حاتم قرمازي أو خويصة (37 عاما) يعمل في الميكانيك ولكنه ليس ميكانيكيا عاديا وانما “خبير” في تصليح الأسلحة. صدرت ضده أحكام جزائية بتهمة التصليح والاتجار في الأسلحة النارية، ومع ذلك لم يكف عن نشاطه المفضل.
اتهم بالجنون، وحاول الانتحار، وكل ذلك للفت نظر المسؤولين كي يهتموا به وتستغل الدولة موهبته. التقتاه موقع “مراسلون” فكان معه الحوار التالي:
مراسلون: كيف تقدم نفسك، كميكانيكي أم صانع أسلحة؟
حاتم قرمازي أو خويصة (37 عاما) يعمل في الميكانيك ولكنه ليس ميكانيكيا عاديا وانما “خبير” في تصليح الأسلحة. صدرت ضده أحكام جزائية بتهمة التصليح والاتجار في الأسلحة النارية، ومع ذلك لم يكف عن نشاطه المفضل.
اتهم بالجنون، وحاول الانتحار، وكل ذلك للفت نظر المسؤولين كي يهتموا به وتستغل الدولة موهبته. التقتاه موقع “مراسلون” فكان معه الحوار التالي:
مراسلون: كيف تقدم نفسك، كميكانيكي أم صانع أسلحة؟
قرمازي: أنا أصيل مدينة القصرين، ومهنتي الأصلية ميكانيكي. مستواي التعليمي الخامسة ثانوي نظام قديم (قبل الباكالوريا بعامين). يمكن وصفي بالخبير في إصلاح وصنع الأسلحة الخفيفة والصواريخ والمتفجرات بأنواعها. وعملي كميكانيكي ساعدني كثيرا في ذلك.
يعني أنت في الأصل ميكانيكي، فكيف اكتشفت موهبتك؟
كانت البداية في العام 1992، كنت مُغرما جدا بالصيد البري، ولكنني لم أكن أملك المال لشراء بندقية صيد. ولذلك حاولت صنعها بنفسي. حالفني الحظ وتمكنت فعلا من النجاح في إنجاز ما أردت. وقد انصب اهتمامي منذ ذلك الحين على صناعة البنادق وتطويرها. وبحكم معرفتي بمجال الميكانيك، أصبح الأمر سهلا جدا بالنسبة لي كما وسّعت معارفي من خلال المطالعة والبحث وإجراء التجارب باستمرار.
ماهي الأسلحة التي نجحت في صناعتها؟
صنعت بندقية من عيار 16 ملم، وتمكنت من تطوير أخرى من عيار 4,5 ملم وتحويلها من سلاح هوائي إلى ناري. كما صنعت بندقية قنص متعددة الطلقات من عيار 5,5 ملم مداها 1200 متر. أنجزت كل هذا في ورشة صغيرة بمنزلي الذي هو عبارة عن مختبر أقوم فيه بالتجارب والقياسات دون الاستعانة بأحد.
لكن صنع الأسلحة نشاط مخالف للقانون في تونس، فأين هذه الأسلحة الآن هل تحتفظ بها أم قمت ببيعها؟
لم أقم ببيعها، ولكن حجزتها وزارة الداخلية عن طريق فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالقصرين.
كيف حصل ذلك، هل تم سجنك جراء صنع هذه الأسلحة؟
تم إلقاء القبض على أحد ساكني معتمديه فوسانة من ولاية القصرين بتهمة حيازة سلاح بدون رخصة في العام 1996. وعند استنطاقه اتهم أحد الأشخاص بأنه قد باعه السلاح. وحينما تعذر على رجال الأمن القبض على الشخص المتهم تم تلفيق التهمة لي. وبقيت على ذمة التحقيق لمدة 6 أشهر، بعدها صدر حكم لصالحي بعدم سماع الدعوى، وتم إطلاق سراحي على إثر ذلك.
ولكنك واصلت تصنيع السلحة على الرغم مما حصل معك؟
نعم، صحيح. بدأ ذلك مجددا عندما كنت عاطلا عن العمل في العام 2000. لذا عدت لصناعة الأسلحة من جديد وكانت عبارة عن بنادق صيد. لكن تم إلقاء القبض علي وحكم عليّ بـ 6 أشهر سجنا بتهمة التصليح والاتجار في الأسلحة النارية بدون رخصة وكان ذلك في 2001.
اتهمت بالتحضير لتفجيرات مع مجموعة إرهابية؟
هذا كان اتهاما باطلا. ففي شهر رمضان من 2008 اتهمني أحد أعوان شرطة النجدة بالقصرين بأنني بصدد إعداد مخطط تفجير بصحبة مجموعة إرهابية أجنبية. وقال في تقريره إنني اخترت شقة أمام مقر منطقة الأمن بالقصرين لكي أقوم بتفجيرها والمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين، من خلال قصفهما بخمسة صواريخ موجهة، حسبما ذكره لي مدير الأمن الوطني، علي السرياطي آنذاك، أثناء استنطاقي.
وعلى إثر هذا الاتهام، وجدت نفسي في دهاليز وزارة الداخلية بتونس العاصمة، حيث تم تعذيبي بأبشع الطرق لمدة أسبوع. ثم تبيّن لهم في ما بعد أن العون المذكور قام بتلفيق التهمة لي لكي يحصل على ترقية، وأن لا أساس من الصحة للسيناريو الذي اختلقه، فأطلق سراحي وتم عزل عون شرطة النجدة الذي لفق لي التهمة.
هل شعرت قبل ذلك بأنك مراقب من قبل رجال الأمن؟
كان البوليس السياسي يتبعني مثل ظلي حتى أثناء أدائي للصلاة. ولم يتوان أفراده عن إرسال أعوان متنكرين في هيئة أشخاص مدنيين يتظاهرون بأنهم يريدون شراء أسلحة وذلك للإيقاع بي. ولكن في كل مرة كان يتضح لهم أن لا أسلحة أخرى لدي غير التي تم حجزها سابقا.
وهل أنت قادر على صناعة أسلحة أخرى غير التي ذكرتها وتم حجزها؟
صنع المسدسات والبنادق سهل للغاية، بالنسبة لي، على اختلاف أنواعها (الهوائية والنارية والاتوماتيكية) بمختلف الأعيرة والطلقات. كما أستطيع صناعة كل المتفجرات (الأقلام المتفجرة والأحزمة الناسفة والقنابل الموقوتة والألغام الأرضية…الخ). ويمكنني أيضا صناعة الصواريخ ذاتية الدفع (قصيرة ومتوسطة المدى التي تصل إلى 150 كلم ). وأنا على استعداد لإجراء أي اختبار على أيدي أكبر المختصين في العالم.
هل قمت بصناعة الأنواع التي ذكرتها أم أنها ظلت مجرد تصاميم؟
لم أقم بصناعتها ولكنني قمت بتجارب تؤكد نجاح تصاميمي.
لماذا لم تحاول الحصول على رخصة تمكنك من ممارسة موهبتك بشكل قانوني؟
تقدمت في عام 1997 بطلبات عدة إلى وزارة الداخلية، عن طريق الفاكس، مصحوبة بتصاميم أسلحة. كان هدفي أن يسمحوا لي بخدمة تونس وتوظيف مهاراتي لصالح الدفاع عن وطننا. وللأسف بدل “احتضاني” وجدت نفسي قابعا في السجن لمدة شهر رغم أن الجلسة تم تأجيلها نظرا لعدم وجود الفصل الذي ينص على المحاكمة (بسبب مطلب مصحوب بتصاميم).
وهل حاولت السفر إلى الخارج لتنمية مواهبك؟
أنا ممنوع من الحصول على جواز سفر. قبل الثورة كانت وثائقي تتمزق أمامي في كل مرة كنت أريد فيها استخراج جواز سفر، مع اتهامي بالجنون. اذكر أن رجال الشرطة قاموا ذات مرة بأخذي إلى وكيل الجمهورية بالقصرين لطفي بن جدو (وزير الداخلية الآن) وأخبروه بأنني معتوه وبأني مريض بالوهم مما يستوجب عرضي على طبيب نفساني.
وهل تغيرت الأمور بعد الثورة؟
كل ما في الأمر أنني لم أعد مراقبا. وقد علم رجال الأمن بما أقوم به من عمليات تصليح للأسلحة ولكنهم لم يحركوا ساكنا، لأنهم متأكدون من عدم استغلالي لنشاطي هذا لأشكّل خطورة على أي كان.
وأنا متمسك أيضا بحقي في صنع الأسلحة. وهنا أود أن أشير إلى أنني حاولت الانتحار في 15 آذار/ مارس 2012 لكي أمارس بعض الضغط على الدولة من أجل أن تعترف بقدراتي. وكان على عين المكان وكيل الجمهورية بالقصرين آنذاك لطفي بن جدو الذي تدخل وأنقذ الموقف. ووعدني بمحاولة التوصل إلى حل.
وما ساءني هو أنني في اليوم التالي رافقت بن جدو إلى والي القصرين للبحث عن حل، فما كان منه إلا أن عرض علي وظيفة حارس مدرسة كحل لوضعي!
هل اتصلت بك أطراف غير أمنية تطلب استغلال قدراتك؟
قبل الثورة بفترة وجيزة، اتصلت بي بعض الأطراف من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي أرادوا مني الانضمام إليهم، وقاموا بعرض مقاطع فيديو توثق بعض العمليات ضد الدرك الجزائري.
هل فكرت في قبول عرضهم؟
في البداية كنت متحمسا للغاية، وقد انقلبت الموازين بعد أن قامت الثورة، ولم أرهم مجددا. ما يهمني الآن هو مصلحة تونس. وعلى الحكومة ان تمكنني ا من استغلال مهاراتي في صالح البلاد.