تمثل حملة “أخوان بلا عنف” الشبابية إحدى تجليات تفاعل شباب جماعة الاخوان المسلمين مع مصير ومستقبل الجماعة، خاصة بعد ازدياد العنف والعنف المضاد وتقلص فرص ادماجها في المسار السياسي الجديد، مراسلون التقت منسق الحملة في هذا الحوار.

بمسار يشبه الانشقاقات الحديثة في مسيرة جماعة الاخوان، يتحدث الشاب أحمد يحيى منسق حملة “اخوان بلاعنف” بلهجة اصلاحية تبحث عما يراه انقاذا للجماعة من مصير ضياع جهود 80 عاما من البناء، متخذا من الخسائر العنيفة نتاج العنف المتصاعد بين القوي السياسية وفي مقدمتها جماعته عنوانا لبناء مصالحة وطنية شاملة.

تمثل حملة “أخوان بلا عنف” الشبابية إحدى تجليات تفاعل شباب جماعة الاخوان المسلمين مع مصير ومستقبل الجماعة، خاصة بعد ازدياد العنف والعنف المضاد وتقلص فرص ادماجها في المسار السياسي الجديد، مراسلون التقت منسق الحملة في هذا الحوار.

بمسار يشبه الانشقاقات الحديثة في مسيرة جماعة الاخوان، يتحدث الشاب أحمد يحيى منسق حملة “اخوان بلاعنف” بلهجة اصلاحية تبحث عما يراه انقاذا للجماعة من مصير ضياع جهود 80 عاما من البناء، متخذا من الخسائر العنيفة نتاج العنف المتصاعد بين القوي السياسية وفي مقدمتها جماعته عنوانا لبناء مصالحة وطنية شاملة.

[ibimage==7924==Small_Image==none==self==null]

أحمد يحيى

مراسلون: من أين جاءت تسمية اخوان بلاعنف وما هي أسباب نشأة الحملة؟

أحمد يحيى: ما حدث في الفترة الماضية من عنف أدى إلى إراقة دماء شباب الجماعة وعموم الشعب الشعب المصري هو ما دفعنا إلى تأسيس الحملة، فسياسات جماعة الاخوان المسلمين الحالية قد تؤدي إلى ضياع تاريخ 80 عاما من بناء الجماعة، وانشقاقي مع هذه الحملة هو محاولة لانقاذ الجماعة من هذا المصير خاصة بعد انغلاق أمل اصلاحها من الداخل.

متي انضممت للجماعة؟ وهل سلوك العنف جديد لم يكن مستخدما من قبل؟

انضممت للجماعة فور تخرجي من الجامعة عام 2005، والمنحى العنيف لم يكن بارزا، لقد كانت دعوية الجماعة هي ما قربتني منها، لكن سلوك التنظيم في العامين الاخيرين بعد الثورة، دفعني للتظاهر أمام مكتب الارشاد، تحديدا عندما تراجعت الجماعة عن وعدها بعدم خوض الانتخابات الرئاسية.

تُعرف الجماعة بانضباطها التنظيمي، كيف تفاعلت قيادتها مع عدم طاعتك لقرارتها المركزية؟

الجماعة عموما تحولت إلى كائن لا يقبل الخلاف الداخلي، لذا بدأت معالجتهم للأمر كالعادة بتوجيه اتهامات العمالة للاجهزة الامنية، في اطار تشويه السمعة، وتصاعدت الاجراءات لاحقا، ففصلت من عملي، ثم اتصل بي ابناء قيادات الجماعة في تهديد مباشر، ومنهم ابن القيادي محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة.

الجماعة شهدت انشقاقات سابقة وصلت لقياديين بحجم كمال الهلباوي وعبد المنعم ابو الفتوح وثروت الخرباوي، ولم يؤثر ذلك عليها، كيف ترى تأثير انشقاقكم عنها؟

الأزمة الاخيرة، أزمة الفشل في الحكم والميل للعنف والاقصاء، زادت من ميل شباب الجماعة إلى التمرد علي قياداتها التي تسببت بهذا الطريق المظلم، لقد جمعنا نحو 1200 استمارة في حملتنا بين شباب الجماعة في المحافظات، في مبادرة لاصلاح الجماعة والمرور بها من عنق الزجاجة.

لكن هذا العدد قليل مقارنة بحجم الجماعة الذي في ادني تقديراته يصل إلى مئات الآلاف؟

ما يمكنني الجزم بشأنه، أن العدد الفعلي للجماعة لا يزيد عن أربعة آلاف عضو قيادي وعامل، وهو ما يفسر حصارهم الفعلي الان في مواقع قليلة خلال الاعتصامات المستمرة لهم، ما يزيد فعليا من حجمهم هو عدد المتعاطفين معهم، فغالبية البسطاء في ميدان رابعة العدوية الآن من جمهورهم، أو من جهاديين سلفيين يخشون الخروج من الميدان والوقوع تحت الملاحقة الامنية، لذا طرحنا على القوي السياسية مبادرة الخروج الآمن.

ما هي بنود هذه المبادرة؟

تتضمن مبادرة الخروج الآمن مصالحة وطنية، تبدأ بوقف كل اعمال العنف من كل الاطرف، والخروج الآمن للرئيس المعزول وكل قيادات الاخوان والقيادي السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل، عبر تعديل الاعلان الدستوري الصادر من الرئيس المؤقت، بنص يمنع المحاكمات العسكرية للمدنيين، ثم اعادة فتح القنوات الدينية المغلقة بعد تعهد مسؤوليها بنبذ كافة انواع العنف.

لكن تلك المبادرة لا تتضمن محاسبة الاخوان على جرائم قتل الثوار وتعذيبهم التي حدثت في عهد الأخوان، وهي مطالبات من القوى السياسية الأخرى؟

الخروج الآمن يعني ويتضمن الحفاظ على المستقبل من دماء مرشحين جدد للعنف، والمتوقع تصاعده مع اشتداد الحصار على مجمل التيار الاسلامي، والإفراج عن الرئيس المحتجز واخضاعه للتحقيق امام قاضيه الطبيعي لا الاستثنائي بشفافية، هو إعلاء ضمني لقيمة دولة القانون، المبادرة تدخل جراحي عاجل لوقف العنف المتوقع.

لكن بعيدا عن انقاذ الجماعة الفوري، ما رؤيتكم لمستقبلها؟

لقد جني المرشد الحالي ومجموعته الحديدية الاقصائية علي الجماعة، ومستقبل الجماعة في جيلها الاصلاحي السبعيني، وشخصية كعبد المنعم أبو الفتوح قادرة علي تحويل مسار الجماعة إلى مسار أكثر اندماجا مع المجتمع، وإزالة أسباب الاحتقان السياسي.

كيف تفسر وتتوقع مستقبل تكنيك الجماعة الحالي في الاعتصام برابعة العدوية؟

مصر شهدت هذا التكنيك سابقا على يد جماعة “احنا اسفين يا ريس” المباركية، لكن تطبيق مبادرة الخروج الامن التطمينية، واعادة دمج شباب الجماعة في المسار السياسي الحالي هو الضمانة لإنهاء مشهد الانتحار الجماعي الحادث، فاستراتجية الجماعة الان مسخ لما فعلته الحركة الثورية وجربته من قبل، الاعتصامات، الميل للصدام، اثارة القلاقل الدورية، محاولة توصيل رسالة إلى الشارع بتهديد الاستقرار، تلبس دور الضحية مع ارهاب الشارع، كلها لن توصل الجماعة إلا إلى مزيد من كراهية الشارع لها.

وما تعليقك على الاعلان الدستوري وخطة المرحلة الانتقالية الجارية الآن؟

أرى افقا مليئا بالأزمات للأسف، فالتشكيل الوزاري استبقى على وزراء من كل مراحل الاخطاء السابقة، واستبعد الشباب الثوري بالكامل، كما أن الاعلان الدستوري أعاد سيطرة العسكر عبر إطلاق المحاكمات العسكرية للمدنيين، فيما الصلاحيات المطلقة لرئيس الجمهورية مقلقة، وغياب أي حديث عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية غير مبشر.