مئات من الشباب اختاروا التجمع في ميدان “سفينكس” بمنطقة المهندسين التابعة لمحافظة الجيزة، بعيدا عن ميداني “التحرير” و”رابعة العدوية”، ليعلنوا موقفا ثالثا، يرفض عودة مرسي، كما يرفض حكم العسكر وعودة الفلول.
الجهات السياسية التي دعت إلى هذه المبادرة هما حزب مصر القوية الذي يترأسه القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وعدد من شباب الاشتراكيين الثوريين وعدد من النشطاء السياسيين وشباب من حركتي “وطن بلا تعذيب” و”أخوان كاذبون”.
مئات من الشباب اختاروا التجمع في ميدان “سفينكس” بمنطقة المهندسين التابعة لمحافظة الجيزة، بعيدا عن ميداني “التحرير” و”رابعة العدوية”، ليعلنوا موقفا ثالثا، يرفض عودة مرسي، كما يرفض حكم العسكر وعودة الفلول.
الجهات السياسية التي دعت إلى هذه المبادرة هما حزب مصر القوية الذي يترأسه القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وعدد من شباب الاشتراكيين الثوريين وعدد من النشطاء السياسيين وشباب من حركتي “وطن بلا تعذيب” و”أخوان كاذبون”.
ومنذ عزل مرسي في الثلاثين من يونيو/ حزيران الماضي وحتى اليوم نظمت المبادرة أربعة فعاليات في “الميدان الثالث” رافعة شعارات ترفض حكم “مبارك والعسكر والأخوان”، وطالبت بانحساب القوات المسلحة المصرية من المشهد السياسي وإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية بأسرع وقت ممكن.
لا للاستقطاب
أحمد إمام، المتحدث الإعلامي باسم “الميدان الثالث”، يقول إن الحركة تهدف إلى الخروج من مشهد الاستقطاب السياسي الذي لم تشهده البلاد من قبل، والذي وصل الى حد الاقتتال الأهلي على حد تعبيره.
ويشير إمام إلى أن المبادرة لا تقف مع فصيل ضد فصيل آخر، ويضيف “مهما كانت محاولات التشويه التى تعرضنا وسنتعرض لها فهذا نتيجة أكيدة لحالة الاستقطاب الحادة فى مصر”.
وتشير الحركة في بياناتها الصحفية إلى رفضها عودة الدولة القمعية البوليسية وحكم الأخوان، وتطالب بالقصاص لشهداء الثورة، “كما ترفض ونندد بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وسنظل مستمرين بفاعليتنا لطرح الخيار الثالث بعيدًا عن الخيارين الموجودين بالشارع حالياً”، يؤكد إمام.
وكانت حملة “الميدان الثالث” قالت في بيان صحفي لها أن أحداث العنف التي شهدها سابقاً ميدان محمد محمود والعباسة ومجلس الوزراء مرورا بأحداث الاتحادية وغيرها من مواقع تاريخية تشهد على “فشل” المجلس العسكري والاخوان المسلمين “الذين أتوا بصندوق الانتخابات واستاثروا بالحكم ومقاليد البلاد وفعلوا ما فعلوا بها وصنعوا حالة لا يمكن تجاهلها من الاستقطاب في الشارع المصري وكاننا نرى النموذج المباركي فى الحكم”.
ويؤكد المتحدث باسم المبادرة أن “الثورة لم تقم ضد نظام مبارك وظلم الثلاثين عاما حتى نرى الظلم ظاهرا مرة اخرى بعد انتفاضة 30 يونيو، فنحن لم نقم بثورة للتنقل فى الحكم ما بين دولة مدنية بنكهة دينية ودولة مدنية بنكهة عسكرية”.
هدفنا القصاص
الناشطة السياسية وعضو فريق “إسكندريلا” الغنائي سامية جاهين واحدة من أبرز المنضمين للميدان الثالث، وترى في هذا التحرك “صورة مصغرة” من ميدان التحرير، “فنحن نطالب بتنفيذ مطالب ثورة 25 يناير”.
وتؤكد جاهين على عدم وجود مؤسس لهذه المبادرة، موضحة بأنها تتشابه مع ثورة 25 يناير والتي لم يكن لها قائد وتقول: “هدفنا الوحيد هو القصاص لكل من خان ثورة 25 يناير، فهذا هو شعارنا، كما ان مطلبنا هو تحقيق العدالة”.
وتعرب جاهين عن استغرابها من حجم الاتهامات التي تلقتها الحركة منذ إعلانها عن نفسها، كاتهامها مثلا بالولاء لجماعة الأخوان المسلمين. “هذا كلام فارغ”، تعلق المغنية المصرية، “فالميدان الثالث مؤيد لعزل محمد مرسي وأعلن رفضه لعودته ورفضه لسياسات الجماعات الإسلامية المتطرفة، فكيف يتم اتهامنا باننا نؤيد الإخوان؟”.
وتشير جاهين إلى سوء فهم دفع البعض للظن بأن من يقف خلف مبادرة الميدان الثالث هو القيادي السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل، وتوضح أن هذا اللبس ناتج عن إطلاق انصار أبو اسماعيل اسم “التيار الثالث” على حملتهم.
وبالنسبة لجاهين والمشاركين في هذه التحرك، فإن “الميدان الثالث” لا ينتمي لتيار سياسي معين، “فهو يضم أعضاء حملات عسكر كاذبون وإخوان كاذبون ووطن بلا تعذيب، كما يتواجد به سلفيو كوستا وعدد كبير من الإشتراكيين واليساريين” .
انتقادات واسعة للمبادرة
لم تتوقف الانتقادات للمبادرة عند أطراف بعينها، فحملة “تمرد” مثلا وصلت إلى حد اتهام المبادرة بأنها محاولة لشق الصف الوطني والقوي الثورية، وقال حسن شاهين، أحد مؤسسي الحركة والمتحدث الإعلامي بإسم “تمرد”،” إن “وصف 30 يونيو بالانقلاب كذب وتدليس لأن الشعب المصري هو الذي فرض إرادته بخروج الملايين بشكل لم يحدث من قبل والقوات المسلحة استجابت للجمعية العمومية لملايين الشعب المصرى، فمبادرة “الميدان الثالث محاولة للتراجع عن مكتسبات المصريين، التي حققوها بإسقاط حكم الإخوان، وخارطة الطريق التي فرضها الشعب وأيدها الجيش”.
من جانبه وصف عماد جاد، نائب رئيس مركز الاهرام للدرسات السياسية والإستيراتيجة، مبادرة “الميدان الثالث” بـ “غير المنطقية”، قائلاً “إذا كانت المبادرة ترفض حكم العسكر ومبارك والإخوان فما وموقعهم الآن من الإعراب؟”.
وأضاف جاد “ليس من الصحيح اليوم الحديث عن حكم عسكري، فالقوات المسلحة استجابت للقوى الشعبية الحاشدة التي خرجت في 30 يونيو، وأسلمت الأمور لقيادة مدنية كاملة، ومن يحكم مصر حاليا هو رئيس المحكمة الدستورية العليا وحكومة مدنية لا تنتمي للأنظمة الثلاثة الماضية”.
وتوقع جاد عدم التفاعل مع مبادرة “الميدان الثالث” لأن “الأغلبية الساحقة من الشعب المصر خرجت يوم 30 يونيو لإسقاط نظام الإخوان المسلمين، وأعلنت موافقتها علي خارطة الطريق، التي أعنلت عنها القوات المسلحة بحضور القوي السياسية، ورموز الأزهر الشريف والكنيسة المصرية”.