دخل اعتصام فناني و مثقفي الإسكندرية ببهو مسرح بيرم التونسي اسبوعه الثاني (بدأ يوم 16 يونيو/حزيران). ويطالب الفنانون بضرورة إقالة وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، بسبب ما أسموه “محاولات أخونة الوزارة” والتضييق على أهل الفن والثقافة.

اعتصام في مسرح بيرم التونسي

دخل اعتصام فناني و مثقفي الإسكندرية ببهو مسرح بيرم التونسي اسبوعه الثاني (بدأ يوم 16 يونيو/حزيران). ويطالب الفنانون بضرورة إقالة وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، بسبب ما أسموه “محاولات أخونة الوزارة” والتضييق على أهل الفن والثقافة.

اعتصام في مسرح بيرم التونسي

أمام بهو مسرح بيرم التونسي الكائن بطريق كورنيش الإسكندرية بمنطقة الشاطبي، في الخامسة مساءا يبدأ موعد بدء إعتصام فناني ومثقفي الثغر، حيث يقوم الشباب من المشاركين في الاعتصام بنصب خشبة مسرح كبيرة أمام مبنى المسرح مباشرة، تحاوطه من كل الجوانب اللافتات التي دونها الشباب المعتصمين والمعارضين لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي ووزير الثقافة.

يقف وسط مجموعة من الفنانين الشباب شاب شديد السمرة ذو ملامح مصرية، ممسكا بلافتة عليها صورة الرئيس محمد مرسي وفوقها علامة إكس، ومدون عليها جملة “يسقط حكم الاخوان”. وبجواره عود يستخدمه في العزف للحاضرين حين بدء الاعتصام. إنه حازم منصور، أحد مثقفي الإسكندرية وكاتب ومدون، كما أنه يعمل في فرقة “تياترو” الموسيقية ويقوم بالغناء والتلحين.

يقول منصور إنه وزملاءه قاموا بالاعتصام لما وجدوه من محاولات أخونة وزارة الثقافة من قبل الوزير وقيامه بحملة إقالات عشوائية ضد الرموز الموجودة داخل الوزارة.

ويضيف منصور، أن أسباب الاعتصام ترجع إلى “القرارات الغريبة التي أصبحنا نسمعها يوميا من قبل أعضاء حزب الحرية والعدالة، ومنها تحريم فن البالية، ثم قرار إقالة رئيسة دار الاوبرا المصرية، وتعيين منتمٍ لتلك الجماعة مكانها”. مؤكدا أن المثقفين والفنانين معتصمين حتى رحيل الوزير “الاخوانجي” حسبما عبّر.

وكان وزير الثقافة علاء عبد العزيز قد أصدر عددا من القرارات نهاية شهر مايو/ايار الماضي انهى بمقتضاها انتداب عدد من كبار المسؤولين في مختلف أروقة الوزارة، مثل إقالة أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، وإيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا، وعبد الناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق.

“لا لأخونة وزارة الثقافة”

“نرفض أخونة وزارة الثقافة ونرفض ديكتاتورية الدولة الاخوانية التي دشنها الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبر الفن والثقافة كفر والحاد”، يعلق الفنان محمد الزيني، يوضح اعتصام مثقفي وفناني الإسكندرية، على دوافع الاعتصام وأسبابه.

ويتابع “الطامة الكبرى أنهم يريدون تحريم فن البالية ويتركون كباريهات شارع الهرم وقنوات الرقص علي مصراعيها، فكل التناقضات تحتمل مصطلح واحد وهو الإخوان”.

أما مطالب المثقفين فتتمثل بحسب منسق الاعتصام في “إسقاط وزير الثقافة الحالي واعتبار كافة قراراته لاغية”، لذلك سيحتشد المثقفون داخل وخارج المواقع الثقافية والفنية التابعة لوزارة الثقافة بالإسكندرية، لتقديم فعاليات فنية وثقافية بشكل يومي يشارك فيها كافة الفنانين من جميع الأطياف والتوجهات وذلك فيما اتفق على تسميته “مهرجان الرفض”.

ويوافقه في الرأي المخرج أحمد أبو النصر، المتحدث الإعلامي باسم المعتصمين، ويضيف أن الداعين للاعتصام هم “جماعة مسرحيون سكندريون، واستديو المدينة للفنون الأدائية والرقمية، و جماعة تمرد للفنون، وغيرها من الحركات الشابة. والعديد من الشخصيات الثقافية الشهيرة بالمحافظة شارك في الاعتصام مثل الكاتب الكبير يوسف زيدان ومحمد عبد المجيد ومن السياسيين أبو العز الحريري”. مؤكدا أن جميع الشخصيات التي تكتب وتناقش قضايا المجتمع بشكل واضح وصريح ترفض أخونة وزارة الثقافة وترفض ما يفعله “الوزير الناطق باسم الجماعة”، حسبما قال.

قرارات بدون وقائع

حازم منصور وزملاؤه الشباب مصرون على منع قتل الثقافة والفن والإبداع على يد “مجموعة من الجهلاء”، كما يقول. “قمنا باقتحام مسرح بيرم التونسي للاعتصام بداخله بعد رفض إدارة المسرح السماح لنا بالاعتصام، كما حاول أمن وزارة الثقافة الاعتداء علينا لمنعنا من الاعتصام داخل المسرح، لكن المسرح ملك الفنانين والمبدعين ولا يجوز منعهم من دخوله”.

ويؤكد منصور، أن قرارات الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، بإقالة صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بدعوى أنه خالف اللوائح والقوانين، وانهاء انتداب الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا السابقة، بإدعاء اكتشاف مخالفات وقعت في إحدى حفلات قاعة سيد درويش، هو أمر “يدل على مدى السطحية دون وقائع ثابتة وحقيقية”.

“حملة ثورية لتطهير الثقافة”

لكن وزير الثقافة له مؤيدون يعتقدون أن ما يفعله يندرج في إطار “التطهير الثوري” لقطاع الثقافة.

الدكتور جمال التلاوي، الرئيس الجديد للهيئة العامة للكتاب، يرى أن اعتصام المثقفين والكتاب “ليس له داع”، لأنهم لم يعطوا الدكتور علاء عبد العزيز فرصه للحوار والمناقشة. مؤكدا أن حملة الإقالات التي قام بها الوزير هي من “أعدل وأحسن الحملات”، لأنها “تقع تحت بند التغييرات الثورية التي تهدف إلى إصلاح وتطوير الوزارة”.

ويوضح التلاوي، أن من حق الوزير اختيار معاونيه ومنفذي رؤيته التي تخدم التطوير حسبما يرى، مؤكدًا أنه مع الوزير ومع الثورة ومع التغيير للأفضل، مستنكرا تصريحات المثقفين بشأن “أخونة الوزارة”، قائلا “من المعروف أن الدكتور علاء ليس إخواني وليست له علاقة بالجماعة وهدفه الوحيد هو نجاح الوزارة وتطهيرها والدفع بها إلى الأمام”.

المعركة بين المثقفين ووزارة الثقافة لا تدور بمعزل عن معركة أخرى أكبر حجما يقوم بها المعارضون لحكم جماعة الإخوان، والتي ستشهد ذروتها يوم 30 يونيو/حزيران الجاري، مع الاحتجاجات والفعاليات الكثيرة التي تنظمها المعارضة، ومنها تسليم استمارات حملة “تمرد” إلى المحكمة الدستورية. لذلك يقول حازم منصور إنه وزملاءه معتصمون حتى رحيل الرئيس محمد مرسي وليس فقط رحيل وزير الثقافة.