الاحتشاد الضخم في 30 حزيران/يونيو والذي جمع الثوار مع بقايا النظام السابق، تحت راية اسقاط حكم الاخوان لم يمنع السجال المحتدم بينهم في طرقات التظاهر، فتهمة تلويث الثورة بالنظام القديم كما روجها الاخوان خلقت جدلا محتدما بين صفوف الساسة والإعلاميين والمثقفين وأهل الشارع.

“مراسلون” صاحبت تظاهرات اليوم الاول بمدينة الاسماعيلية، حيث اختلطت الصفوف بين ثوار معارضين وبقايا من النظام السابق، لم تقلقهم صيحة القيادي الاخواني محمد البلتاجي “اغسلوا ايديكم من الثورة المضادة”، إذ بدا التصميم على ازاحة حكم الاخوان أكبر من أي خلاف سياسي ممكن تأجيله للحظات قادمة.

الاحتشاد الضخم في 30 حزيران/يونيو والذي جمع الثوار مع بقايا النظام السابق، تحت راية اسقاط حكم الاخوان لم يمنع السجال المحتدم بينهم في طرقات التظاهر، فتهمة تلويث الثورة بالنظام القديم كما روجها الاخوان خلقت جدلا محتدما بين صفوف الساسة والإعلاميين والمثقفين وأهل الشارع.

“مراسلون” صاحبت تظاهرات اليوم الاول بمدينة الاسماعيلية، حيث اختلطت الصفوف بين ثوار معارضين وبقايا من النظام السابق، لم تقلقهم صيحة القيادي الاخواني محمد البلتاجي “اغسلوا ايديكم من الثورة المضادة”، إذ بدا التصميم على ازاحة حكم الاخوان أكبر من أي خلاف سياسي ممكن تأجيله للحظات قادمة.

الاخوان كانوا فلول الاحتلال الانجليزي

وليد السوداني عضو أمانة اعلام الحزب الوطني السابق بالاسماعيلية، قابلته “مراسلون” في التظاهرة الحاشدة التي بدأت من أمام مبنى المحافظة، يري أن كلمة فلول (المتعاملين مع النظام السابق) كلمة مخترعة من قبل الاخوان لتشويه كل معارضيهم، متسائلا: “كيف تضم الكلمة شباب الثورة جنبا إلي جنب مع اعضاء كفاية، واعضاء الحزب الحاكم السابق؟”، موضحا مفارقة التاريخ كما يسميها، حيث اطلقت الكلمة للمرة الاولى على الأخوان في أربعينيات القرن الماضي بوصفهم متعاملين مع سلطة الاحتلال البريطاني في مواجهة الارادة الشعبية ممثلة في حزب الوفد.

شباب النظام السابق لم يكونوا فلولا

يشارك السوداني في كل فاعليات الاحتجاج على الاخوان منذ الاعلان الدستوري الجامع لصلاحيات الرئيس مرسي، ويرى في عدم مشاركته في العمل العام خسارة كبيرة، فهو -وفقا لتصوراته- شارك مع الحزب الوطني السابق في دورات تدريبية سياسية لا يجب ان تذهب هدرا، خاصة وأن دعاوى اقصاءهم من الحياة السياسية “غير ديمقراطية”، حيث يرى نفسه وكل جيله من أبناء السبعينيات والثمانينات الاقل مشاركة في تهم الفساد السياسي، حيث لم تسمح لهم قيادات الحزب بتولي أي مناصب قيادية قبل سن الاربعين.

ويتهكم السوداني على التهمة المشينة (الفلول) التي دارت عليها الأيام لتصبح أهون من الانتماء إلي الاخوان، مشددا علي رفضه المستقبلي لأي محاولة لاقصاء الاخوان حتي لو آصبحو “فلولا” بالمعني الثوري الجديد.

الفلول..حلال للاخوان..حرام علي الثورة؟

لكن المشاركة في تظاهرات 30 حزيران/يونيو لم تقتصر علي شباب النظام السابق، فألتقينا خلال نفس التظاهرة بتامر الجندي المنسق العام للمجلس الدولي بمظاهرة ميدان الممر، والذي أكد احقيته بالمشاركة، وتساءل الجندي “هل هناك من ينكر دور بعض قيادات الحزب الوطني الشرفاء في خدمة أهالي الاسماعيلية دون تحقيق مكاسب شخصية؟”.

ويضرب الجندي مثلاً بحكم كرة القدم الدولي السابق حسين علي موسي، احد قيادات الحزب الحاكم السابق، “انه لم يجن مكسبا واحدا من عمله السياسي علي عكس قيادات بالحزب استغلوا مناصبهم في الحصول علي اراضي واموال”، موضحا أن كثير من اعضاء الحزب الحاكم السابق شاركوا في الثورة تمردا علي اوضاع الحزب الفاسدة”.

ولا ينسي الجندي للأخوان استعانتهم بـ “أسوأ الفلول” في مجلس الشورى، “بل وركبوا مع الرئيس مرسي طائرته في رحلاته الخارجية”، ويتساءل “كيف إن فعل الاخوان هذا حلال، ويحرم على شرفاء النظام السابق مع الثوار في مواجهة ظلم الاخوان للجميع”؟

الثوار: مافي القلب في القلب

“اللى فى القلب فى القلب”، كما يقول سامح فاروق امين حى ثالث لحزب الدستور بالاسماعيلية، بعد أن شاهد بعض اعضاء الحزب الوطنى فى مظاهرات الاحد، فرغم انه لم ينسَ مشاركتهم الفساد، لكنه لم ينكر عليهم حقهم فى المشاركة، لانهم مصريين مثله يشاركونه جميع الاوجاع التى من اجلها طالب بسحب الثقة من مرسى.

ويوضح فاروق ان مفهوم الفلول تغير اكثر من مرة بعد الثورة، خاصة وان الاخوان انفسهم حاربوا قانون العزل السياسى ضد الفلول، مشيرا إلي أن تلك الكلمة ستظل “باقية ببقاء الحياة، وسيتم اطلاقها على أى فصيل تذهب عنه السلطة”.

واذا كان البعض يتخوف من عودة رموز النظام السابق للسلطة، فان الجندى وفاروق ومعهم مسعد على امين حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، يؤكدون ان ذلك من المستحيلات، بدعوى ان الشعب المصرى بات واعيا ولفظ هؤلاء فى اكثر من مناسبة، وبالتالى لن يعيد التاريخ معهم مرة اخرى.

أولوية الثورة على أي خلاف

ويستكمل مسعد علي مداخلته موضحا أنه فى حال طالب احد اعضاء الوطنى الهتاف فى ثورة سحب الثقة من مرسى، فانه وهو الذى اشتهر بقيادته للمظاهرات فى الاسماعيلية، لن يمنعه من ذلك، خاصة وان مصر تحتاج جميع الجهود كما يقول، “لانهاء حكم الاحتلال الاخوانى والفاشية الدينية الذين هم اساس الفلول وقواعد الثورة المضادة”. ويضيف:”بعدها نبدأ فى ارساء قواعد دولة ديمقراطية حديثة يختار كل انسان فيها الفصيل الذى يناسبه”.

التصريحات  السابقة لممثلي القوى السياسية السابقة لم تنل رضا ميسون محمد مؤسسة الجبهة الحرة للتغيير السلمى بالاسماعيلية، والتى اكدت ان “المبادىء لاتتجزأ”، موضحة أن ثورة يناير قامت ضد الظلم والفساد، دون النظر لاشخاص بعينهم، فإذا كان الفلول قد حاربوها وقتها، وحتى لو لم يكن أحد منهم قد شارك الفساد، يكفى انهم تستروا علي هذا الفساد، ولم يثوروا ضده، مستنكرة ان تضع يدها فى يد هؤلاء للمطالبة باسقاط الاخوان الذين لم يختلفوا شيئا عن فسادهم، مؤكدة انها لو شاهدت شخص فلول بجوارها فى المظاهرات ستتجاهله تماما وتعتبره غير موجود.

 الفلول بقعة لا يمكن تنظيفها

وترد ميسون على حديث وليد السودانى بخصوص خبرته السياسية، مؤكدة أن “امثال هؤلاء نهلوا وتربوا على سياسات الحزب الوطنى”، وبالتالى سيصبحون مثل قياداتهم التى فسدت وافسدت، “ومن ثم لا يمكن أحتسابهم على الثورة حاليا لمجرد مشاركتهم فيها، فلو كانت مبادىء الثورة تسمح بالتحالف مع الفلول، لكان من الأولى الصمت والصبر على فساد مبارك وبقائه فى الحكم”.