قد يبدو الحديث عن حراك سلمي في ليبيا على غرار ما يحدث في مصر بعيداً عن الواقع، فالسلاح منتشر على نطاق واسع بين الناس، إلا أن أحداث مصر وما حققته “حركة تمرد” من نجاح في الوصول إلى أهدافها المبدئية وحشد عدد هائل من الناس للتظاهر ضد الحكومة، ألهم بعض الشباب في ليبيا الذين حاولوا عمل شيء مماثل أسموه “حركة رفض”.

ورغم اختلاف الأهداف والمطالب الذي يفرضه اختلاف الواقعين الليبي والمصري، يأمل شباب “رفض” أن يحققوا مطالبهم من خلال النزول إلى الشارع وحشد الناس للتظاهر سلمياً للمطالبة بحقوقهم

قد يبدو الحديث عن حراك سلمي في ليبيا على غرار ما يحدث في مصر بعيداً عن الواقع، فالسلاح منتشر على نطاق واسع بين الناس، إلا أن أحداث مصر وما حققته “حركة تمرد” من نجاح في الوصول إلى أهدافها المبدئية وحشد عدد هائل من الناس للتظاهر ضد الحكومة، ألهم بعض الشباب في ليبيا الذين حاولوا عمل شيء مماثل أسموه “حركة رفض”.

ورغم اختلاف الأهداف والمطالب الذي يفرضه اختلاف الواقعين الليبي والمصري، يأمل شباب “رفض” أن يحققوا مطالبهم من خلال النزول إلى الشارع وحشد الناس للتظاهر سلمياً للمطالبة بحقوقهم

[ibimage==7541==Small_Image==none==self==null]

لوغو حركة رفض على موقع الفيس بوك

.

المتابع لنشاط الحركة منذ تأسست في أواخر أيار/مايو الفائت، يلاحظ التنظيم والعمل الجاد من قبل أعضائها، ومحاولاتهم الترويج لها بالشكل الأمثل وحشد الدعم والتأييد الشعبي.

“مراسلون” التقت أحد مؤسسي الحركة الناشط الحقوقي ناصر الهواري، الذي تحدث عن آليات العمل والأهداف وغيرها من المواضيع ضمن نص الحوار التالي:

مراسلون: حركة رفض، ماذا ترفضون بالتحديد؟

الهواري: نرفض أي سلوك عنيف من شأنه فرض الرأي بالقوة بعيداً عن القيم والأعراف الديمقراطية، وتسعى الحركة لتحقيق عدة أهداف على رأسها رفض قانون العزل السياسي واستبداله بحكم القضاء، وكذلك عدم قبول أي كيان عسكري خارج جهازي الشرطة والجيش، أو هيمنة أي فصيل سياسي على الحياة السياسية في ليبيا، ونرفض إطالة عمر المؤتمر الوطني العام ومطالبته بالالتزام بالتوقيتات الواردة فى الإعلان الدستوري.

تمهل الحملة المؤتمر الوطني العام حتى 30 كانون الأول/ديسمبر القادم كموعد نهائي لإنهاء المرحلة الانتقالية وإلا سيكون النزول للشارع واسترداد السلطة لصالح الشعب هو الخيار الأخير. وسيكون هناك مؤتمر صحفي للإعلان عن الحركة وعن الحملات التي ستقوم بها قريباً، وسيتم توزيع استمارة الانضمام للحركة.

ما هو عدد الذين انضموا إلى الحركة حتى اليوم؟

بدأنا نشاطنا منذ حوالي شهر وبلغ عدد المنضمين 100 شخص، ونحن بصدد طباعة ونشر استمارة العضوية.

إذا خرجتم للشارع يوم 30 كانون الثاني/ديسمبر كما جاء في إعلانكم، ستطالبون برحيل من أو ماذا؟

إن لم يستجب المؤتمر لمطالبنا سننزل بشكل سلمي الى الشارع، ويجب أن تتحمل الدولة المسؤولية عن أية مواجهات قد تحدث، نحن لدينا مطالب ويجب على المؤتمر والحكومة تلبيتها وسنمنحهما الوقت الكافي لذلك.

في حال عدم الاستجابة سنطالب بحل المؤتمر الوطني، وبتشكيل هيئة مستقلة من المستشارين والقضاة وعلماء الدين لإعداد مسودة الدستور، ومن ثم الاستفتاء عليه، والذهاب بليبيا إلى الانتخابات الرئاسية.

وهل توجهون مطالبكم الى المؤتمر الوطني العام فقط وهل تحملونه مسؤولية تحقيق كل ما تطالبون به، أم هناك جهات اخرى تضعونها في دائرة المسؤولية؟

نعم نوجه المطالب للمؤتمر الوطني لأنه هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي ومنتخب من قبله. ونضع الحكومة أيضاً في دائرة المسؤولية باعتبارها الجسم التنفيذي الوحيد في الدولة الليبية.

ماذا تفعلون لتقنعوا الشباب بأن ينضموا إليكم؟

الشباب الليبي غاضب من الوضع ولكنه مشتت، ويحتاج تجمعاً يقود الحراك ويوحد المطالب، ونحن بدورنا نسعى لنكون وعاء تنصهر فيه كل مجهودات الشباب الليبي لإحداث التغيير وتصحيح مسار الثورة.

وهل تتحملون مسؤولية خروج الشباب للشارع واحتمال مواجهة تشكيلات مسلحة قد توقع منهم قتلى؟

نعم نتحمل مسؤولية نزول الشباب إلى الشارع. فنحن سنعلن عن أسمائنا الحقيقية وكل بياناتنا الرسمية عبر مؤتمر صحفي، وذلك قبل إجراء أي تحرك في الشارع، وإذا كان هناك أحد يرفض تحركنا فعليه الجلوس والحوار معنا، حتى لا ندخل فى مشاكل مسلحة. ومطالبنا ستكون سلمية وبشكل منظم وحضاري.

أتعني بأنكم تملكون السلاح؟ هل تلمح لاحتمال مواجهات مسلحة؟

نحن لا نملك السلاح ونرفض استخدامه، بل نسعى لبناء دولة مدنية خالية من السلاح، ولن تحدث مواجهات لأن مطالبنا ستكون هي مطالب الشارع الليبي.

وكما ذكرت لو كان هناك من يرفض مطالبنا فنحن نقبل الحوار ونرفض السلاح والقمع، ونطالب ببناء دولة المؤسسات والقانون، والتظاهر السلمي حق مكفول للجميع، وتعدد الآراء أمر موجود في كل أنحاء العالم.

هل تعتقدون أن ليبيا تدار بأيدي تيار معين؟

نعم ليبيا يتحكم فيها تيار الإسلام السياسي المدعوم من الخارج، وله جناح عسكري ممثل فى الكتائب المسلحة.

هل أصبحت حركات المقاومة على غرار “حملة تمرد” في مصر موضة، أم أن هناك ما يستدعي خروجكم فعلا في ليبيا؟

نحن لا نقلد مصر وإن تشابهت حركتنا مع حركة تمرد، لكن هناك ضرورات فى ليبيا تقتضي الخروج، ومنها تباطؤ المؤتمر الوطني فى تنفيذ استحقاقات قيام الدولة ذات السيادة، وكذلك سيطرة الكتائب المسلحة على المشهد.