منذ أيام قام أعوان الأمن بمداهمة منزل نجيب العبيدي، وهو مخرج أفلام سينمائيه، وناشط شبابي بينما كان برفقة مجموعة من أصدقائه الذين يعملون أيضا في الحقل الفني. واعتقلت الشرطة ثمانية أشخاص كانوا بالمنزل آنذاك، وقد وجهت لهم تهمة “محاولة تكوين عصابة “.

من بين المعتقلين، المخرج السينمائي الشاب عبد الله يحيى، مخرج فيلم “على هذه الأرض” الذي حصد جائزتين في اختتام مهرجان أفلام حقوق الإنسان الذي أقيم منذ أسبوعين في تونس.

تكريم ولكن

منذ أيام قام أعوان الأمن بمداهمة منزل نجيب العبيدي، وهو مخرج أفلام سينمائيه، وناشط شبابي بينما كان برفقة مجموعة من أصدقائه الذين يعملون أيضا في الحقل الفني. واعتقلت الشرطة ثمانية أشخاص كانوا بالمنزل آنذاك، وقد وجهت لهم تهمة “محاولة تكوين عصابة “.

من بين المعتقلين، المخرج السينمائي الشاب عبد الله يحيى، مخرج فيلم “على هذه الأرض” الذي حصد جائزتين في اختتام مهرجان أفلام حقوق الإنسان الذي أقيم منذ أسبوعين في تونس.

تكريم ولكن

وقد شهد عرض الفيلم حضورا جماهيريا غير مسبوق، ورفع خلاله الحاضرون شعارات مساندة لعبد الله يحيى مخرج الشريط ومطالبة بإخلاء سراحه ومنددة بضرب حرية الفن والتعبير.

ومن بين المعتقلين أيضا، الشاب يحيى الدريدي، وهو مهندس صوت وهو من فريق عمل فيلم “على هذه الأرض” لعبد الله يحيى. وتتضمن المجموعة المعتقلة أيضا موسيقيين وهما محمود عيّاد والشاب سليم عبيدة وهو عضو مجموعة “جاز اويل” الموسيقية الشابة.

وتحت تأثير الضغط الشعبي والشبابي تم إخلاء سبيل نجيب العبيدي، الذي يعمل حاليا على إنهاء فيلم له يتحدث عن ظاهرة الهجرة السرية إلى إيطاليا. وقد يثير الفيلم جدلا كبيرا لأنه يشير إلى إمكانية تورط السلطات في هذه الظاهرة الخطيرة.

وتم إخلاء سبيل ثلاثة من الفنانين الهواة، وتم الاحتفاظ بالبقية وتوجيه تهم لهم تتعلّق بـ”حيازة واستهلاك مواد مخدرة “. وهي تهم لطالما استعملها نظام بن علي في السّابق لتلفيق قضايا حق عام لمعارضين والزج بهم في السجون.

التهم الموجهة للفنانين في ظاهرها مسّ بالنظام العام واستهلاك لمواد مخدرة، أما في باطنها فهي قمع للحريات الفردية وخوف من استفحال المقاومة الفنية.

“أيام بوشوشة السينمائية” و”المرناقية للإنتاج السمعي والبصري”، هكذا أصبح يتندر مستعملي المواقع الاجتماعية في إشارة إلى توقيف الفنانين بمركز بوشوشة وسجن المرناقية بأحواز العاصمة.

ويواصل الشباب الناشط على المواقع الاجتماعية بأن الحكومة حققت أحد مطالب الفنانين وهي مدينة للانتاج الاعلامي لكن داخل السجون، بعد أن أصبحت تعج بالفنانين والمنتجين والمصورين والسينمائيين الشبان.

للراب نصيب في المدينة

آخر زوار الزنزانات التونسية هو فنان الرّاب أحمد بن أحمد والمكنّى بـ ” كلاي بي بي دجي” والذي قام القضاء التونسي بإصدار حكم لإيداعه بالسجن لمدة ستة أشهر نافذة وذلك بتهمة إهانة رجال الشرطة، والتشهير بموظفين عموميين.

يأتي هذا الحكم بعد اعتراض قام به مغني الراب، المعروف بين الصفوف الشبابية، على حكم غيابي بالسجن لمدّة 21 شهرا أصدره القضاء التونسي بحقه هو ومغني الرّاب الشاب “علاء اليعقوبي” المعروف بـ “ولد الكانز” والذي سبق أن تم اصدار حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر مع تأجيل التنفيذ على خلفية أغنيته “البوليسية كلاب”.

تعود وقائع الاعتقال إلى يوم 22 آب/ أغسطس حين قدم “كلاي بي بي دجي” و”ولد الكانز” حفلا فنيا شبابيا في إطار فعاليات الدورة 49 لمهرجان الحمامات الدولي. فقد قام أعوان الشرطة بالاعتداء عليهما واعتقالهما مباشرة بعد نزولهما من المنصة، قبل أن يتم إطلاق سراحهما مجددا وإصدار حكم غيابي ضدهما يقتضي بسجنهما لمدة 21 شهرا.

يقبع “كلاي بي بي دجي” حاليا في السجن، بينما يتحصّن “ولد الكانز” بالفرار. ويعرف عن الفنانين، أغانيهما الجريئة التي تستهدف الشرطة والأمنيين ووزارة الداخلية بصفة عامة.

من بين زوار السجون التونسية أيضا، المخرج والممثل الشاب نصر الدين السهيلي، الذي تم اعتقاله على خلفية اعتدائه رشقا بالبيض على وزير الثقافة مهدي مبروك في آب/ أغسطس الماضي.

كما تم اعتقال مصور “إسطرلاب تي في” والشاب مراد الحرزي ووجهت لهما تهمة الاعتداء والتآمر على موظف أثناء أداء عمله.

ويذكر أن نصر الدين السهيلي ومراد الحرزي من الناشطين في “الحركات الشبابية الثورية” وهي مجموعات شبابية سياسية مناهضة لسياسة حركة النهضة.

وقد حكم على نصر الدين السهيلي يوم الجمعة 11 تشرين الأول/ أوكتوبر بخمسة أشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ، بينما غادر المصور الشاب مراد الحرزي السجن قبل فترة ليصدر الحكم بشأنه غيابيا. وقد لقي الاثنان مساندة كبيرة من نقابة الصحفيين والمصورين والتقنيين ومكونات المجتمع المدني وكل المدافعين عن الحريات.

لكن سجن المرناقية على ما يبدو لا يزال مفتوحا لاستقبال المزيد من تقنيي التصوير والمخرجين السينمائيين والممثلين. فهل ستبدأ وحدة الإنتاج الثقافي بسجون تونس بالعمل قريبا؟ وهل ستنطلق الثورة الفكرية والثقافية في تونس من وراء القضبان؟ هذا ما ستجيب عنه الاعتقالات القادمة.