بينما كان المصريون يحتفلون بعيد شم النسيم قبل نحو اسبوعين، كان شباب فريق Blinkeg العشرة معتكفين في معملهم في كلية الهندسة جامعة المنصورة بعدما أخذوا موافقة إدارة الجامعة للعمل في يوم العطلة لوضع اللمسات الأخيرة على مشروعهم، وهو أول تابلت (حاسوب لوحي) مصري مخصص للأغراض التعليمية، لعرضه في مسابقة “إنجاز مصر” الجامعية.
تابلت مخصص للتحصيل العلمي
بينما كان المصريون يحتفلون بعيد شم النسيم قبل نحو اسبوعين، كان شباب فريق Blinkeg العشرة معتكفين في معملهم في كلية الهندسة جامعة المنصورة بعدما أخذوا موافقة إدارة الجامعة للعمل في يوم العطلة لوضع اللمسات الأخيرة على مشروعهم، وهو أول تابلت (حاسوب لوحي) مصري مخصص للأغراض التعليمية، لعرضه في مسابقة “إنجاز مصر” الجامعية.
تابلت مخصص للتحصيل العلمي
يقول خالد عطية قائد فريق Blinkeg الذي يقوم بتطوير تابلت الطالب إن “المشروع هو عبارة عن حاسوب يعمل باللمس مخصص للأغراض التعليمية، وقد قمنا بوضع التصميم الخاص بالهاردوير الجديد (المكونات الصلبة) بأن أزلنا المكونات التي لا علاقة لها بالعملية التعليمية مثل البلوتوث والجي بي اس، من أجل تخفيف سعر الجهاز”.
الجهاز صُمم بالأساس من أجل الطلاب. وقد أضاف الفريق مكونات أخرى وتطبيقات جديدة تساعد الطالب في التحصيل العلمي.
ويقول عطية “بطبيعة الحال لا توجد لدينا ميزة تنافسية في تصميم المكونات الصلبة للجهاز، لكن الشيء الذي نستطيع أن ننافس فيه حتى على مستوى العالم هو السوفت وير (البرمجيات)”.
تمويل ذاتي
ويختلف هذا التابلت عن الجهاز اللوحي المصري “إينار” الذي سُيطرح في الأسواق قريبا، فجهاز “إينار” هو أول تابلت عادي يتم تجميعه في مصر، بينما التابلت الذي صممه طلاب هندسة المنصورة هو أول تابلت مخصص للأغراض التعليمية يتم إنتاجه في مصر. كما أن “إينار” يحتوي على معالج ثنائي النواة، بينما يحتوى التابلت المخصص للأغراض التعليمية على معالج رباعي النواة لكي يعمل بشكل أكبر كفاءة مع البرامج التفاعلية المناسبة للتعليم.
ولم يكن تنفيذ فكرة تابلت الطالب بالأمر الهين، فقد قام أعضاء الفريق بتمويل المشروع بأنفسهم، فيقول عطية: “نحن نمول المشروع ذاتيا، وبالرغم من أننا حصلنا على منحة من أكاديمية البحث العلمي إلا أن تعقيدات الروتين في مصر تحرمنا حتى الآن من صرف أموال المنحة”.
ويضيف “على سبيل المثال حتى نحصل على مبلغ من المال لنشتري به مكونات غير موجودة في مصر يجب علينا أولا مخاطبة وزارة الإنتاج الحربي لكي نثبت للجامعة أن هذه المكون غير موجود في مصر. وهذا يتطلب الكثير من الوقت، هذا بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية الأخرى، ففي النهاية نضطر أن نشتري المكونات بأنفسنا”.
تطبيقات مفيدة للطالب
الهدف الرئيسي لمشروع تابلت الطالب هو مساعدته في التحصيل العلمي، لذلك قام الفريق برصد صعوبات العملية التعليمية من خلال جولات ميدانية على المدارس، واستطاعوا من خلال هذه الجولات تصميم أكثر من عشرين تطبيقا متخصصا تعمل على نظام أندرويد المعتمد في الجهاز، منها كما يقول محمد علي، أحد أعضاء الفريق، تطبيقات تعتمد على تقنية (Augmented reality technology) أو تكنولوجيا الواقع المعزز، وهي تقنية تسمح للتابلت أن يتفاعل مع الكتاب المدرسي فيضيف عنصر الفيديو للكتاب المدرسي المطبوع.
ويضيف علي “على سبيل المثال يستطيع الطالب أن يوجه كاميرا التابليت نحو كلمة “تفاحة” المطبوعة في الكتاب لكي يظهر له شكل تفاحة على شاشة التابلت، أو يستطيع طالب المرحلة الثانوية أن يشاهد فيديو للتجرية الفيزيائية بمجرد أن يوجه التابلت ناحية صورة التجربة المطبوعة في الكتاب وهكذا”.
كما سعى الفريق إلى توفير الكتب الدراسية المطبوعة على شكل كتب إلكترونية على جهاز تابلت الطالب، من أجل تسهيل عملية القراءة والبحث، وتوفير تكاليف الطباعة.
إضافة إلى ذلك توجد على جهاز تابلت الطالب تطبيقات تذكر الطالب بإتمام واجباته، وأخرى تسهل التفاعل بين المعلم والطالب، فيقول علي “عملنا أيضا على حل مشكلة التواصل بين الطلاب وبين المعلم، فعلى سبيل المثال حينما يسأل المعلم عن عدد الطلاب الذين فهموا الدرس، يخجل العديد من الطلاب أن يخبروا المعلم أمام زملائهم أنهم لم يفهموا، فقمنا بإنتاج برنامج يثبت على تابلت المعلم يقوم بالاتصال بكافة الأجهزة التي بحوزة الطلاب، ليقوم بعمل استبيان سري لهم يعرف المعلم من خلاله النسبة المئوية للطلاب الذين فهموا دون أن يعرف أحد من الذي صوت بنعم أو بلا”.
مستقبل الجهاز
هل سيرى هذا الجهاز النور؟ الاحتمال ليس ضعيفا، يقول أعضاء الفريق. فقد فاز الفريق قبل أيام بالفعل في مسابقة “إنجاز مصر” محتلين المركز الثاني، وحصل على مبلغ خمسين ألف جنية (8000 دولار أمريكي).
وحول خطط الفريق المستقبلية يقول محمد علي: “سنستغل هذا المبلغ في تأسيس شركة صغيرة لنا تقوم على مخاطبة أي مصنع قادر على إنتاج التابلت بعدد مناسب للتجريب في المدارس، كما سنعمل أيضا من خلال الشركة على تطوير منتجات أخرى”.
وكمرحلة أولى سيبدأ الفريق في مخاطبة المدارس الدولية في مصر عن طريق وزارة التربية والتعليم لبدء إدخال التطبيق الجديد في العملية التعليمية في هذه المدارس وإذا نجحت التجربة فسيحاولون مخاطبة المدارس الخاصة كمرحلة ثانية ومن ثم المدارس الحكومية كمرحلة أخيرة نظرا لصعوبة فكرة إلغاء الكتب المدرسية في المدارس الحكومية على المدى القريب.