أمينة السبوعي (19 عاما)، شغلت الرأي العام التونسي والعالمي بطريقة تعبيرها الجريئة في مجتمع عربي، فذاع صيتها بسرعة البرق بعدما نشرتْ صورةً تظهر صدرها عاريا على شبكات التواصل الاجتماعي.

لم تنته قصة امينة عند هذا الحد، بل تمَّ إيقافها في 19 أيار/ مايْ 2013، على خلفية كتابة اسم “فيمن” على سور مقبرة في القيروان جنوب تونس. كما تلا ايقاف امينة اعتقال ثلاث أجنبيات ينتمين إلى حركة “فيمن” أمام قصر العدالة بالعاصمة تونس، عقبَ خروجهن عارياتٍ ينددنَ باستمرار حبس “أمينة”، ليحكمَ عليهن بأربع أشهر من السجن مع وقف التنفيذ ومغادرة تونس.

أمينة السبوعي (19 عاما)، شغلت الرأي العام التونسي والعالمي بطريقة تعبيرها الجريئة في مجتمع عربي، فذاع صيتها بسرعة البرق بعدما نشرتْ صورةً تظهر صدرها عاريا على شبكات التواصل الاجتماعي.

لم تنته قصة امينة عند هذا الحد، بل تمَّ إيقافها في 19 أيار/ مايْ 2013، على خلفية كتابة اسم “فيمن” على سور مقبرة في القيروان جنوب تونس. كما تلا ايقاف امينة اعتقال ثلاث أجنبيات ينتمين إلى حركة “فيمن” أمام قصر العدالة بالعاصمة تونس، عقبَ خروجهن عارياتٍ ينددنَ باستمرار حبس “أمينة”، ليحكمَ عليهن بأربع أشهر من السجن مع وقف التنفيذ ومغادرة تونس.

التقى موقع “مراسلون” أمينة التي واصلت لفت الانظار اليها بتفجيرها مفاجأة بعد عشرين يومًا فقط من مغادرتها السجن، بإعلانها مغادرة حركة “فيمن”.

“مراسلون”: كيف كانت ظروف انضمامك الى منظمة “فيمن” النسوية؟

أمينة السبوعي: في البداية تأثرت بحركة “هيبي” التي ظهرت في الولايات المتحدة في الستينات وانتشرت في بقية انحاء العالم، وهي حركة ترفض القيم التقليدية ومحاولة تغيير نمط العيش السائد. ولهذا التحقت بمنظمة فيمن منذ أيلول/ سبتمبر 2011، وقد جعلتني هذه المنظمة اكثر حرية وأتقبل جسدي كما هو دون تلك العقد التي غرسها فينا المجتمع الذي يفرض علينا احيانا قيما تكبل حريتنا.

وقد وجدت في حركة “صدور عارية” التي نظمتها فيمن حركة فيها رسالة الى رفض هذه القيم البالية التي تجعل من جسد المرأة اما سلعة اعلانية أو لذة جنسية، وأردنا بهذه الحركة ان نقوض هذه الأفكار.

ماهي الشروط التي تشترطها المنظمة اثر تحركاتكم؟

الانضباط وعدم الضحك خاصة عند القيام بتعرية اجسادنا حتى نظهر للجميع اننا جديات وغايتنا ليست اثارة الغرائز، ثم يجبروننا على القيام بتمارين رياضية لنكون اكثر نجاعة عند الهروب من الامن. لكن بصراحة لم التزم بالقيام بممارسة الرياضة لأني كسولة جدا.

لماذا اخترت النشاط مع “فيمن” بالذات؟

اخترت فيمن لان نضالات الحركات النسوية في تونس مازالت محتشمة وليست قوية، اي انها لم تتجرأ على زعزعة بعض التقاليد المقيدة لحرية المرأة خاصة في ظل هذه الحكومة المتشددة. وهذا ما اعيبه على منظمة النساء الديمقراطيات مثلا رغم احترامي الشديد لنضالاتهن، والبعض منهن صديقات لي، اقوم بزيارتهن في المنظمة واتقبل نصائحهن وأقوم كذلك بتقديم النصيحة لهن أحيانا.

لقد اعلنت مؤخرا انسحابك من منظمة فيمن، ما هو السبب؟

نعم انسحبت من المنظمة لكن ليس بالضبط لمعاداتها للإسلام، كما أشيع، بل بسبب مصادر تمويلها المشبوهة وطريقة تعاملها مع المتشددين والاسلاميين التي تتميز بالاستفزاز، وبالتالي تقدم لهم فرصة الخروج منتصرين كل مرة. وارفض ان تسخر “فيمن” من بعض المعتقدات الاسلامية مثل القول “فيمن أكبر” بدلا من ” الله أكبر” أو حرق راية التوحيد التي كتب عليها “لا اله الا الله، محمد رسول الله” لما في ذلك من استفزاز لمشاعر المسلمين.

هل يعني هذا انك ندمت على هذه التجربة بسبب غيرتك على الاسلام؟

أولا، أنا لست مسلمة، بل اتبع فلسفة “اغنوستيزم” (اللا أدرية)، التي لا تقر بوجود دليل قاطع على وجود أو غير وجود الله لاتخاذ قرار في اعتناق اي ديانة. كما اني تأثرت بمحيطي-فكل اصدقائي مثلي ويؤمنون بنفس الفلسفة -رغم نشأتي في عائلة مسلمة. ثم ليس لدي اية مشكلة مع الاسلام او المسلمين، بل مشكلتي الاساسية مع الاسلاميين والمتطرفين دينيا.

وما علاقة تمويل المنظمة بذلك، وما الذي يخيفك منه؟

لقد اسفسرت اكثر من مرة عن مصادر تمويل المنظمة الا اني لم احصل على أية أجابة تقنعني، مما جعلني اعتقد ان المنظمة تتلقى اموالا مشبوهة ربما تكون من اسرائيل او بعض الدول الامبريالية مثل امريكا، وهذا ما أرفضه تماما، خاصة وأنني من أشد المؤمنين بالقضية الفلسطينية التي اصبحت قضيتي.

وهل ستنشطين في منظمة اخرى، أم ستنقطعين عن النشاط في مجال حقوق المرأة؟

حاليا، لايوجد لدي نية في الانضمام الى اية منظمة، ولكن لن انقطع عن النشاط في مجال حقوق الانسان عموما وحقوق المرأة خصوصا.

يعني انك ربما ستعيدين الكرة مرة اخرى وتقومين بالتعري؟

لن اتعرى مرة اخرى رغم اني لم اندم على ذلك، ونحن الان بصدد ايجاد طرق اخرى للاحتجاج تتميز بإحداث “صدمة” كتلك التي احدثتها حركة تعرية الصدور، إذ توجد العديد من الطريق الاخرى غير التعري. فلدينا عدة افكار لا اريد البوح بها الآن، ولكن يمكن القول بان قضية المرأة الريفية المهمشة في تونس تشغل بالي وافكر جديا في العمل على هذا الصعيد.

وماذا عن تجربتك في السجن؟

اعتزم القيام بندوة صحفية قريبا لفضح بعض الممارسات المنافية لحقوق الانسان التي تمارس ضد السجينات من ضرب واهانات في السجن مما جعلني افكر جديا في احداث جمعية لتقوم بمراقبة هذه الجرائم في حق الانسانية ومحاربتها.

ما رأيك بالحكومة الحالية؟

ليس لدي مشكلة مع هذه الحكومة بالذات، بل مشكلتي ومشكلة اغلب اصدقائي الذين تجمعني معهم نفس الرؤى هو مع النظام ككل. مشكلتي اكبر واعمق، وبالنسبة لي الكل متشابهون حكومة ومعارضة.