تلقى محطات الإذاعة الإلكترونية على الانترنت رواجا بين الشباب بمحافظة أسيوط، ويراها الكثير منهم متنفسا للتعبير عن آرائهم، وتناول مشكلاتهم داخل النطاق الجغرافي الذي تبث منه الإذاعة. من بين هذه الإذاعات التي يستمع إليها الشباب إذاعة راديو جفرا التي تديرها الشاعرة الأسيوطية راضية علي من قرية العصارة.
تعد تجربة راديو جفرا تجربة فريدة من نوعها، حيث تشاركت راضية علي ومخرج فلسطيني في تحرير البث الإذاعي لراديو يهتم أساسا بالقضية الفسطينية. “مراسلون” التقى الشاعرة راضية علي، مدير راديو “جفرا” للتعرف منها علي التجربة، وكيف يتم تحرير وإذاعة البرامج عبر الراديو.
تلقى محطات الإذاعة الإلكترونية على الانترنت رواجا بين الشباب بمحافظة أسيوط، ويراها الكثير منهم متنفسا للتعبير عن آرائهم، وتناول مشكلاتهم داخل النطاق الجغرافي الذي تبث منه الإذاعة. من بين هذه الإذاعات التي يستمع إليها الشباب إذاعة راديو جفرا التي تديرها الشاعرة الأسيوطية راضية علي من قرية العصارة.
تعد تجربة راديو جفرا تجربة فريدة من نوعها، حيث تشاركت راضية علي ومخرج فلسطيني في تحرير البث الإذاعي لراديو يهتم أساسا بالقضية الفسطينية. “مراسلون” التقى الشاعرة راضية علي، مدير راديو “جفرا” للتعرف منها علي التجربة، وكيف يتم تحرير وإذاعة البرامج عبر الراديو.
بداية ماذا تحمل البطاقة التعريفية للشاعرة راضية علي؟
أنا شاعرة أسيوطية، في مطلع الثلاثينيات من عمري، وعضو اتحاد كتاب مصر، ومدير شركة العنقاء للدعاية والإعلام وراديو “جفرا”، كما أعمل مشرفة نشاط بإحدى مدارس قرية العصارة.
كيف بدأت فكرة إطلاق إذاعة إلكترونية؟
في العشرين من عمري، أصبت بفقدان بصري، وكنت أعمل في التربية والتعليم، وقتها حدثت لي صدمة كبيرة بسبب هذا الأمر، نظرا لعدم قدرتي علي ممارسة حياتي بشكل طبيعي، وكذلك تدوين أشعاري التي أكتبها، بعد فترة بدأت أتأقلم مع الأمر، وأخذت أبحث عن وسيلة يمكن من خلالها الحفاظ علي ما أكتب من أشعار، فدلني بعض الأصدقاء على برامج ناطقة يمكن من خلالها تملية جهاز الكمبيوتر، لتسجيل ما أكتب من أشعار، وكان الأمر في البداية في غاية الصعوبة، ولكني سرعان ماتعودت على الموضوع بعد حصولي على دورات تأهيلية في كيفية التعامل مع الكمبيوتر، وفي إحدى المرات وأنا في إحدى غرف الدردشة تعرفت على المخرج الفلسطيني حسام بليدي، وهو بالمناسبة “كفيف” مثلي، ونظرا لأني أحب الصحافة والإعلام وهو كذلك عرض علي فكرة إطلاق راديو على الانترنت وعلى موجات الاف ام، وقام هو باختيار اسم “جفرا” له.
ماذا تعني كلمة “جفرا”؟
كلمة “جفرا” في الفصحى تعني الشاة الممتلئة، وجفرا هي بطلة قصة تراثية فلسطينية تدور في إحدى قرى عكا وبالتحديد قرية “كويكات”. البطلة تزوجت ابن عمها الذي كان يعشقها عشقا جنونيا، ولكنها لم تكن سعيدة ولم يكتب لهذا الزواج الاستمرار، فطلقها زوجها مرغما على ذلك. ثم تزوجت ابن خالها، في الوقت نفسه استمر زوجها الأول في حبها فكان يكتب الأشعار والقصائد لجفرا وهو الاسم الرمزي الذي اتخذه للدلالة عن ابنة عمه حتى لا يذكر اسمها صريحا، وألف باسم جفرا عشرات القصائد التي أصبحت فيما بعد جزءا هاما من التراث الفلسطيني الزجلي.
متى بدأ البث المباشر للإذاعة؟ وأين يتم البث؟
بدأ البث التجريبي للراديو في بداية عام 2009، ومكثنا حوالي 15 يوما نبث بشكل تجريبي، وبعدها انطلقنا بشكل عادي، والراديو يبث على شبكة الانترنت وعلى موجات الاف ام في الأراضي الفلسطينية، ويستهدف بالأساس محافظات جنين ونابلس وطول كرم وقلقيلية، وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، ولدينا ستوديو بمدينة طول كارم، نبث منه برامجنا.
ماذا تقدم الإذاعة من برامج؟
نقدم برامج حول مدن وقرى فلسطين المحتلة، وكيف يتعامل الاحتلال مع الفلسطينيين، وكذلك نهتم ببرامج المرأة والصحة، ونقدم خدمة إخبارية علي فترتين صباحا ومساء، وأخبار الطقس، وبرامج هواء مع مسئولين وقيادات فلسطينية، كما تهتم الإذاعة بالأدب وبأوضاع المكفوفين، وبالتقريب بين الشباب بين البلدين. أما البث فيتم من محافظة طول كارم في فلسطين بشكل أساسي، ولكن حينما بدأنا البث بحثت عن ستوديو في أسيوط لتسجيل الأشعار والأغاني الخاصة بي والتي يبثها الراديو، وبالفعل التحق بي عدد من الشباب حوالي 12 شاب وفتاة يكونون فريق العمل الأساسي في مصر، ومثلهم تقريبا في فلسطين. ونقدم أعمالا باللهجات الفلسطينية والمصرية والشامية.
هل هناك تفاعل بين الراديو وبين جمهور المستمعين؟
بالطبع هناك تفاعل كبير، حيث وصل عدد المعجبين بصفحتنا على الفيسبوك 24 ألف شخصا، ونقيس تفاعل الجمهور معنا من خلال مؤشر الراديو وتواصلهم من خلال الاتصالات، وبالطبع يأتينا العديد من الاتصالات خلال البرامج، وهذا يبرز أن الإذاعة الخاصة بنا تصل لعدد كبير من المواطنين في المحافظات الفلسطينية التي ينطلق منها الراديو، خاصة في ظل تنافس قوي من إذاعات أخرى، حيث يوجد بفلسطين نحو 52 محطة إذاعية علي موجات الـ fm، في ظل صعوبة إنشاء فضائيات، بسبب الرقابة عليها وضعف التمويل، أمام الإذاعات الالكترونية فلا تخضع لرقابة كبيرة أو حاجة لتمويل كبير.
هل تهتم الإذاعة مثل بما يدور في مصر حاليا وتداعيات الثورة؟
بلا شك نتابع الأخبار العامة في مصر، ونعد تقارير عن أهم الأحداث التي تقع في مصر، كمحاكمة الرئيس السابق ونجليه، ومظاهرات المعارضة والمؤيدين للنظام الحالي، وقد كنت أنقل أخبار الثورة كمراسلة من مصر للمتابعين من الأشقاء في فلسطين.
كيف يتم الإنفاق علي الراديو، وكم من النفقات تحتاجون لبث البرامج الخاص بكم؟
بالطبع نعتمد بشكل كبير على الإعلانات التجارية، ورسائل الـ sms، والاتصالات التي تتم خلال البرامج، حيث لنا نسبة في ذلك بالاتفاق مع شركة الاتصالات، ونحتاج سنويا حوالي 30 ألف جنيه مصريا من أجل الإبقاء على البث، حيث يتم دفعها لوزارة الاتصالات الفلسطينية، هذا بالإضافة إلي المصاريف الإدارية الخاصة بإيجار المقر والاستوديو الموجود في “طول كارم”، وأجور المعاونين لنا.
هل هناك من يعاونك والمخرج الفلسطيني في بث الإذاعة؟ ولماذا لم تلجأوون إلي الحصول علي منحة للإنفاق علي احتياجاتكم؟
هناك نحو 25 شخصا من مصر وفلسطنين يعملون في راديو جفرا بينهم كفيفان، أما بالنسبة لموضوع الدعم فإن زميلي حسام لديه حساسية من هذا الأمر، خاصة وأن معظم الدعم يأتي من أمريكا، وهو يخشي التدخل في المحتوي الإذاعي والتحريري للراديو.
ماذا تعني القضية الفلسطينية حاليا وسط الخلاف بين حماس وفتح؟
نحن بالأساس نتحدث عن القضية الفلسطينية وتدعيم المقاومة، لكن لانهمل الأحداث الداخلية الخاصة بالخلافات بين فتح وحماس، وننقلها بحيادية تامة، وذلك من خلال برنامج صباح جفرا مثلا. وقد نستضيف قيادات من الفصيلين ليحدثونا عن الشأن الداخلي، وعلاقاتهم مع الدول العربية، فليس هناك خطوط حمراء لدينا، ونتعامل بدون أيديولوجيا، وكثيرا ما تحدثنا عن تخلي حماس عن المقاومة، وانخراطها في العمل السياسي، وبحثها عن السلطة، وكذلك قضية الأنفاق مع مصر وكيف يتم استخدامها، فضلا عن ذلك نتحدث وبشكل شبه يومي عن قضية الحواجز الأمنية والاعتقالات التي تحدث للفلسطينيين علي يد الإسرائليين.
هل تري أن هناك قواسم مشتركة بين حماس والإخوان؟
حماس عندما كانت حركة مقاومة كان الناس يحترمونها، ولكن بعد تدخلها في السياسة فشلت فشلا ذريعا في إدارة أمور البلاد اقتصاديا وسياسيا، وهو ما ينطبق علي الإخوان، حينما كانوا في صفوف المعارضة كانوا يتشدقون بعيوب النظام السابق، ولكن عندما أمسكوا بمقاليد الأمور في البلاد خلطوا الدين بالسياسة، وتفرغوا لتهديد معارضيهم، وفشلوا في إدارة البلاد، وأدي ذلك إلي كرههم ورفضهم – كما يفعل الفلسطينيون الآن حيال حماس.
مالجديد الذي ستقدمه الإذاعة لجمهورها خلال شهر رمضان؟
نجهز لبرنامج مسابقات – ومسلسل كوميدي باسم مائدة كوثر وعبدالقادر، وتدور أحداث المسلسل عن المجتمع الفلسطيني، وفي نهاية الحلقة يتم طرح سؤال للإجابة عليه، مع تخصيص جوائز رمزية للفائزين، وكذلك برنامج يوميات المواطن الفلسطيني، والمسحراتي، ويتناول 3 قضايا هي الثورات العربية والقري والمدن الفلسطينية وسلوكيات المسلم في العشر الآواخر من رمضان.