في ليلة الثالث من أغسطس ٢٠١٣ نشبت في قرية بني احمد الشرقية بمحافظة المنيا (نحو ٢٤٠ كم جنوب القاهرة) اشتباكات بين أقباط ومسلمين بسبب سماع أغنية نتج عنها إصابة ١٧ شخصا بينهم ضابط شرطه ومجندان، واشتعال النيران في ٣ منازل لأقباط ومسلمين ونهب لممتلكات أقباط بالقرية. لم يكن الحادث الطائفي الأول في المنيا، ولن تكون الأخير حيث شهد الشهر الماضي وتحديدا في الثالث من يوليو عقب إعلان بيان السيسي قيام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بنهب وإحراق كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك وكنيسة الإصلاح الانجيليه بقرية دلجا جنوب مدينة المنيا بحوالي ٦٠ كم مما أدى لإصابة ٨ أشخاص من الأقباط والمسلمين.

في ليلة الثالث من أغسطس ٢٠١٣ نشبت في قرية بني احمد الشرقية بمحافظة المنيا (نحو ٢٤٠ كم جنوب القاهرة) اشتباكات بين أقباط ومسلمين بسبب سماع أغنية نتج عنها إصابة ١٧ شخصا بينهم ضابط شرطه ومجندان، واشتعال النيران في ٣ منازل لأقباط ومسلمين ونهب لممتلكات أقباط بالقرية. لم يكن الحادث الطائفي الأول في المنيا، ولن تكون الأخير حيث شهد الشهر الماضي وتحديدا في الثالث من يوليو عقب إعلان بيان السيسي قيام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بنهب وإحراق كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك وكنيسة الإصلاح الانجيليه بقرية دلجا جنوب مدينة المنيا بحوالي ٦٠ كم مما أدى لإصابة ٨ أشخاص من الأقباط والمسلمين.

الفتنة تسببها أغنية

ولم يكد يمضي شهر شهد مناوشات طائفية في معظم مراكز المنيا حتى وقعت أحداث قرية بني احمد الشرقية ذات الأغلبية القبطية في الثالث من أٌغسطس الماضي، والتي شهدت اشتباكات طائفية عنيفة بين مسلمين وأقباط امتدت إلى قريتي بني احمد الغربية وقرية ريده حيث وقعت مشادة كلاميه بين شخص مسلم وآخر قبطي أثناء جلوسهم علي مقهى بسبب تشغيل أغنيه علي الهاتف المحمول بعنوان “تسلم الأيادي” وهي أغنيه تم تأليفها لمساندة القوات المسلحة في مظاهرات التفويض ليوم ٢٦ تموز/ يوليو الماضي. المشاجرة تطورت إلى اشتباكات عنيفة بين مسلمي وأقباط القرية وامتدت ليتدخل مسلمو القريتين المجاورتين بعد سريان أشاعة عن حرق الأقباط لمسجد وقتل من فيه من المسلمين مما أثار حفيظة المسلمين ودفعهم للخروج للانتقام من الأقباط في قراهم. وأسفرت الأحداث عن مقتل شخص وإصابة ١٧ آخرين بينهم نقيب شرطة ومجند. 

أحداث طائفية في دلجا 

أحداث قرية بني أحمد ليست فريدة من نوعها، فقد تزايدت الهجمات الطائفية التي يتعرض لها الأقباط في الشهر الماضي. ويروي القس أيوب يوسف راعي كنيسة ماري جرجس للأقباط الكاثوليك بقرية دلجا جانباً من معاناة مسيحيي القرية قائلا “نعيش في جحيم وهناك حالة من الاحتقان غير مسبوقة منذ وصول الإخوان المسلمين للحكم فالنفوس تغيرت والشحن والعنف الطائفي تصاعد تدريجيا وقبل يوم 30 يونيو كنا نشعر بحالة من القلق وتوقعنا حدوث ما لا يحمد عقباه وطلبنا بتكثيف الحراسة من الأمن وتم الدفع بـ6 شرطيين بدلا من اثنين على كنيسة ماري جرجس وقبل إعلان بيان السيسي فوجئنا بعشرات الصبية بينهم ملثمون يحاصرون استراحتي ورشقوها بالطوب والحجارة وأخذوا يرددون هتافات معادية للأقباط واقتحموها بالفعل خلال دقائق وأشعلوا النيران بمكتبة ثقافية تضم موسوعات وكتبا متنوعة بينها كتب مقدسة ونتج عن ذلك احتراق 3 آلاف كتاب واستولوا على متعلقاتي الشخصية وجميع محتويات مركز السمعيات والبصريات والأجهزة الفنية وكذلك أثاث فصول حضانة أطفال”.

ويضيف القس أيوب “المأساة امتدت خارج كنائس القرية الخمس وتم غلق بعضها وتعليق القداسات أو إنهائها مبكراً بسبب عدم حضور المصلين خوفاً من تعرضهم لأذى أثناء توجههم للكنائس وهناك منازل لمسيحيين تتعرض لاعتداءات مستمرة حيث يقوم صبية مدفوعون من أشخاص بعينهم بكتابة عبارات سب ضد البابا تواضروس بجدران المنازل وكذلك كتابة أسماء مختلفة ومستفزة تفيد بأن هذه المنازل أصبحت ملكاً للمسلمين ناهيك عن الاعتداء على محلات تجارية ملكاً للمسيحيين وغلقها وتحطيم الواجهات وهناك بعض الأسر المسيحية هاجرت القرية وتقيم لدى الأقارب والأهل والأصدقاء بقرى وعزب مجاورة لحين مرور هذه الظروف العصيبة”. فهل تأتي هذه الهجمات كعقاب للأقباط لمشاركتهم في مظاهرات 30 حزيران/ يونيو؟

“الأقباط ليسوا من كوكب آخر”

يقول الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا إن خروج الأقباط فى تظاهرات 30 حزيران/ يونيو لم يكن منظماً أو مقصوداً إنما خرجوا كجزء من الشعب دون أغراض أو مطالب فئوية فقط لهدف قومي حاملين الأعلام دون الصلبان وشدد «مكاريوس» على أن الأقباط ليسوا أناساً جاءوا من كوكب آخر ليتدخلوا فى شؤون البلاد إنما هم مصريون أحفاد الفراعنة ولم يخرجوا ليحصدوا مكاسب طائفية.

وتابع أسقف المنيا أن الأقباط مصريون يجرى عليهم ما يجرى على باقي أفراد الشعب لم يخرجوا بمفردهم وإنما خرجوا كتفاً إلى كتف مع المسلمين بدليل أن من خرجوا تجاوز عددهم 30 مليوناً ولو كان فى مصر يهود يعيشون بيننا مثلما كانوا قبل ثورة يوليو 52 لشاركوا فى المظاهرات.

وأشار «مكاريوس» إلى أن المعاناة تشمل كل من يحيا فى مصر فلم يكن الوضع قبل ثورة يناير مثالياً لكن المصريين ثاروا ولما لم يتحقق الهدف اندلعت الموجة الثانية من الثورة لتؤكد إصرار الشعب على تحقيق الهدف وأكد «مكاريوس» أن خروج الأقباط كان استجابة لنداء الوطن وفى خروجهم حملوا علم مصر دون الصلبان ولم تكن لهم هتافات دينية وإنما انصهر الشعب كله فى كلمات مصرية واحدة ولم يكن من السهل التمييز بين المتظاهرين على أساس ديني أو عرقي، حسب قوله.

واختتم «مكاريوس» بقوله إن الأقباط ينادون بمصر جديدة ولم يتظاهروا نكاية فى أحد إنما غيرة على مصر بل يدرك الأقباط جيداً أن الصراعات الدائرة ستكون لصالح الإلحاد الذي يتربص بالبلاد وأن المعاناة والمطالب ليست طائفية أو فئوية إنما هي معاناة مصرية.

الجماعة الاسلامية تدين استهداف الأقباط

أصابع الإتهام توجه عادة في مثل تلك الأحداث إلى الحركات الإسلامية الراديكالية، لكن عصام خيري الناطق باسم الجماعة الإسلامية في المنيا  أدان استهداف ممتلكات بعض الأقباط في التظاهرات التي تم تنظيمها في المنيا. وأكد ان الأقباط شركاء في الوطن حتى لو اختلفوا معهم سياسيا. واتهم خيري من وصفهم بالبلطجية ورموز النظام السابق بتعمد إفساد مظاهرات الإسلاميين بالمنيا من خلال إلصاق تهمة تخريب الممتلكات القبطية.

وأكد خيري أن الجماعة وحزب البناء والتنمية سيواصلان نضالهما السلمي بالاتفاق مع بقية الأحزاب والقوى الإسلامية والثورية الأخرى لعودة الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس المقال محمد مرسي.

“الأقباط يدفعون ثمن خطاب التحريض”

يقول اسحق إبراهيم مسئول برنامج حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية “الأقباط يدفعون ثمنا لخطاب التحريض ضدهم من قبل بعض قيادات التيار الإسلامي وأنصار الرئيس السابق الذي يتهم قيادات الأقباط الروحية بالمشاركة في مؤامرة تستهدف تدخل الجيش للإطاحة بالدكتور مرسي. وتستدل تلك الخطابات التحريضية على رؤيتها بالمشاركة الكثيفة للمواطنين الأقباط في الاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق فالأقباط، والحال كذلك يدفعون ضريبة ممارسة حقوقهم الدستورية ومشاركتهم في الحياة السياسية كمواطنين على قدم المساواة مع نظرائهم في المجتمع وما يدعو للتساؤل هو دور أجهزة الأمن وفشلها الذي يصل لدرجة التواطؤ في التدخل حماية للمواطنين وممتلكاتهم إزاء استهداف المواطنين على الهوية الدينية.”

ويشير اسحق إبراهيم إلى أن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أعربت عن انزعاجها من تجاهل مؤسسات الدولة هذه الأحداث وعدم التعامل مع مرتكبيها والمحرضين عليها بحسم والتدخل لمنع تفاقمها. مشيرا إلى خطورة هذا النهج الذي يؤدي بدوره إلى استمرار موجة الاعتداءات في ظل المنشورات التي وزعت ومازالت توزع في عدد من المحافظات تحرض ضد الأقباط والكنائس.

وطالبت المبادرة المصرية بجانب عدد من منظمات المجتمع المدني الأخرى الإدارة الانتقالية بالتحرك العاجل لحماية المصريين ووقف حملات التحريض ضد المواطنين على أساس الدين وأن تمارس المسئوليات المخولة لها طبقا للإعلان الدستوري الصادر عن رئيس الجمهورية المؤقت والذي تكفل المواد 4 و7 و11 منه مبادئ المساواة أمام القانون وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وحرمة الملكية الخاصة.