تخوفات كثيرة صاحبت وصول حكم الإسلاميين إلى الحكم بخصوص وضع المرأة وحقوقها، رغم تطمينات الإخوان المتكررة. ومن أجل الاطلاع على وضع المرأة داخل جماعة الاخوان المسلمين، التقى “مراسلون” القيادية بحزب الحرية والعدالة والنائب السابقة في البرلمان المنحل، الدكتورة عزة الجرف في هذا الحوار.  

مراسلون: ما هو موقع المرأة داخل جماعة الاخوان المسلمين؟

تخوفات كثيرة صاحبت وصول حكم الإسلاميين إلى الحكم بخصوص وضع المرأة وحقوقها، رغم تطمينات الإخوان المتكررة. ومن أجل الاطلاع على وضع المرأة داخل جماعة الاخوان المسلمين، التقى “مراسلون” القيادية بحزب الحرية والعدالة والنائب السابقة في البرلمان المنحل، الدكتورة عزة الجرف في هذا الحوار.  

مراسلون: ما هو موقع المرأة داخل جماعة الاخوان المسلمين؟

عزة الجرف: موقع المرأة داخل جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة متميز للغاية، فهي تسير في اللجان المختصة بها كامراة على نفس النمط الذي يسير عليه الرجال، ويكون من حقها التخطيط ووضع الاليات الخاصة بها. وعندما نحتاج إلى أي أمر يأتي إلينا قيادتنا ونتعامل بمنطق التكامل وليس الصراع.

ما هو حجم النساء داخل حزب الحرية والعدالة؟

تخطت نسبة النساء الـ 35% من إجمالي العضوية بالحزب، وهي نسبة قريبة من نسبة النساء في جماعة الاخوان المسلمين. وتعتبر تلك النسبة كبيرة مقارنة بعمر الحزب الذي لم يتخطي العامين بالإضافة إلى الملاحقات الامنية التي كانت تتعرض لها الجماعة في فترة ما قبل الثورة.

[ibimage==6625==Small_Image==none==self==null]

عزة الجرف اثناء زيارة مستشفى ٦ أكتوبر المركزي

تعتبرين 35% رقما كبير نسبيا. هل تعزين هذه النسبة إلى أن النساء أكثر تأثرا بالجانب الديني؟  

ليس صحيحا، التواجد الكبير للنساء داخل حزب الحرية والعدالة يرجع بصفة أساسية إلى البرامج والحملات التي يتبناها الحزب في ربوع مصر، ومنها حملة “معا نبني مصر” التي تسعي الي القضاء على الفقر وتنتشر في المناطق الفقيرة قبل المرتفعة المستوى، وهو ما يخص النساء أكثر من غيرهن.

 

وماذا عن حجم النساء في التنظيم الدولي للاخوات المسلمات؟

لا اعلم شيئا عن هذا الامر.

 كيف وأنت قيادية بالحرية والعدالة ومن قبلها جماعة الاخوان المسلمين؟

إذا كنت أعلم شيء لقلته، وما أعلمه أن هناك تنظيما دوليا للاخوان المسلمين على مستوى العالم وليس لدي معلومات عن تنظيم الاخوات.

هل اختلف وضع النساء في الجماعة قبل وبعد الثورة؟

بالطبع اختلف الوضع بصورة كبيرة، لاسميا وأن الفترة السابقةعلى الثورة كانت الملاحقات الامنية هي عنوان التعامل مع جماعة الاخوان المسلمين، أما الآن فنحن نعيش عصر الحريات، ولا تتعرض النساء لما كانت تتعرض له من قبل. ولذا اختلفت الاوضاع وتحسنت بصورة كبيرة، فأنا نفسي تعرضت للمضايقات وتعرض زوجي للاعتقال عندما قررت خوض الانتخابات البرلمانية في فترة ما قبل الثورة.

تقولين إن النساء مثل الرجال داخل جماعة الاخوان المسلمين وقادرات على تحديد خططهن. فهل يمكن أن تكون المراة عضو بمكتب الارشاد أو مرشدة للجماعة؟

هذه فكرة غير منطقية اسلاميا، فهل تعتقدي أن هناك شيخة للازهر، يمكن أن تكون فقيها وتفتي في شؤونها أكثر من الرجل ولكن لا يمكن أن تكون شيخة للازهر، وهذا لا يعني أن المرأة لا تحصل على مكانتها في الجماعة بل يؤكد على منهجية الجماعة في الرجوع إلى الشريعة في التعامل مع النساء.

البعض يدين تلك النوعية من الأحاديث التي تحرم المرأة من حقوقها في القيادة وعلى رأسها الأحزاب الليبرالية؟

ليس من العيب أن تكون مرجعيتنا هي الشريعة الاسلامية الوسطية. وإذا نظرنا إلى الأمر بعين الدقة سنجد أن تلك الاحزاب الليبرالية والعلمانية لا تضع المراة في مكانتها ولعل هناك العديد من الدلائل على ذلك.

ما هي هذا الدلائل؟

الغالبية العظمي من الاحزاب الليبرالية لا تضع المراة في مكانتها السليمة، سواء كان قبل الثورة او بعدها، فمثلا عدد النواب النساء التابعات لجماعة الاخوان المسلمين قبل الثورة كان أربع نائبات في حين أن الغالبية العظمى من الأحزاب اكتفت بمرأة واحدة فقط وكل ذلك في ظل الملاحقات الامنية للاخوان المسلمين.

البعض يرى أنه تم حشد النساء واستغلال فقرهن للتصويت لصالح التيارات الاسلامية فما رأيك في ذلك؟

ليس من السهل الضحك على الشعب المصري فما بالك وإن كان ذلك المواطن هو المرأة التي كانت رقم واحد في طابور الانتخابات ولديها اصرار على أن تشارك في الحياة السياسية وتدلو بدلوها.

أثارت ظاهرة التحرش الجنسي موجة غضب لدي منظمات المجتمع خاصة وأن نائبات الحرية والعدالة رفضن مناقشته وحمّلن النساء سبب وقوعه؟

هذا حديث خال من الصحة، قانون التحرش لم يناقش في البرلمان السابق والحالي نظرا لوجود اولويات كثيرة لدي البرلمان كان أهمها استعادة الامن واجراء الانتخابات.

هل استعادة الأمن وإجراء الانتخابات أكثر أهمية لدي نساء الحرية والعدالة من حماية نصف المجتمع من التحرش الجنسي؟

ترتيب الاولويات لدي الجميع ارتبط بالظروف التي تمر بها البلد، ولا يمكن منع التحرش بدون عودة الأمن ووجود برلمان يمكنه سن القوانين الرادعة لكافة الأمور.

وما هي رؤيتك في قضية التحرش؟

نحن مع كل حقوق وحريات المراة واذا كان الليبرالي يخشي على المرأة من التحرش فصاحب المرجعية الإسلامية يخشى عليها أكثر وأكثر وفقا لفرض غض البصر.

كيف تحل تلك الأزمة؟

هناك ثلاثة أطر يمكن السير فيها متوازية، وهي الإطار القانوني من خلال سن قانون رادع وفاصل في قضايا التحرش، والمحور الثاني هو عمل كافة مؤسسات الدولة على إعادة القيم الايجابية بدءا من الجامع والكنيسة وانتهاءا بالمؤسسة التعليمية والثقافية، والمحور الاخير هو الإعلام الذي ينبغي أن يغير من دوره وأن يلعب دورا فاصلا في إعادة القيم الايجابية للمجتمع المصري.

ولكن البعض يري ان التحرش صنيعة نظام يستخدمه من أجل إرهاب المعارضات له وكانت هناك اتهامات واضحة للحرية والعدالة في ذلك الشان؟

لا اعتقد ذلك، والحرية والعدالة لا تعتمد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

كيف ترين إلى الاعتداء على الناشطات السياسيات أمام قصر الاتحادية وامام مقر الاخوان المسلمين بالمقطم؟

لدي قاعدة اساسية يجب أن ننطلق منها جميعا، إذا رغبت في أن أعبر عن رأي فلدي كافة الأطر القانونية ولا يجوز لي الاعتداء على أحد، وفي اطار القانون إذا تعدى الناشط على أحد وتعدى عليه آخر فيخصع الاتنين للقانون.

أنت كامرأة لم تغضبي من هذا الأمر؟

لا أقبل الاعتداء على المرأة، شريطة ألا تبدأ هي بالاعتداء على أحد، وخاصة إذا كان رجل. وهل يمكن أن يصمت رجل على هذا خاصة في هذه الأوقات المشحونة.

ما هي رؤيتك لقانون الطفل والميراث وغيره الكثير من القوانين التي تعبر عن حقوق المراة في المجتمع المصري؟

رؤيتي لا تختلف عن رؤية الحزب الذي يتخذ الشريعة الاسلامية مرجعا أساسيا له.  

البعض يرى أن الحرية والعدالة تسعى للسيطرة على الأزهر. فما هي العلاقة بين الطرفين؟

مؤسسة الازهر منارة للعالم ومستقلة وقد نص عليه الدستور المصري ولا يمكن لأي شخص أن يسيطر عليها لأنها أكبر من أي أهواء.