“مهنة البحث عن المتاعب والحقيقة”، هكذا يسمي البعض مهنة الصحافة، ومع اشتداد وخطورة الاوضاع في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى، اصبح الصحافيون في مرمى النيران والعنف السياسي الدائر في الشارع المصرى، فقد كان فجر يوم 14 آب/ أغسطس الحالي هو الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين، عندما قررت قوات الأمن المصرية مداهمة اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، مما أدى الى مقتل ثلاثة صحافيين ومصور تلفزيوني، ونحو 20 حالة اعتداء واصابة حسبما أعلنت غرفة عمليات نقابة الصحفيين خلال اليوم الاول لفض اعتصام انصار الرئيس المعزول، إضافة الى مصرع مخرج تلفزيوني في ميدان رمسيس بعد يومين فقط من مقتل زملائه الاربعة

“مهنة البحث عن المتاعب والحقيقة”، هكذا يسمي البعض مهنة الصحافة، ومع اشتداد وخطورة الاوضاع في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى، اصبح الصحافيون في مرمى النيران والعنف السياسي الدائر في الشارع المصرى، فقد كان فجر يوم 14 آب/ أغسطس الحالي هو الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين، عندما قررت قوات الأمن المصرية مداهمة اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، مما أدى الى مقتل ثلاثة صحافيين ومصور تلفزيوني، ونحو 20 حالة اعتداء واصابة حسبما أعلنت غرفة عمليات نقابة الصحفيين خلال اليوم الاول لفض اعتصام انصار الرئيس المعزول، إضافة الى مصرع مخرج تلفزيوني في ميدان رمسيس بعد يومين فقط من مقتل زملائه الاربعة، اي في 16 آب/ أغسطس.

مقتل 5 صحافيين في القاهرة

ربما أول الصحفيين الذين سقطوا نتيجة فض الاعتصام هي حبيبة عبد العزيز، من جريدة “جولف نيوز” الاماراتية، وهي ابنة أحمد عبد العزيز، المستشار الإعلامي للرئيس المعزول محمد مرسي، وتوفيت نتيجة إصابتها برصاصة في الرأس.

وقتل أحمد عبد الجواد، الصحافي في جريدة الأخبار، باصابة طلق ناري، كما قتل مصعب الشامي، ويعمل بشبكة رصد الإخبارية، ولقي مصرعه متأثراً بطلق ناري ايضاً.

ولقي مايكل دوجلاس بريطاني الجنسية  (59 سنة)، مصور في قناة “سكاي نيوز”، مصرعه خلال تغطيته أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، وأوضح تقرير مستشفى التأمين الصحي في مدينة نصر أنه توفي إثر إصابته بطلق ناري في القلب.

وخلال أحداث العنف التي شهدها ميدان رمسيس يوم الجمعة 16آب/ اغسطس، لقي المخرج محمد سمير في قناة النيل للأخبار مصرعه بعد ان أطلق عليه رصاص حي اثناء تغطيته للاحداث في الميدان بالقرب من قسم الازبكية حسبما تم الاعلان بوسائل الاعلام.

اصابة عدد من الصحفيين خلال عمليات الفض

اصيب نحو 20 صحفي خلال أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما تلاهما من اشتباكات حسبما أعلنت غرفة العمليات بنقابة الصحفيين التي تتابع وترصد الاحداث، وتعمل على استقبال البلاغات من الصحافيين الميدانيين.

علاء القمحاوي، مصور صحفي في جريدة المصري اليوم، والذي أصيب بطلق ناري في القدم اثناء تواجده لتغطية الأحداث بمنطقة رابعة العدوية اثناء فض الإعتصام كشف عما حدث معه قائلاً، ” كنت متواجد بمنطقة رابعة العدوية لتغطية الأحداث وذلك قبل فض الإعتصام بساعات قليلة وقررت الإستمرار في عملي بعد وصول قوات الأمن ولم تكن هناك إشتباكات قوية بين الطرفين، إلا انني التقطت عددا من الصور ثم ابتعدت عن المنطقة لإرسالها إلى الجريدة ومن ثم قررت العودة مرة اخرى إلى رابعة العدوية، ولكن تفاجأت بوجود إشتباكات عنيفة جداً بين الطرفين وتم إطلاق النيران بشكل عشوائي وتحول ميدان رابعة إلى ساحة حرب، ولم نجد اي ممر آمن للخروج، ثم اصبت بطلق ناري في قدمي وقام زملائي بنقلي لاحدى المستشفيات”.

واضاف القمحاوي، “ما شاهدته في هذا اليوم يعتبر أسوأ وأصعب يوم في تاريخ مصر، فانا قمت بتغطية كافة الأحداث منذ إندلاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير ويمكنني القول إن ما حدث يوم فض الاعتصام لم تشهده مصر من قبل”.
وعن تعامل قوات الشرطة والجيش مع الصحفيين والإعلاميين يقول، ” للأسف التعامل سيء للغاية، فرغم ان سياسة جريدة المصري اليوم معارضة لجماعة الإخوان المسلمين إلا ان بعض زملائي تعرضوا لمعاملة سيئة جداً من قوات الشرطة والتي قامت بملاحقة بعضهم ومصادرة كاميراتهم لمسح كل الصور التي قاموا بتوثيقها اثناء تغطية الأحداث”.

واشاد القمحاوي بدور نقابة الصحفيين قائلاً “رغم انني لست عضو في نقابة الصحفيين إلا ان اعضاء مجلس إدارة النقابة حرصوا على للتواصل معي وتلقيت أكثر من إتصال هاتفي منهم للإطمئنان على حالتي الصحية وأعتقد انه دور أكثر من رائع”.

نقابة الصحفيين تطالب بالتحقيق الفوري

من جانبها دعت نقابة الصحافيين إلى ضرورة الحفاظ على حياة الزملاء المكلفين بتغطية الأحداث، وتمكنيهم من أداء مهامهم، وطالبت بالتحقيق الفوري في ملابسات استشهاد الزميلة حبيبة عبد العزيز وباقي الزملاء الذين قتلوا بالاحداث، كما دعت النقابة جميع الصحافيين إلى توخي الحذر أثناء تغطيتهم للأحداث وتدعو من يتعرض منهم لمضايقات أو اعتداءات لإبلاغ النقابة فورا.

“كارثة بكل المقاييس”، بهذه الكلمات تصف عبير السعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين ما تعرض له الصحفيين خلال أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة وهو ما أسفر عن استشهاد 4 صحفيين في يوم واحد، مؤكدة ان ما حدث لم تشهده الصحافة من قبل.

“للأسف الصحفي أصبح مستهدف من كل الأطراف، رغم انه لا يقوم سوى باداء واجبه تجاه مهنته بموضوعية شديدة، إلا ان هناك من يرفض تواجده في موقع الحدث، وأعتقد ان المصور الصحفي هو أول المستهدفين، فأي شخص يحمل كاميرا يتم استهدافه ومحاولة قتله او الإستيلاء على كاميرتة الخاصة، وكل ما يمكنني قوله ان هناك هجمة شرسة يتعرض لها الإعلام بشكل عام”، تضيف السعدي.

وتتابع، “النقابة لم تترك المصابين لحظة واحدة بل تواجدنا معهم حتى قمنا بالإطمئنان على صحتهم وقمت بالدعوة لعقد اجتماع طارئ من أجل وقف هذه الكارثة التي تهدد عشرات الصحفيين والمصورين، فلن نترك هذه الإعتداءات تمر مرور الكرام بل سنقوم بفتح تحقيق عاجل وسنطالب بوضع ضوابط تضمن لنا سلامة الصحفيين”.