قبل عامين وفي أعقاب ثورة 25 يناير تأسست نقابة الفلاحين في مصر، لتضم في عضويتها  مليون و300 ألف فلاح، ممن يمتلكون حيازات زراعية. ومنذ ذلك الوقت سعت النقابة للضغط لصالح الفلاحين في القرارات التي تمس الفلاح المصري، فطالبت النقابة الدولة بتنفيذ تعهداتها للمزارعين بتحسين أوضاعهم وتوفير الأسمدة والحبوب والكيماويات الخاصة بالزراعة، ونادت بأهمية التأمين الصحي على الفلاح المصري، وتوفير مستشفيات خاصة لهم لتقديم خدمات العلاج المخفض.

قبل عامين وفي أعقاب ثورة 25 يناير تأسست نقابة الفلاحين في مصر، لتضم في عضويتها  مليون و300 ألف فلاح، ممن يمتلكون حيازات زراعية. ومنذ ذلك الوقت سعت النقابة للضغط لصالح الفلاحين في القرارات التي تمس الفلاح المصري، فطالبت النقابة الدولة بتنفيذ تعهداتها للمزارعين بتحسين أوضاعهم وتوفير الأسمدة والحبوب والكيماويات الخاصة بالزراعة، ونادت بأهمية التأمين الصحي على الفلاح المصري، وتوفير مستشفيات خاصة لهم لتقديم خدمات العلاج المخفض.

محمد عبد القادر، هو أول نقيب للفلاحين في مصر، يتحدث عن المخاطر التي يعاني منها الفلاح المصري، وصعوبة الوضع الذي وصل إليه، مؤكدًا أن الفترة المقبلة تحتاج إلى تظاهر الفلاحين للحصول على حقوقهم بأيديهم، دون انتظار من أحد يمنحهم حقوقهم، داعيًا جموع الفلاحين للمشاركة في تظاهرات 30 يونيو/حزيران المرتقبة.

وحذر الرجل في لقاء مع “مراسلون” من خطورة سد النهضة الأثيوبي على الفلاحين في مصر، مؤكدًا أنه يعني الخراب لمصر، في ظل فشل الإدارة السياسية في التعامل مع الأزمة، كما شكك عبدالقادر في تصريحات الرئيس محمد مرسي بشأن زيادة إنتاجية القمح، وتقدم مصر نحو الاكتفاء الذاتي منه خلال الأعوام المقبلة.

وهنا نص المقابلة:

مراسلون: هل يحتاج الفلاحون إلى نقابة؟

عبد القادر: دعني أؤكد لك أن هدف الفلاح هو استقرار مصر، لكن هناك من يستغل بعد الفلاحين عن السياسة، للحصول على مكاسب سياسية من خلال توجيه أصواتهم لفصيل معين، وهو ما دفعنا لإنشاء النقابة في أعقاب الثور. وتطالب نقابتنا بحل مجموعة من مشكلات الفلاحين على رأسها الديون المتراكمة لدى بنك التنمية والائتمان الزراعي، وفوائدها، وتوفير الأسمدة والكيماويات في الجمعيات الزراعية، والتي تباع في السوق السوداء بمبلغ 175 جنيه (3.5 دولار) للعبوة الواحدة (الشيكارة).

وكانت نقابة الفلاحين قد تقدمت بمقترح لبيع العبوة الواحدة من الأسمدة للفلاح بمبلغ 45 جنيه، ورغم ذلك فإن الجمعيات الزراعية تقوم ببيعها بمبلغ 75 جنيه للفلاح.

ونحن نفكر جديا في الوقت الحالي في إنشاء مصنعين تابعين لها لتوفير الأسمدة للفلاحين، والقضاء على استغلال تجار السوق السوداء، وبالفعل تم تخصيص الأرض اللازمة لإنشاء المصنعين، وتوفير 10% من رأس مال المشروع، وسيتم توفير باقي المبلغ عن طريق طرح المشروع للاكتتاب العام ليشارك فيه جميع الفلاحين.

لماذا أنشأت النقابة شركة الفلاح؟

إنشاء شركة الفلاح هي مثال لعمل النقابة، فالشركة هي شركة مساهمة مصرية، ودورها هو تنمية الأنشطة الزراعية التي تحد من هذه الظواهر، وهدفنا هو تحويل القرية المصرية لقرية منتجة، فلا يعقل أن نصدر الفول المصري مقابل 2 جنيه، ونقوم باستيراده معبأ مقابل 60 جنيهًا. شركة الفلاح ستعمل بالتوازي مع مصنعي الأسمدة اللذين تسعى النقابة لإنشائهما.

هناك من يقلل من أهمية سد النهضة الأثيوبي وعدم تأثير ذلك على المصريين. فما رأيك؟

الفلاح المصري يُعاني من مشاكل عديدة، متعلقة بالحياة والمأكل والملبس، واليوم أصبح يُعاني من نقص المياه، ونقابة الفلاحين رصدت وجود 12 محافظة تروي محاصيلها بمياه الصرف الصحي، والصرف الزراعي والصناعي، وبالتأكيد فأن سد النهضة سيؤثر بالسلب على حياة الفلاح وأسرته، حيث أن تحويل مجرى النيل سيتسبب في خسارة كبيرة لحصة مصر المائية، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على الرقعة الزراعية في مصر، في ظل تعامل الحكومة مع الأمر كأن الأمر لا يعنيها، رغم أن مصر تعانى أصلاً من عدم كفاية مساحة الرقعة الزراعية لسد احتياجاتها، وأى نقص في كميات المياه سيقضى على أي رغبة في زيادة المساحة الزراعية.

هل هناك محاصيل معينة ستتأثر بنقص المياه.. وهل سنفاجأ بمنع زراعة أنواع معينة من المحاصيل؟

الأرز من أكثر المحاصيل التي تحتاج مياه، وبالتالي فإن الحكومة ستلجأ بالتأكيد إلى تقليل المساحة المنزرعة بالأرز. وهناك أيضاً أنواع كثيرة من الخضروات تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وهو الأمر الذي يدفعنا للتحذير من خطورة استخدام مياه الصرف الصحي لري الأراضي الزراعية لما تسببه من مشكلات صحية، وهو الأمر الذي نتوقع أن تتوسع الدولة في استخدامه لسد الفجوة بين كمية المياه التي تحتاجها الأراضي الزراعية، والكمية التي تصل مصر.

ما هي المناطق المرشحة للمعاناة من نقص المياه الواردة الى مصر؟
أكثر الأماكن التي ستتأثر بنقص المياه هيّ الأماكن البعيدة عن الدلتا، وهو ما سيؤدي لتراجع في زراعة المحاصيل نتيجة نقص المياه، ونقابة الفلاحين ستعد حصراً بتلك الأماكن، وتعرضها على لجنة الري بمجلس الشوري لاتخاذ التدابير اللازمة لحل الأزمة قبل حدوثها.

ماذا عن التصريحات المنسوبة إلى الدكتور مرسي بزيادة انتاجية القمح هذا العام؟

الرئيس مرسي قال في خطاب له من قبل إن إنتاجية مصر من القمح هذا العام ستصل الى 9.5 مليون طن، وهذه التصريحات وردية، ليس لها أساس من الصحة، وذلك لأن الحكومة لم تجمع حتي الآن سوي 3.6 مليون طن فقط.

هل هناك تحسن حالة الفلاح المصري بعد وصول الرئيس مرسي لكرسي الرئاسة؟

كما هو واضح للجميع، فإن حالة الفلاح المصري لم تتغير بعد الثورة، وإنما تراجعت إلى الأسوأ، فالفلاح أصبح يُعاني من تراكم المشكلات الحياتية، وأصبح يواجه أسوء الظروف المجتمعية، فليس هناك مستشفيات له، ولا توجد تأمينات اجتماعية، ولا يوجد أحد يهتم به، فلا حكومة تشعر به، ولا رئيس يسأل عنه، وإن سأل عنه، فإنه يسأل عنه في غياب نقيبه.

ما رأيك في أداء الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وجماعة الاخوان المسلمين؟
النظام الحاكم يفتقد الى الخبرة السياسية، فبعد مرور عام على انتخاب الرئيس مرسي لم نلحظ أي تغيير في البلاد، لذلك فإني أري ان الدكتور مرسي وجماعته لم يقدموا جديداً حتي الأن، وقمت بالتوقيع على استمارة “تمرد” للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لأنى لا أشعر بحدوث أي تغيير.

وماذا تنصح الفلاح في الفترة القادمة؟

على جميع الفلاحين النظر لمصلحة مصر، وعدم الالتفات للخلف، فمصر مليئة بالخيرات، ويجب علينا جميعًا إعمارها.

وماذا عن تظاهرات 30 يونيو القادم المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟

أدعو الفلاحين أن يشاركوا في التظاهرات يوم 30 يونيو، لأن النظام الحالي لا يعترف بهم، ولذلك فإن الفلاح عليه أن يثأر لنفسه وألا ينتظر أحد أن يثأر له.