جدل صاخب شهدته قناة الجزيرة مباشر مصر، القناة الفرعية لقناة الجزيرة والمختصة بالشأن المصري، على أثر الموجة الثالثة من الثورة المصرية وتغطيتها الاعلامية للأحداث التي تشهدها مصر الآن. فنحو 22 من المصريين العاملين بالقناة تقدموا باستقالتهم الشهر الماضي، وبرروا ذلك بابتعاد القناه عن المهنية الإعلامية وانحيازها لفصيل سياسي واحد حتى تحولت لمنبر إعلامي له.

التغطية غير المتوازنة السبب وراء الاستقالات

قائمة المراسلين المستقيلين تضم فاطمة نبيل وكارم محمود ومحمد خلف أمين وحسن عبد الغفار وغيرهم.

جدل صاخب شهدته قناة الجزيرة مباشر مصر، القناة الفرعية لقناة الجزيرة والمختصة بالشأن المصري، على أثر الموجة الثالثة من الثورة المصرية وتغطيتها الاعلامية للأحداث التي تشهدها مصر الآن. فنحو 22 من المصريين العاملين بالقناة تقدموا باستقالتهم الشهر الماضي، وبرروا ذلك بابتعاد القناه عن المهنية الإعلامية وانحيازها لفصيل سياسي واحد حتى تحولت لمنبر إعلامي له.

التغطية غير المتوازنة السبب وراء الاستقالات

قائمة المراسلين المستقيلين تضم فاطمة نبيل وكارم محمود ومحمد خلف أمين وحسن عبد الغفار وغيرهم.

ويقول حامد محمود أول مراسلي القناة المستقيلين إن أحد الأسباب الرئيسية وراء استقالته هي التغطية غير المتوازنة للأحداث التي تشهدها الساحة السياسية بمصر، وخاصة أحداث الحرس الجمهوري. وأضاف “التغطية لاعتصام رابعه العدوية كانت غير متناسبة مقارنة بالأحداث في الميادين الأخرى، فالقناة كانت تخصص أكثر من 50% من البث لميدان رابعة”.

وتابع “أصبحت قناة الجزيرة بعيدة عن المهنية، وليس فقط قناة الجزيرة مباشر مصر بل قناة الجزيرة العامة والإخبارية التي كُنا نعتبرها مدرسة، سقطت بشكل كبير وأتضح تحيزها الكامل لفصيل سياسي معين وهو جماعة الإخوان المسلمين”.

ويضيف حامد أن أحداث الحرس الجمهوري هي القشة التي قصمت ظهر البعير. “فالجزيرة فقدت مصداقيتها في الشارع المصري والعربي وخصوصا بعد بث القناة مقطع فيديو واحد عبارة عن 50 ثانيه لما حدث في احداث الحرس الجمهوري وكأنها تريد ان تُظهر الاخوان هم الضحية بالرغم من أن هناك قيادات دينية حرضت على مهاجمة القوات المسلحة المكلفة بتأمين مقر الحرس الجمهوري مثل صفوت حجازي ولم تقم القناة ببثها”.

“الجزيرة مباشر فقدت مصداقيتها”

بعض منظمات المجتمع المدني المعنية بأداء الاعلام تتفق مع رأي حامد في عدم مهنية قناة الجزيرة مباشر. فيقول الحقوقي بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان كريم عبدالراضى “قناة الجزيرة في الفترة الأخيرة انحازت بشكل فج لصالح فصيل سياسي محدد، ولم تراعي المعايير المهنية للعمل الإعلامي. كما أنها لم تكن ملتزمة بمواثيق الشرف وأداءها كان صادما للقطاع الاكبر من المصريين، وانحصرت رسالتها الإعلامية في دعم جماعة الاخوان والترويج لأكاذيب من شأنها دعم موقف الجماعة. مما جعل الاعلاميين العاملين فيها في موقف لا يحسدوا عليه خاصة بسبب الانتقادات التي كانت توجه لهم في كل مكان يتواجدوا فيه”.

واضاف كريم أن قناة الجزيرة في الفترة الأخيرة خسرت الكثير من مصداقيتها باعتبارها كانت اكبر وسائل الاعلام العربية انتشارا خصوصا في عهد المخلوع مبارك، لاسيما وانها كانت تبث كثيرا من الاحتجاجات المطالبة برحيل مرسى وتصورها لمشاهديها على اعتبار انها مؤيدة له.

وتابع ان الجزيرة “تقاعست عن بث الاحتجاجات الضخمة التي شهدها الشارع المصري ضد جماعة الاخوان المسلمين في الوقت الذى ثبتت فيه كاميرتها على اشاره رابعه حيث يعتصم مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين”.

شرط الضمير

من ناحيته يرى الباحث الاعلامي ياسر عبدالعزيز أن قناة الجزيرة أساءت إلى نفسها في التغطية غير المهنية للأحداث الجارية، فيما أشاد بموقف الاستقالات لمراسلي القناة وأكد أنه “تصرف سليم” وأنه يتفق مع المعايير المهنية التي رفضت الجزيرة العمل بها، “ويجب على القائمين على قناة الجزيرة ان يستمعوا الى هذا الصوت ويحللوه جيدا” على حد قوله.

وأوضح عبدالعزيز أن شرط الضمير يمثل اتفاقا بين الوسيلة والصحفيين العاملين بها والذى يلزم الطرفين بعدم اهمال المعايير المهنية التي تم الاتفاق عليها. ويجب ان تقوم القناه بتعويض المستقيلين منها بمبالغ مالية مناسبة “لأن استقالتهم جاءت لأسباب تتعلق بإخلال القناه بشرط الضمير بشكل عرض مستقبلهم المهني للخطر”، حسب قول عبد العزيز.

الجزيرة ترفض التعليق

المراسل حامد محمود أكد أنه استقال بعد أن فشل وزملاؤه في تغيير سياسة الجزيرة من الداخل، ويقول إن صوتهم بُحّ منادين أن يكون هناك سياسية تحريرية متوازنة  للقناة، ولكن قناة الجزيرة مباشر أصرت على سياستها التحريرية، وتمسكت بها رغم انتقاداتهم لتناولها لاحداث الحرس الجمهوري وما تلاها.

ومن أجل الوقوف على موقف الجزيرة مباشر، حاولنا العديد من المرات التواصل مع إدارة القناة بالقاهرة والدوحة للتعليق فيما هو منسوب للقناة من عدم حيادية ومهنية وللتعليق على الاستقالات، ولكن جميعهم رفضوا التعليق.