على طول الطريق المؤدية إلى القصرين، يتعزز التواجد الأمني في مداخل المدينة وخارجها. وقد أقيمت الحواجز وتم تطويق المنطقة بالكامل في احتياطات أمنية لم تشهد مثلها المدينة من قبل.

ويواصل أعوان الجيش والحرس الوطني منذ مطلع أيار/مايو الماضي تفتيش السيارات وهم مدججون بالسلاح ومعدات لاقطات المعادن لمنع المتسللين، بعد أن استخدم متشددون اسلاميون ألغاما أرضية لشل تقدّم القوات الأمنية في جبل الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية.

على طول الطريق المؤدية إلى القصرين، يتعزز التواجد الأمني في مداخل المدينة وخارجها. وقد أقيمت الحواجز وتم تطويق المنطقة بالكامل في احتياطات أمنية لم تشهد مثلها المدينة من قبل.

ويواصل أعوان الجيش والحرس الوطني منذ مطلع أيار/مايو الماضي تفتيش السيارات وهم مدججون بالسلاح ومعدات لاقطات المعادن لمنع المتسللين، بعد أن استخدم متشددون اسلاميون ألغاما أرضية لشل تقدّم القوات الأمنية في جبل الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية.

وتتهم السلطات التونسية “عناصر إرهابية” مرتبطة بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بزرع تلك العبوات الناسفة التي انفجرت لتخلّف عددا من الجرحى والإصابات في صفوف القوات الأمنية (10 في صفوف الحرس الوطني و6 من الجيش) .

فيما شرعت قوات الجيش التي تحاصر جبل الشعانبي غرب ولاية القصرين في قصف مغارات وكهوف محتملة للمتسللين الذين يقدر عددهم بحوالي 30 مسلحا انتشروا  بالمحمية الغابية لجبل الشعانبي وأحاطوا المكان بالأحزمة والعبوات والألغام الأرضية.

ويقول مصدر أمني لـ”مراسلون” إنه “تم العثور على قطع من الأسلحة المختلفة فضلا عن الألغام يدوية الصنع من معدن البلاستيك والغليسيرين”.

ويشير المسؤول الأمني أن كاشفات الألغام العادية والكلاب البوليسية عاجزة عن كشف الفخاخ والمتفجرات وإبطال مفعولها.

ويضيف أن تلك العناصر المتسللة “ملمّة بتفاصيل المكان والمترفعات الجبلية”. مؤكدا أن “درجة ذكاء تلك الجماعات المسلحة تمثلت في إعداد أماكن الاختباء بحيث يصعب على طائرات الهيلوكبتر والرادارات تحديد مواقعها”.

استهداف الدولة

ويعتبر فيصل الزيتي المؤرخ والمحلل العسكري أن أحداث الشعانبي مرتبطة أشد الارتباط بأحداث عاشتها تونس في مدينة الروحية وبئر علي بن خليفة العام الماضي.

وأضاف الزيتي أن تلك الجماعات قامت بتهريب السلاح وتجميعها، كما تم اكتشاف مخازن للأسلحة في دوار هيشر، موضحا أن هناك ارتباط عضوي بين الجماعات الاسلامية التي تدعو الى رفع السلاح والجماعات التي تتدرب في الجبال والتي انتشرت في عديد المناطق داخل البلاد وخارجها في اطار تكتكي من أجل الوصول الى الحكم.

من جهته يري مازن الشريف دكتور مختص في الحركات الإرهابية في تصريح لـ “مراسلون” أن الأحداث الشعانبي تندرج ضمن برنامج محاربة الطاغوت (الوصف الذي تطلقه الجماعات الجهادية على قوات الامن والجيش) مؤكدا وجود “برنامج عقائدي وهابي يهدف الى تخريب البلاد ويبشر بمصطلح الإمارة والخلافة ويهدد الأمن التونسي ويسعى لضرب مدنية الدولة”.

وعلق مازن الشريف أن الأحداث الشعانبي كانت عبارة عن محاولة لخلق “حاضنة لتفريخ الإرهاب” فضلا عن اختبار القدرات العسكرية والاستخباراتية، معتبرا أن الأحداث الإرهابية التي  شهدتها تونس تندرج ضمن نظرية “التنظير، التكفير التفجير، فالتدمير”.

وأضاف الشريف أن منطلق تلك الأحداث تلخص في افتكاك المساجد وارتبطت بأحداث السفارة الأمريكية لينتشر العنف عبر استعمال الأسلحة والقنابل. موضحا أن سيناريو الجزائر ( في التسعينات) لن يتكرر في تونس بسبب اختلاف  الظروف الجغرافية والسياسية وطبيعة المجتمع نفسه.

وحول الحلول أكد الخبير في قضايا الإرهاب أنه “تم اقتراح ميثاق وطني بين كل المكونات السياسية والمجتمع المدني لمقاومة الخطر الارهابي والعيش في السلم ويتكون من تسعة بنود وهو عبارة عن ميثاق شرف يهدف الى تحصين البلاد  من كل المخاطر”.

أحداث مفتعلة

من جهته اعتبر زعيم حزب العمال والقيادي بالجبهة الشعبية المعارضة حمة الهمامي أن أحداث  الشعانبي “مفتعلة” وأن حركة النهضة تسعى لاستغلالها وتوظيفها من أجل قذف الرعب في قلوب التونسيين واستعمال الحادثة ذريعة للقول بأن الظروف الأمنية غير مهيأة لإجراء الانتخابات.

لكن وزير حقوق الإنسان، سمير ديلو استنكر التصريحات التي تقول إن ما  يجري في جبل الشعانبي هو مسرحية، منبها من خطورة التطاول على “هيبة الدولة”.

وكانت مدينة القيروان شهدت، خلال الفترة نفسها، اشتباكات بين  قوات الأمن مع المئات من مؤيدي السلفية التي حاولت عقد مؤتمرها السنوي، الثالث بالمدينة رغم الحظر الحكومي.

كما أسفرت أحداث حي التضامن أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة إلى وقوع عديد الإصابات والجرحى أسفرت عن قتيل في صفوف أنصار الشريعة، دفاعا عن عقد مؤتمرهم. كما خلفت أضرارا بدنية لعدد من الامنيين الذين لاحقوا هذه المجموعات الخارجة عن القانون.