في تمام الساعة الثانية والنصف من ليل الخامس من يوليو الجاري دوى في قرية الضبعية غرب مدينة الأقصر (نحو 670 كيلو مترا جنوب القاهرة)  نبأ مقتل شخص مسلم يدعى حسان صدقي على يد قبطي بسبب ما قالت عنه الأجهزة الأمنية بعد ذلك “خلافات جيرة” ثم تجددت الاشتباكات بين بعض المسلمين والأقباط في القرية أكثر من مرة في صبيحة ونهار ذلك اليوم ما خلف وراءه أربعة قتلى وثلاثة مصابين من المسيحين.

عنف طائفي تزامنا مع 30 يونيو

في تمام الساعة الثانية والنصف من ليل الخامس من يوليو الجاري دوى في قرية الضبعية غرب مدينة الأقصر (نحو 670 كيلو مترا جنوب القاهرة)  نبأ مقتل شخص مسلم يدعى حسان صدقي على يد قبطي بسبب ما قالت عنه الأجهزة الأمنية بعد ذلك “خلافات جيرة” ثم تجددت الاشتباكات بين بعض المسلمين والأقباط في القرية أكثر من مرة في صبيحة ونهار ذلك اليوم ما خلف وراءه أربعة قتلى وثلاثة مصابين من المسيحين.

عنف طائفي تزامنا مع 30 يونيو

لا يريد جرجس فؤاد أن يصدق الواقع الآليم الذي أصبح يعيشه قرابة الـ 275 أسرة قبطية بعد الحادث، بعد أن نزح غالبيتهم وهجروا منازلهم مع تفجر الأحداث الطائفية بالقرية. الحادث خلف أيضا شرخا كبيرا بينه وبين أصدقائه المسلمين الذين عاشوا في ود وألفة لسنوات في القرية. ساعات ثقيلة ومريرة عاشها جرجس في القرية اختلط فيها الإحساس بالرعب والإندهاش فأصدقاء الأمس صارو اليوم ألد الأعداء يطاردون بعضهم البعض ويستهدفون ممتلكات بعضهم يدمرونها ويشعلون فيها النيران.

تصادفت أحداث “الضبعية” مع أحداث تظاهرات الثلاثين من يونيو وما تلاها التي أطاحت بنظام جماعة الإخوان المسلمين عن السلطة ومن ثم عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة عن الحكم، ما جعل الأنظار غير منتبهة لما يحدث في القرية الصغيرة جنوب البلاد التي خلفت أحداث العنف الطائفي فيها أربعة قتلي وثلاثة مصابين من الأقباط وإحراق نحو 9 منازل وتدمير ونهب 10 منازل أخرى فضلا عن سرقة بعض المحال التجارية.

من بين القتلى المسيحين الناشط القبطي إميل نسيم “40 سنة” عضو حملة تمرد التي كان لها الدور الأبرز في عزل محمد مرسي عن سدة الحكم ما أثار علامات استفهام كثيرة حول ملابسات مقتله، فالضحية فليس له علاقة شخصية بالقاتل المسيحي أو المقتول المسلم الذي فجر الأحداث بحسب ذويه.

شبهات سياسية

صفوت سمعان الناشط الحقوقي يقول لقد شممت رائحة استغلال متشددين مناصرين لمرسي لأحداث القرية حيث هيجو مشاعر القتلة ضد “إميل” حتى تخلصوا منه بطريقة بشعة وغير آدمية، بدليل ما أعلنه أهل القتيل المسلم من أن ليس لهم علاقة بما جرى لأقباط القرية وأنهم فقط كانو يستهدفون قاتل ابنهم بهدف القصاص.

وبينما رفضت زوجة “إميل” التعليق علي ما جرى لزوجها مكتفية بالقول “أنها تنتظر عدالة السماء”،  أشار سمعان أيضا بأصابع الاتهام لمرشح سابق في الانتخابات التشريعية حيث كان من المعروف أن إميل مناصر لمرشح آخر منافس له، لافتا إلى أنه تلقى اتصالا هاتفيا من “إميل” قبيل مقتله بساعات أخبره فيه بأنه مستهدف. وأضاف سمعان “دائرة الاتهام يجب أن تطال الجميع”.

قبيل الأحداث بيوم واحد عاد “إميل” إلى منزله وهو في غاية النشوة بسبب الانتصار الذي حققه شباب حملة “تمرد” التي ينتمي إليها بعد أن نجح وزملائه في سحب الثقة من رئيس الجمهورية الإخواني علي استمارات الحملة وفي الميادين حيث احتشد ملايين المصريين تضامنا مع مطالبهم ثم استجابة الجيش.

رفع “إميل” علم مصر فوق منزله في إشارة الي النصر الذي تحقق ولم يكن يعلم بذلك أنه سيصبح هدفا ممكنا لمناصري مرسي بحسب ما قاله سمعان.

هدوء حذر

واليوم يسود القرية الهدوء الحذر وعادت مؤخرا نحو 70 أسرة مسيحية إلى منازلهم بينما ظلت عشرات الأسر التي دمرت منازلهم أو أحرقت بفعل الأحداث مقيمين في قري مجاورة، في الوقت الذي لجأ فيه أخرون لكنيسة القرية للإحتماء داخلها.

وبينما الحزن والصمت يخيمان علي القرية ظل بعض جنود الشرطة يفرضون كردونا أمنيا حول كنيسة ماري حنا التي يتم التحفظ فيها على عشرات المواطنين الأقباط بهدف حمايتهم كما تمركزت سيارتان للأمن المركزي علي مقربة من موقع الاشتباكات تحسبا لتجددها في ظل حالة الإحتقان السائدة بين الطرفين .

انتقادات للمعالجة الأمنية

معالجة أمنية خاطئة أدت لتطور الأحداث وتحولها من كونها حادث جنائي إلى حادث طائفي ووقوع مزيد من القتلي هكذا يري سمعان حيث حمل قوات الشرطة المسئولية عن وقوع هذا العدد من الضحايا قائلا :”أن الأمن كان بمقدوره أن يقف نزيف الدم إذا تدخل في الوقت المناسب إلا أنه قرر أن يقف موقف المشاهد المتخاذل يتابع ما يحدث عن بعد ليكتفي في اليوم التالي بالقاء القبض علي 16 مسلما قد يكون بعضهم لم يشارك في الجريمة ما أدى إلى مزيد من الإحتقان”.

اللواء خالد ممدوح مدير أمن الأقصر بدوره نفى أن تكون الأحداث التي وقعت بالقرية ورائها خلافا أو بعدا سياسي مؤكدا أنها مجرد مشاجرة عادية تطورت إلى أن أخذت شكلا طائفيا.

في ظل هذه الأجواء المشحونة يناشد جرجس جميع الأطراف بإعلاء صوت العقل ونبذ دعوات العصبية التي ستؤدي إلى خسارة الجميع كما يقول.