يقول أنور مالك إنه سيكشف من خلال كتابه الجديد حقائق تعرض أمام الرأي العام للمرة الأولى، حول مسيرة الرئيس المؤقت منصف المرزوقي في فرنسا وتونس.

ويضيف هذا الكاتب الإشكالي الذي سبق وأن كان ضابطا في الجيش الجزائري قبل حصوله على اللجوء السياسي في فرنسا عام 2006، يقول إنه أجرى تحقيقات ميدانية وجمع شهادات مختلفة وموثقة عن علاقات مزعومة للمرزوقي مع دول عربية منها قطر، وأخرى أوروبية ومنها فرنسا.

يقول أنور مالك إنه سيكشف من خلال كتابه الجديد حقائق تعرض أمام الرأي العام للمرة الأولى، حول مسيرة الرئيس المؤقت منصف المرزوقي في فرنسا وتونس.

ويضيف هذا الكاتب الإشكالي الذي سبق وأن كان ضابطا في الجيش الجزائري قبل حصوله على اللجوء السياسي في فرنسا عام 2006، يقول إنه أجرى تحقيقات ميدانية وجمع شهادات مختلفة وموثقة عن علاقات مزعومة للمرزوقي مع دول عربية منها قطر، وأخرى أوروبية ومنها فرنسا.

بل إن مالك سيورد في كتابه “تجارب المرزوقي في عالم النساء” وسيذكر منها على حد قوله ما له علاقة بالموضوعات الاستخبارية والسياسية، مؤكدا على أنه لن يقتحم خصوصيات الرئيس الشخصية.

موقع “مراسلون” أجرى حوارا مع أنور مالك الذي كان صديقا مقربا للمرزوقي لكن الأخير بات اليوم “يخجل من هذه الصداقة”.

“مراسلون”: كيف تقدم علاقتك بالرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي؟

أنور مالك: لقد جمعتني بالرئيس منصف المرزوقي سنوات في المنفى الذي كان إجباريا بالنسبة لي واختياريا بالنسبة له. عرفته عن قرب وساعدته كثيرا إعلامياً، وأحتفظ بأدلة لا تحصى على ذلك. كنت أختلف معه في أمور عديدة من بينها مثلا أنه كان على أتم الاستعداد لوضع يده في أيادي أجنبية حتى لو توافق مع التدخل العسكري في تونس لإسقاط بن علي وهو ما سمعته منه مرارا وتكرارا، وهذا ما أختلف فيه معه كثيرا. فقد كان المرزوقي يراهن على الخارج أكثر من الداخل.

صحيح أن المرزوقي كان يرى أن الشعب يجب أن يثور ضد ما كان يسميه الاحتلال الداخلي لكنه كان يعتقد أن ذلك كان مستحيلا. وكلما سألته عن صمت الشعب التونسي عن عائلة بن علي وأصهاره الذين كانوا يعيثون فسادا في البلاد، كان يجيبني بسخرية مفادها أنه يئس من الشعب التونسي الذي صار جبانا في نظره. غير أنه لما ثار الشعب هلل لذلك وراح يردد شعارات عن الحقوق والحريات ويقدم نفسه كأنه صانع هذا المجد.

صرّحت سابقا “المرزوقي صديقي الذي ابتليت به الثورة التونسية”. لماذا تعتبر أنه ابتلاء أصاب الثورة؟

صراحة تفاءلت خيرا بعد نتائج الانتخابات في تونس (تشرين أول/ أكتوبر 2011) بأن يترأس تونس حقوقي جمعتني به رحلة من الحياة، بل كتبت له مشجعا وردّ بامتنان. غير أنه مع مرور الأيام ثبت أن الرجل لم يكن أبدا في مستوى ما ردده عبر الفضائيات.

للأسف وصلت لقناعة أن تونس ابتليت بالمرزوقي كثيرا لأنه لم يستطع أن يجمع بين دوره كرئيس وما كان يعيشه من قبل كمعارض ضد الجميع. فصار يفعل ويعارض نفسه وحتى الحلفاء الذين أوصلوه لسدة الحكم. وهو انفصام في الشخصية السياسية ستكون آثارها سلبية على سير مؤسسات الدولة.

أنت بصدد الإعداد لإصدار كتاب حول شخصية المنصف المرزوقي، فما هي أهم الخطوط العريضة التي يتضمنها هذا الكتاب؟

صحيح، أنا الآن بصدد تأليف كتاب تحت عنوان “الوجه الخفي لمنصف المرزوقي” أروي فيه تجربتي الشخصية معه. وقد أجريت كذلك تحقيقات ميدانية لمسيرته في فرنسا وتونس وجمعت شهادات مختلفة وموثقة ستنشر لأول مرة عن الرئيس التونسي المؤقت.

 كما سأنشر في الكتاب ما تحصلت عليه من معلومات عن علاقات المرزوقي المختلفة مع دول عربية خصوصا قطر وأخرى أوروبية ومنها فرنسا. وسأكشف بعض المعلومات عن علاقات سرية بين محيط بن علي والمرزوقي.

ولم أتردد في الحديث عن تجاربه الشخصية في عالم النساء، وطبعا اخترت أمورا لديها أبعادها السياسية والاستخباراتية وليس الشخصية، لأنني لا يمكن أن أتدخل في الحياة الخاصة لأي انسان. لكنني اخترت ما رأيت من الضروري كشفه للرأي العام.

وأؤكد أنه لا يوجد أي سبب شخصي وراء اختياراتي، بل أنا بصفتي كاتب وصحفي وحقوقي جمعتني الأقدار بشخص صار رئيس جمهورية لا يمكن أبدا أن أحرم الرأي العام من معلومات مهمة ومفيدة وأيضا أرى أنها ستنفع الشعب التونسي مستقبلا.

الأداء الديبلوماسي، للرئيس المؤقت في تونس، وهو الذي يتقاسم السياسية الخارجية للبلاد مع وزير الخارجية، كيف تحكم عليه؟

في تقديري إن الأداء الديبلوماسي لا يمكن الحكم عليه بهذه السرعة ولكن يمكن تقدير مآله من خلال ما نراه. شخصيا أرى أن الديبلوماسية التونسية غائبة على المستوى المغاربي والعربي فقد اختزلت في قطر بحكم علاقات جمعت الشيخ الغنوشي مع هذه الإمارة. كما ظلّت تدور في فلك فرنسي بحكم أن الدكتور المرزوقي كان يعيش في فرنسا ولديه دوائر يرتبط بها.

بل حتى سفراته المتعلقة بالإتحاد المغاربي كانت فاشلة في نظري لأن الأمور أعقد من شعارات حماسية تأتي من رئيس متحمّس كثيرا بما يتجاوز طاقته وقدراته. فضلا عن أنه لم يعتمد على كفاءات دبلوماسية مرموقة في تونس، فلا يعقل أن يعيّن رئيس دولة مدير ديوانه شخصا لم يسبق له العمل حتى كموظف بسيط. وهذا ما أوقعه في أخطاء وزلات لسان بالتأكيد أحرجت تونس دبلوماسيا وبروتوكوليا أيضا.

تتهم أطراف تونسية الجزائر بأنها تساهم بشكل سرّي في إثارة الفوضى في تونس لمنع تصدير الثورة لها، فهل في هذا الاتهام وجاهة؟

أستبعد ذلك نهائيا ولا توجد مصلحة للجزائر في ذلك أبدا، بل مصلحتها الكبرى هي في استقرار تونس. اما قضية تصدير الثورة فهو كلام بعيد عن المنطق فالجزائر التي مرت بظروف أصعب وسالت فيها الدماء وعاشت حربا أهلية (في التسعينات) لم تصدّرها إلى تونس فكيف سيحدث العكس اليوم؟

أرى أن الجهات التي توجه مثل هذه الاتهامات للجزائر لديها مصلحة لإبعاد الأنظار عن الأطراف الداخلية التي تريد زعزعة استقرار البلاد. ومشكلة تونس داخلية ويوجد من يريد لها الخير كما يوجد من يتربص بها، حتى من أبنائها. والحمد لله يوجد في تونس من الكفاءات السياسية والفكرية التي تعرف التفاصيل أكثر مني.

من موقعك كمحلل سياسي، كيف تقيّم الثورات العربية وخاصّة الثورة التونسية؟

لدي تحفظات على مصطلح “الربيع العربي” لأن ما يحدث في نظري هو مجرد “خريف طغاة” تسلطوا على شعوبهم ونهبوا ثرواتهم وأفسدوا في أوطانهم. لأن الربيع هو نتيجة نصل إليها وليست بمخاض تتخبط فيه أوطاننا.

تقييمي أن ما نعيشه لا يزال في بداية الطريق فالطغاة ليسوا أشخاصا بل هم منظومات فكرية وسياسية واقتصادية وحزبية وأمنية وعسكرية وجمعوية ونقابية، ولا يمكن اجتثاثها في وقت قصير.

وأن يعتقد البعض أن الثورة تحققت بمجرد تغيير الحاكم فهذا خطأ فادح لا يجب الوقوع فيه، فالثورة التونسية لا تزال في الطريق نحو تحقيق غايتها فسقوط بن علي لا يعني زوال النظام كما لا يعني وصول المرزوقي والغنوشي لسدة الحكم، نجاح الثورة.

ويجب أن نحكم على الثورة التونسية بنتائجها على أرض الواقع. فلما نرى الأسباب التي دفعت بالشعب التونسي الى الثورة قد زالت حينها نقول إن الثورة نجحت.

 أمّا أن نرى الوضع كما كان وربما اسوأ من حيث البطالة والفقر وغياب الفرص الاجتماعية، ونلمس يوميا الاحتقان السياسي وحتى ذهنيّات استبدادية لا تزال في الحكم، فهذا يعني أن الثورة التونسية في مواجهة الأعاصير ولا يزال طريقها طويلا وشاقا.