الفور وين أو “الفائزون الأربعة” هو فندق جديد ذي طابع إسلامي تم افتتاحه بالغردقة في نهاية شهر ابريل/نيسان الماضي، وأثار منذ ذلك التاريخ جدلا واسعا في دوائر العاملين بالقطاع السياحي.

[ibimage==7367==Small_Image==none==self==null]

فندق الـ”فور وين”

“الفندق الحلال” الذي أعلن عن افتتاحه يقدم نفسه على أنه فندق إسلامي، لا يقدم الخمور، بل إن المسؤولين عنه قاموا بتحطيم زجاجات خمر في حفل الافتتاح معلنين بداية سياحة على الطريقة الإسلامية “وبلا ذنوب”.

الفور وين أو “الفائزون الأربعة” هو فندق جديد ذي طابع إسلامي تم افتتاحه بالغردقة في نهاية شهر ابريل/نيسان الماضي، وأثار منذ ذلك التاريخ جدلا واسعا في دوائر العاملين بالقطاع السياحي.

[ibimage==7367==Small_Image==none==self==null]

فندق الـ”فور وين”

“الفندق الحلال” الذي أعلن عن افتتاحه يقدم نفسه على أنه فندق إسلامي، لا يقدم الخمور، بل إن المسؤولين عنه قاموا بتحطيم زجاجات خمر في حفل الافتتاح معلنين بداية سياحة على الطريقة الإسلامية “وبلا ذنوب”.

ويتكون الفندق من 185 غرفة فضلا عن “مقهى ثقافي”. ويقدم خدمات للنزلاء منها الاستشفاء، حيث يقدم خدمات العلاج باستخدام الطينة والشمس والوخز بالأصابع، كما يقدم الفندق دورات فى التنمية البشرية، ودورات للنزلاء بعضها تحمل عناوين مثل “كيف تسعدين زوجك”، “مهارات تربية الابناء”، إضافة إلى التدريب على “اليوجا”.

أنا وأنت والمجتمع والعالم

فكرة الفندق لم تظهر من فراغ، فمن يقف وراءها لديه خبرة كافية بعالم السياحة. فالدكتور ياسر كمال صاحب فكرة الفندق يعمل فى مجال السياحة منذ 25 عاما، وهو استشاري تدريب بوزارة السياحة. وخطرت له فكرة الفندق، كما يقول، عندما لاحظ على مدار عمله بمجال السياحة أن السائح عندما يصل إلى مصر لا يرى مصر، أو بالأحرى لا يرى تقاليد وعادات المصريين، ولا يعيش فى جو المصريين.

[ibimage==7373==Small_Image==none==self==null]

 الدكتور ياسر كمال أمام الفندق

ويضيف “لهذا كانت فكرة الفندق الوليدة محاولة تغيير الصورة السيئة للسائح الغربي عن الإسلام وذلك باحترام طبيعة مصر وخصوصيتها الإسلامية وتحطيم الحاجز النفسي بالتعايش الحقيقي”.

من هذا المنطلق يأتي إسم الفندق “الفائزون الأربعة”. إذ يقول كمال “العالم الأوروبي على مدار عشرات السنين يسوق إلى أن افضل الأعمال التجارية هى التى تعتمد على رابحين اثنين أنا وأنت. أو ما يسمى وين وين win win. لكن هذه علاقة فاسدة، لأنه يمكن أن أكون أنا وأنت فائزين والمجتمع خاسر. لذلك فكرة الفائزين الأربعة تعني أن أفوز أنا وأنت والمجتمع والعالم. أن نفوز جميعاً على أربعة مستويات الروح والعقل والنفس والبدن، ونستفيد فى أربع اتجاهات أخلاقي واجتماعي وصحي وترفيهي، فنحن ننشر الآن من مصر سياحة الفور وين أو الفائزين الأربعة، نحن نسوق فكرة للعالم إننا لا نفتتح فندقاً ولكن ندشن فكرة ومبدأ وهو أن تكون العلاقات لمصلحة الجميع وللجميع”.

“فندق يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا”

الفندق لا يقدم الخمور ولكنه يسمح باحتسائها إذا أحضرها السائح معه. ويقول كمال “هذه حرية شخصية ومعروف بأن الأجانب معتادون على شرب الخمر، ولكن الكثيرين منهم قبل أن يأتى إلى الفندق يعلم تمام بأن الفندق بلا خمور، وبشكل عام لا تتعدى نسبة السياح الذين احضروا الخمور معهم 1%”.

[ibimage==7379==Small_Image==none==self==null]

د. ياسر كمال

وجيه شريف أحد نزلاء الفندق حدثنا عن سبب نزوله بالفندق قائلا “عندما علمت بافتتاح فندق لا يقدم الخمور، ويحترم خصوصية النساء، ويتناسب مع عاداتنا وتقالدينا، بادرت بالحجز لقضاء العطلة السنوية، وهي المرة الأولى التي أزور فيها الغردقة. نزولى فى هذا الفندق هو تدعيم للفكرة التى أتمنى ان تنجح وتطبق فى عدد كبير من فنادق الغردقة”.

خصوصية النساء

الفندق مكون من خمسة طوابق منها طابق خاص بالسيدات يحتوى على حمام سباحة ومطعم ومدربات محجبات وصالة للرقص.

منى السيد نزيلة بالفندق تقول “هذه أول مرة أرى فيها فندق سياحي فى مدينة سياحية كبرى كمدينة الغردقة يحترم خصوصية النساء بإنشاء حمام سباحة خاص بالسيدات، وبعيد تماما عن حمام الرجال. إضافة إلى أن الفندق خالٍ من الخمور، وهذا ما شجعني أن اصطحب بناتي لقضاء إجازة المصيف. وبالفعل نحن نستمتع بالمصيف بدون أن نرى مناظر تخدش حياءنا سواء من الرجال أو السيدات”.

ويعود وجيه شريف نزيل الفندق لتكمله حديثه قائلا “كان المصيف يمثّل بالنسبة لي مشكلة كبرى كل عام بسبب المناظر التى يشاهدها أبنائى من عُري فى الشواطئ، والاختلاط بين الرجال والنساء  في حمامات السباحة، فضلا عن مشاهدة مناظر تخدش الحياء، ولكن من اليوم ومنذ افتتاح هذا الفندق الذى يحترم خصوصية النساء أصبح مصيفا دائم لي ولأسرتي كل عام. وسوف أشجع أصدقائي على الحجز وقضاء المصيف فى هذا الفندق”.

مخاوف لدى قطاع السياحة

لكن فكرة الفندق تثير مخاوف لدى العاملين في قطاع السياحة. مصطفى ناجى مرافق مجموعات سياحية قال إن فكرة الفندق من الممكن أن يكون لها صدى لدى السائحين العرب أو المصريين. مضيفا أن “نسبة السياح المقبلين على الفندق لن تزيد عن 10%، وسوف تنحصر بين الأوربيين الذين يعملون بالأديرة أو أماكن العبادة، أو الأشخاص اللذين لا يشربون الخمور، وهؤلاء نسبتهم قليلة جدا”.

وقال كريم محمود مدير فندق بالغردقة إن فكرة الفندق كانت تصب في اتجاه واضح هو”أسلمة السياحة” وأسلمة نظام الفنادق بالغردقة، متابعا أن انتشار مثل هذه النوعية من الفنادق سوف يؤدى إلى انخفاض نسبة السياحة الاوربية بشكل كبير. ويضيف “تتجه هذه السياحة إلى أسواق أخرى، فمثل هذه النوعية من الفنادق تهتم فقط بالسائح المصرى والعربي، ولا تهتم بالسائح الاوروبى الذي هو أصل السياحة القادمة إلى مصر”.   

عقبة الترخيص

منذ افتتاح الفندق وحتى الآن بلغ عدد السياح الذين قامو بالحجز فيه 200 سائحا منهم 100 روسي و70 الماني و30 مصري. السبب في هذا الاقبال الضعيف هو تأخر وزارة السياحة فى الترخيص بسبب بطء الاجراءات.

وحتى الآن لم تتعاقد إدارة الفندق مع شركات سياحية لجلب السياح بسبب عدم انتهاء الترخيص، وفقا لكمال، الذي يضيف “هناك شركة فرنسية تسمى “تورزم حلال” تتعاقد مع هذه النوعية من الفنادق التى لا يوجد بها خمور عرضت هذه الشركة التعاقد مع الفندق لجلب السياح، إلا أن التعاقد فى انتظار انتهاء تراخيص الفندق من وزارة السياحة”.

وبسؤال مكتب وزارة السياحة بالغردقة والمنوطة بذلك نفى أحد المسؤولين أن يكون التأخير متعمدا، وقال إن ملف الفندق أُرسل إلى وزارة السياحة وهو الآن فى مكتب الوزير.

وحتى يحصل الفندق على تصريح، وتدور عجلة الحجوزات، سيكون من الصعب الحكم على نجاح الفندق، وجدوى فكرته.