظهرًا نهارًا” بلا أي اعتبار لحرم الجامعة أو لاستقلاليتها. وتساءل الحاج “أين دور الجامعة فى الدفاع عن أبنائها، وكيف تسمح بانتهاك حرمتها واستقلاليتها بهذه الصورة”.
كوادر إخوانية
وقدر الدكتور الحاج أن عدد المقبوض عليهم والهاربين بلغ عددهم 102 أستاذا جامعيا بمختلف الجامعات المصرية، منهم 15 استاذ بجامعة الزقازيق، وأبرزهم الدكتور محمد مرسي الاستاذ بكلية الهندسة ورئيس الجمهورية المعزول، والدكتور حامد عطية الاستاذ بكلية الطب البيطرى وهو نائب رئيس جامعة الزقازيق وعضو نادى هيئة التدريس، والدكتور سيد عبدالنور رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس بالزقازيق، والدكتور محمود عزت غزلان وهو نائب المرشد تم فصله (مطلوب للإعتقال).
“الإيقاف لا يؤثر علي العملية التعليمية”
عدد الموقوفين لم يؤكده الدكتور أشرف الشيحي القائم بأعمال رئيس الجامعة، حيث قال إنه لا يعلم حصر الاساتذة المستوقفين أو المطاردين بسبب عدم اخطاره من الاجهزة الامنية. وأشار الشيحي أن الجامعة من ناحيتها تستطيع إيجاد بدائل للموقوفين في بعض التخصصات. وقال “لم نقوم بعمل اعلان حول وظائف جديدة حيث أن معظم المتغيبين من كلية الطب”. مؤكداً أن هذة الكلية تحديدا تشهد وفر وعامرة بالاساتذة في مختلف التخصصات. متمنياً عدم القبض علي أساتذة الجامعة ولكنه قال “يجب محاسبتهم إذا خالفوا القانون داخل الحرم الجامعى أو خارجه، وأعتقد أن المقاعد التى تضررت لا تؤثر علي العملية التعليمة”.
فصل للغياب بدون عذر
الوضع القانوني للأساتذة المتغيبين معقد، فالتغيب عن الدراسة يعرض الأستاذ للفصل عن عمله. لكن الدكتور الشيحي القائم بأعمال رئيس جامعة الزقازيق يقول إن المقبوض عليهم لهم ظرف قهري، وبالتالي لا يتم فصلهم كما يصرف لهم 3/4 من راتبهم. لكنه أكد حالتين فقط تم فصلهم للغياب بدون إذن وهم الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للاخوان المسلمين والاستاذ بكلية الطب، والدكتور محمد الجوادى الاستاذ بنفس الكلية السابقه والمفكر السياسي. وقال إن المفصولين لهم فرصة العودة خلال 6 أشهر من استبعادهم، اذا تقدموا بمذكرة تفيد سبب تغيبهم ويمكن للجامعة قبولها. وقال “لا يجوز قبول المذكرة إذا تخطت 6 أشهر حيث يعتبر الفصل نهائي لا رجعة فيه، وتقوم ادارة الكليات تقوم بمعالجة الامر داخليا بعد تغيب أى أستاذ أو القبض علية، وأن ما يتم رفعه لي للنظر أو الفصل يدرس بواسطة مجلس ادارة الجامعة”.
وحتى تبت الأجهزة القضائية في التهم الموجهة للأساتذة، سيتعين على الطلاب وعلى الجامعات إيجاد بديل مناسب.