يوم 1 أيار/ مايو الموافق لعيد العمال العالمي، تجمع عشرات الناشطين في شارع بورقيبة وسط تونس العاصمة للتظاهر ضد ما أسموه “التمييز العنصري ضد التونسيين السود”. وقد رفعوا شعارات وإن تنوعت، فمضمونها واحد: “لا للعنصرية”.
جمعية “آدم للمساواة و التنمية” وجمعية “منامتنا” (أي حلمنا)، هما جمعيتان مناهضتان للعنصرية ضد السود في تونس، وهما اللتان كانتا وراء تنظيم تلك المسيرة.
المتظاهرون الذين التحموا بآخرين يرفعون أعلام النقابات العمالية وبعض الاحزاب السياسية، حملوا شعارات تنقل ما يعانيه سود تونس من تهميش وتمييز عنصري، حسب قولهم.
يوم 1 أيار/ مايو الموافق لعيد العمال العالمي، تجمع عشرات الناشطين في شارع بورقيبة وسط تونس العاصمة للتظاهر ضد ما أسموه “التمييز العنصري ضد التونسيين السود”. وقد رفعوا شعارات وإن تنوعت، فمضمونها واحد: “لا للعنصرية”.
جمعية “آدم للمساواة و التنمية” وجمعية “منامتنا” (أي حلمنا)، هما جمعيتان مناهضتان للعنصرية ضد السود في تونس، وهما اللتان كانتا وراء تنظيم تلك المسيرة.
المتظاهرون الذين التحموا بآخرين يرفعون أعلام النقابات العمالية وبعض الاحزاب السياسية، حملوا شعارات تنقل ما يعانيه سود تونس من تهميش وتمييز عنصري، حسب قولهم.
معاملة غير عادية
مها عبد الحميد شابة جميلة ذات بشرة سمراء داكنة هي خريجة جامعة وعاطلة عن العمل، وهي عضوة ناشطة في جمعية ادم للمساواة و التنمية. تقطن مها بمحافظة قابس بالجنوب حيث يقطن العديد من السود التونسيين.
تقول مها لـ”مراسلون”، إن مناهضة العنصرية عن طريق العمل المدني قد بدأ فعليا بعد الثورة، وإن انخراطها في جمعية “آدم للمساواة و التنمية” كان بمثابة الحرب على ما أسمته “المعاملة غير العادلة” التي يعاني منها ذوي البشرة السمراء في تونس.
وقامت الجمعية ضمن أنشطتها بتنظيم العديد من التظاهرات الثقافية التي تحث على نبذ التمييز العنصري ضد سود تونس، من بينها تظاهرة “أن تكون أسود في الخضراء” (في اشارة الى تونس الخضراء ).
كما شاركت الجمعية في افتتاح المنتدى الاجتماعي العالمي الذي أقيم في تونس في شهر مارس/اذار الفائت، وضمّ مشاركين من مختلف أنحاء العالم.
وتقول مها ان الجمعية لم تقتصر على تنظيم التظاهرات الثقافية، “لقد قمنا ببعث فضاءات للتواصل على المواقع الاجتماعية، تمكننا من مناقشة مواضيع تتعلق بالممارسات العنصرية ضد التونسيين السود، كما خصصنا مساحة لجمع الشهادات و عرضها”.
عن معاناة سود تونس تتحدث مها عبد الحميد “نحن نعيش باستمرار حالة من الإقصاء والتمييز”. وتضيف “مؤخرا أفادتنا صديقة تونسية تقطن بكندا، وتدعى إيمان بن إسماعيل، بمجموعة من صور شاشة لرسائل ذات طابع عنصري شديد، كما تعرضت إيمان إلى العديد من المضايقات والتهكم عند رجوعها إلى تونس من قبل تونسيين بيض”.
شعور بالإقصاء
تتحدث مها بمرارة عن شعورها بالإقصاء والتمييز على مستويات عديدة، فهي لا تجد شغلا بسهولة، وتعتقد أن لونها قد يكون أحد العوائق أمام دخولها سوق العمل. ولا تفهم استغراب الأجانب، الذين تقابلهم عند سفرها للخارج، من كونها تونسية، سوداء البشرة.
ثم تعلّق وكأنها تستدرك “ان وسائل الإعلام تغيبنا، كما أن المناصب السياسية لا تعطى لسود تونس، فكيف للعالم أن يعرف آن في تونس مواطنين سود؟”
سعدية مصباح رئيسة جمعية ” منامتنا ” التي تنشط أيضا ضد التمييز العنصري في تونس، تقول لـ “مراسلون” إن “العنصرية موجودة في بلادنا ونحن نعيشها كل يوم”. وتضيف “ما يؤلمنا أكثر، وهو أخطر من العنصرية، هو إنكار وجود هذا التمييز وبقاؤه من المسائل المسكوت عنها”.
تقول سعدية مصباح إنها ترفض رفضا تاما كل التسميات القائمة على التمييز العنصري ، فهي مواطنة تونسية وحقها في الكرامة مقدس.
وتضيف ان كلمة “وصيف” التي يطلقها التونسيون البيض على السود من التونسيين والأفارقة هي كلمة يقصد بها “عبد” أو “خادم” وجهل التونسيين بأصل التسمية يجعل منها كلمة رائجة رغم ما تحمله من دلالات عنصرية.
أما عن ظاهرة تزاوج التونسيين السود في ما بينهم، فتعلق سعدية قائلة “في غالب الاحيان هو ليس اختيار بل ضرورة حتمية، فالنساء التونسيات السود حتى وإن كنّ صاحبات شهادات عليا، يعانين من رفض العائلات البيض لزواجهن من أبنائها”.
حملات ضد العنصرية
وكان التظاهر وسط تونس العاصمة ضد العنصرية تزامن مع حملات مناصرة على المواقع الاجتماعية، ندد فيها ناشطون تونسيون بحادثة تعرض فيها طلبة أفارقة إلى ما أطلقوا عليه “ممارسات عنصرية ” وجب التصدي لها و تجريمها في بلد يتسع للجميع.
الحادثة، حسب رواية المتظاهرين، جرت في نيسان/ أبريل الماضي عندما عمد سائق سيارة أجرة يقل طالبا إفريقيا إلى بيته القاطن بعمارة في شارع الحرية وسط العاصمة تونس، إلى استفزاز الزبون ثم تطور الأمر إلى ضربه بعصا خشبية كان يخبئها في سيارته .
ولما تحصن الطالب الإفريقي بالفرار، تعمد سائق التاكسي الرجوع مرفوقا بـ “بلطجية” أمام العمارة التي يقطن بها الطلبة الٱفارقة واشبعوا سكانها ألفاظا عنصرية وحجارة .
كما ندد مستعملو المواقع الاجتماعية وناشطو حقوق الإنسان في تونس بتعرض مسافرين أفارقة إلى معاملة “قاسية وغير إنسانية” في تونس بعد أن نشر شاب إفريقي مقالا على مدونته يروي فيه تعرضه الى معاملة عنصرية سيئة في مطار تونس قرطاج، من قبل موظفي المطار.
ناشطون ضد العنصرية في تونس يقولون لـ “مراسلون” إنهم يرصدون ممارسات عنصرية، يوميا، وفي أماكن متعددة.
ويؤكدون أن الممارسات العنصرية توجد في رياض الأطفال والمدارس وحتى سيارات التاكسي مثلما ذكر سابقا. ولكن لا يوجد إلى حد الساعة أي دراسة قامت بها السلطات المحلية حول التمييز العنصري في تونس كما أن مسودة الدستور لا تحتوي على فصل يجرم التمييز العنصري ضد التونسيين أو الأجانب.
أول بلد عربي
و كانت تونس قد احتفلت لأول مرة في تاريخها باليوم العالمي لمقاومة التمييز العنصري في شهر مارس/اذار الماضي تحت شعار ” تونس بألوانها “.
وتعتبر تونس أول بلد عربي ومسلم ألغى الرق والعبودية، وذلك على يد أحمد باي الأول سنة 1846، الذي أقر بمنع العبودية ومنع بيع الرقيق، وعمل على اعتبار كل من يولد على الأراضي التونسية انسان حرّ، لا يشترى ولا يباع.