يرفض محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الحديث باسم جماعة الإخوان المسلمين، ولا ينفي كونه عضواً فيها، إلا أنه يعبر عن رأيه متحدثاً باسم “كل الشرفاء والوطنيين والمؤمنين بالمسار الديمقراطي في العالم”، من يعتقدون أن ما حصل في مصر انقلاب عسكري متكامل الأركان.
وينفي صوان كذلك دعم حزبه لقوات درع ليبيا، التي تشكلت بقرار من الحكومة وتظاهر ضدها الناس في بنغازي وقاموا بإخلاء مقراتها شعبياً مطلع شهر يونيو الماضي، ليتم بعد ذلك تكليف قوات الصاعقة بتأمين المدينة، كما يؤكد مسؤولية الحكومة عن استفحال أزمة النفط وغيرها من المشاكل ضمن نص الحوار التالي:
يرفض محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الحديث باسم جماعة الإخوان المسلمين، ولا ينفي كونه عضواً فيها، إلا أنه يعبر عن رأيه متحدثاً باسم “كل الشرفاء والوطنيين والمؤمنين بالمسار الديمقراطي في العالم”، من يعتقدون أن ما حصل في مصر انقلاب عسكري متكامل الأركان.
وينفي صوان كذلك دعم حزبه لقوات درع ليبيا، التي تشكلت بقرار من الحكومة وتظاهر ضدها الناس في بنغازي وقاموا بإخلاء مقراتها شعبياً مطلع شهر يونيو الماضي، ليتم بعد ذلك تكليف قوات الصاعقة بتأمين المدينة، كما يؤكد مسؤولية الحكومة عن استفحال أزمة النفط وغيرها من المشاكل ضمن نص الحوار التالي:
مراسلون- نحن نعرف موقفكم مما حدث في مصر، ولكن نريد أن نعرف تأثيره عليكم كحزب، وتأثيره على حركة الإخوان المسلمين؟
صوان- أولاً، أنا لا أريد أن أتحدث باسم الإخوان المسلمين، لأن الإخوان المسلمين حركة إصلاحية دعوية لها ترخيص تعمل بمقراتها وبمسؤوليها، وبالتالي أنا لا أجيب عن شيء يتعلق بالإخوان المسلمين .
س- ولكنك عضو في حركة الإخوان المسلمين؟
ج- أنا الآن رئيس حزب العدالة والبناء، وأجيب بهذه الصفة، ما الحساسية في كونك طبيباً وعضواً في نقابة الأطباء، وعضواً في نادي الاتحاد الرياضي ثم أصبحت رئيساً لشركة كذا؟، تعدد الانتماءات سمة من سمات المجتمع المدني، لماذا هذا الخوف؟.
الإخوان المسلمون فكرة يرى أصحابها أن الإسلام لا يقتصر على المسجد والصلاة والصيام والعبادة، ويرون الإسلام ديناً شاملاً لكل مناحي الحياة، أيام كان يمنعهم القذافي من العمل كانوا يشتغلون سراً، وأنا كنت منهم، ودخلنا السجون، الآن أصبح لدينا انتماءات، أنا عضو في الحركة وأراها مدرسة فكرية ناضجة جداً، وأتشرف أني عضو فيها.
الإخوان المسلمون لم يدخلوا الانتخابات، الذي دخل الانتخابات هو حزب العدالة والبناء، وهو خليط ، أصدرنا نحو 10 آلاف بطاقة عضوية، هل كل هؤلاء من الإخوان المسلمين؟ هذا كلام غير صحيح.
مصر دولة محورية، وما يحصل فيها يؤثر على العالم العربي كله، وما يحصل في مصر أشد خطورة مما يحدث في ليبيا وفي تونس، فلا شك أن ما حصل في مصر سيؤثر، سلباً أو إيجاباً، نحن نعتقد – وكل الشرفاء والوطنيين والمؤمنين بالمسار الديمقراطي في العالم –، يعتقدون أن ما حصل في مصر انقلاب عسكري متكامل الأركان، هذا رأينا، نحن قلنا هذا انقلاب، سواء حدث في مصر أو في جنوب أفريقيا أو في الصين، هو انقلاب و لا يمكن أن نعرّفه تعريفا آخر، ولم نتحدث عن أيديولوجيا، ولا عن قرب حزب الحرية و العدالة أو الإخوان المسلمين منا.
نحن أدنا قتل الناس وسحلهم في الشوارع والميادين وهم يتظاهرون سلمياً، لكن ربما حاول بعض الناس خلط الأوراق واستدعاء هذه الفزاعة، بالقول أن حزب العدالة والبناء انتقد السيد رئيس الحكومة لأنهم رأوه يزور مصر، هذا توظيف سلبي من رئيس الحكومة، لأن الناس مازالوا متأثرين بوسائل الإعلام، فهو يحاول الخروج من الفشل الداخلي في ليبيا، ويقول أنا لست فاشلاً وذهبت إلى مصر .
س- ما مدى تدخل حزب العدالة والبناء في الصراع الذي حدث منذ مدة بين الدروع والصاعقة، أنتم متهمون بتأييد قوات درع ليبيا مادياً ومعنوياً؟
ج- هذه واحدة من المغالطات التي تروج في الإعلام، أن العدالة والبناء يحتوي كل الدروع والثوار والمدن، والآن يروج أن الدروع والكتائب المسلحة ومدينة مصراتة كلها تتبع العدالة والبناء.
ما يحدث الآن في ليبيا هو كالتالي: ليس هناك صراع حزبي في ليبيا، والصراع بين قوتين، قوة تريد من ثورة 17 فبراير تغييراً حقيقياً، وهذه القوة فيها العدالة والبناء والجبهة والاتحاد من أجل الوطن وكل الشرفاء والوطنيين، حتى التحالف نحن نعترض على أفكاره، ولكن لا شك أن فيه أناسا وطنيين وشرفاء ككل الأحزاب، وفي العدالة والبناء ربما تجد أناسا سيئين.
الصراع بين فئة تريد تغييراً حقيقياً يتمشى مع ثورة 17 فبراير، وفئة تتمثل في منظومة الفساد المالي والإداري التي كانت مرتبطة بنظام القذافي، هذه المنظومة تريد في ليبيا تغييراً ممنهجاً يحفظ مصالحها ونفوذها، و”كأنك يا بوزيد ما غزيت”.
هذه الفئة لابد أن تصف التوجه الوطني الشريف وصفاً سيئاً ينفر الناس منه، فتستغل الإعلام وتقول إن هذا كله بسبب الإخوان المسلمين، وأن المفتي، والعدالة والبناء، والثوار، ومصراتة، هم من الإخوان المسلمين، فأين عقول الناس؟
س- نحن نوجه هذا السؤال إليك، أين عقول الناس؟
ج- الإعلام – ووراءه المال الفاسد – له دور في خلق بلبلة في ليبيا، هناك إعلام ممول تمويلاً سيئاً، بأموال الليبيين المسروقة للأسف، يغذي نعرات وفِتَناً ويشهّر بالرموز، الآن أنا أستطيع أن أقول لك أعطني أي رمز من رموز ثورة 17 فبراير، ستجد أنهم شوهوه بالكامل، حتى السياسيون، مثل مصطفى عبد الجليل، نحن كنا في السجون، وبقينا طوال عمرنا في ليبيا وطوال عمرنا كنا نسعى إلى التغيير، ويأتي ناس ويقولون : أنت تريد السلطة .
س- أنتم متهمون بأن لكم ولاء خارج الوطن؟
ج- هذه مغالطات كبيرة جداً، أي ولاء؟، إذا قيل أن حزب العدالة يتبع الإخوان المسلمين فالإخوان المسلمون مؤسسة موجودة وقائمة بذاتها، أنت إذا قررت غداً الانضمام إلى حزب العدالة والبناء فاقرأ البيانات، وإذا اقتنعت فلك أن تنضم وتصبح لك الحقوق ذاتها التي لي أنا.
لا أحد يستطيع أن يمنعك من الانضمام لأنك لست من الإخوان المسلمين، هذا الكلام من مغالطات وأكاذيب وأراجيف الإعلام .
س- هل تدخلتم في أزمة النفط؟
ج- نحن نرى أن هذا حدث بسبب عجز الحكومة، مشكلة النفط ليست فنية، وزير النفط عضو في العدالة والبناء وهو مرشحنا وليس لديه أية مشكلة فنية، وهو يقول إن الشركات تعمل، والمهندسون موجودون، والنفط يضخ، والمشكلة أن هناك مسلحين يمنعون تصدير النفط، هو يقول أنا وزير نفط لا شيخ قبيلة، ولست وزير داخلية.
وزير الكهرباء يقول إن المحطات تضرب بسلاح “آر بي جي”، مئات الكيلومترات من الكوابل تسرق، ليس هناك أمن، ولا أحد يحمي المحطات، نحن على مستوى التواصل العادي لا نريد أن نأخذ مكان الحكومة، الآن هناك لجنة أزمة في الحكومة، هل من المعقول أن النفط – مصدر دخل الليبيين – متوقف ورئيس الحكومة يتنقل من دولة إلى دولة؟.
س- وهل كان في وسع أية حكومة أخرى حل هذا المشكل الأمني؟ ألن تواجه هذا المشكل أية حكومة أخرى؟ لأن السبب الذي يجعل الحكومة عاجزة عن حفظ الأمن معروف .
ج- أنت عندما تتقدم كمرشح لرئاسة الحكومة لابد أن يكون لديك برنامج، إما أن تستطيع تنفيذ هذا البرنامج وإما أن تستقيل، وتقول أنا لم أستطع تنفيذ برنامجي، الذي نراه الآن هو أن الحكومة لم تحقق شيئاً، حتى الكتابات التي على الجدران مازالت موجودة ولم يخرج الناس من جو الحرب، حتى الرصف البسيط للشوارع لم يحدث، الأمن لم يتحرك ولا القضاء، لم تتحرك المصالحة الوطنية، الحكم المحلي لم ينظم، لم تنشأ بلديات ومحافظات.
وبالتالي لابد من القول أن المسؤول هو الحكومة، أنت لديك الميزانيات والبشر والإمكانيات، لابد أن تكون لديك خطة لإدارة الأزمة، لذلك فأنت عندما تسألني عن سبب عدم تحقق شيء أقول لك اسأل رئيس الحكومة، هو من يقال له أرني خطتك، وماذا فعلت، وإذا لم تستطع، فاستقل.