“إيقاف الدراسة  بجامعتنا وإغلاق أبوابها عنوة متاح للجميع”، بهذه الكلمات يلخص الطالب الجامعي على الغزالي ما آلت إليه الأمور حيث يتلقى تعليمه في فرع جامعة عمر المختار بمدينة درنة الساحلية (300 كم شرقي بنغازي).

فبالنسبة للطلاب البالغ عددهم 6000 بات متعذرا عليهم تلقي المحاضرات بفعل اعتصامات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المتكررة، وكذلك المشاجرات التي تحدث داخل أروقة الجامعة، والتي استعمل في بعضها بنادق الكلاشنكوف والقنابل اليدوية، فيما يقف أفراد أمن الجامعة مكتوفي الأيدي أو منشغلين بأمور خارجة عن اختصاصهم.

“إيقاف الدراسة  بجامعتنا وإغلاق أبوابها عنوة متاح للجميع”، بهذه الكلمات يلخص الطالب الجامعي على الغزالي ما آلت إليه الأمور حيث يتلقى تعليمه في فرع جامعة عمر المختار بمدينة درنة الساحلية (300 كم شرقي بنغازي).

فبالنسبة للطلاب البالغ عددهم 6000 بات متعذرا عليهم تلقي المحاضرات بفعل اعتصامات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المتكررة، وكذلك المشاجرات التي تحدث داخل أروقة الجامعة، والتي استعمل في بعضها بنادق الكلاشنكوف والقنابل اليدوية، فيما يقف أفراد أمن الجامعة مكتوفي الأيدي أو منشغلين بأمور خارجة عن اختصاصهم.

الغزالي وهو طالب بالمرحلة الثالثة بكلية الهندسة أوضح لـ “مراسلون”، “الموظفون والطلاب وعناصر الأمن وحتى القادمون من خارج الجامعة. أي من هؤلاء يملك القدرة على تعطيل يوم دراسي أو أكثر”.

لم يكن حال الجامعة –المتفرعة عن جامعة عمر المختارفي مدينة البيضاء (100 كم غربي درنة)- هكذا وقت استئناف السنة الدراسية التي تزامنت مع أحداث الثورة، حيث مرت السنة الدراسية دون أية مشاكل تذكر، لكنها لم تبق طويلاً بمعزل عما يجري في المدينة.

فقد تدهور وضع المدينة الأمني بعد التحرير، ولم يطأ شوارعها رجل أمن واحد منذ شهور، بينما انسحب الثوار الذين أمنوها لفترة وجيزة، وانعكس ذلك على الجامعة التي يتذمر طلابها من تأجيل الامتحانات وتعطيلها وزيادة الفترة المقررة للدراسة بسبب التوقفات المتكررة.

ورغم أن إدارة الجامعة أعلنت بشكل متواصل أنها لن تسمح لأي أحد بالدخول إلى حرم الجامعة، ما لم يكن حاملاً بطاقة تثبت أنه طالب بالجامعة. لكن ذلك لم ينجح، فكثير ممن يُمنعون من الدخول يقفزون عبر الأسوار أو يقوم أحد معارفهم بتمريرهم.

حتى إشعار أخر

من جهته وعد رئيس الحكومة الانتقالية على زيدان وفداً من المجلس المحلي للمدينة وأعضاء من هيئة التدريس في الأول من أبريل الماضي، بأن تضع الحكومة حلولاً عاجلة للمشاكل التي تواجهها الجامعة.

وفي اليوم التالي قام وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور بشير الشتيوى بزيارة للجامعة في محاولة من الحكومة للوقوف عن قرب على المشكلة، لكن اشتباكاً مسلحاً بين طلاب من السكن الداخلي وعناصر الأمن، أصيب على إثره أحد الأشخاص بعيار ناري في رجله، أدى إلى إغلاق أبواب الجامعة حتى إشعار أخر.

حاولت إدارة الجامعة التغلب على مشكلة فقدان الأمن فاستعانت بكتيبة من الثوار تدعى “شهداء أبو سليم”، التي قامت بمهام التأمين لفترة محدودة وتمكنت من ضبط الأمن بشكل نسبي، لكنها انسحبت لظروف خاصة بها.

فصل الجنسين

[ibimage==6208==Small_Image==none==self==null]

حملة لفصل الجنسين في جامعة درنة

في مطلع نيسان/ ابريل الماضي قام عناصر من جهاز أمن الجامعة أثناء فترة توقف الدراسة ببناء جدار يفصل ساحة الجامعة إلى جزئين، وخصصوا كافيتيريا لكل جزء منعاً للاختلاط بين الطلبة من الجنسين، وهو ما يعتبره المعنيون خروجا للجهاز الأمني عن صلاحياته.

في حين حمل الطالب علي الغزالي الجهاز الأمني المكلف بحماية الجامعة مسؤولية جزء من المشكلة الأمنية، “فطريقة تعامله مع مجريات الأحداث تزيد من التوتر في كثير من المواقف، بل إنه يتجاوز الصلاحيات الممنوحة له”، حسب الغزالي.

مبروكة محمد الطالبة في السنة الثانية بكلية الفيزياء قالت لـ “مراسلون” أنها ترفض هذا التصرف خاصة أن “مساحة الجامعة الصغيرة لا تسمح بمثل هذه الخطوة، وأن هذا القرار يحتاج لدراسة عميقة قبل تنفيذه”.

أما عبد العزيز الحصادي الطالب بالمرحلة الأولى بكلية الإعلام فقد علق على بناء الحاجز بأن “هذا الأمر لا يؤثر على مسار العملية الدراسية”، مفضلاً بأن يكون للطلاب وأولياء أمورهم رأي يجمعون عليه في هذا الموضوع.

مماطلة

كل ذلك حدا بالطلاب في 7 نيسان /أبريل الماضي للاعتصام رفضاً لما اعتبروه “سياسة المماطلة من إدارة الجامعة، وتدخل عناصر الأمن في أمور لاعلاقة لهم بها من قريب أو بعيد”.

الطلاب طالبوا بوضع حل جذري لكافة مشاكلهم، قال أحدهم –فضل عدم الإفصاح عن هويته– لموقع “مراسلون”، “لقد اتفقنا على تعليق الدراسة حتى تحقق كافة المطالب وعلى رأسها إقالة الجهاز الأمني بسبب تدخله في سياسات الجامعة”.

عضو اتحاد الطلبة أحمد كريكش اعتبر أن الوضع الذي تشهده الجامعة في هذه الفترة هو “الأسوأ من نوعه منذ تأسيسها، وأن العراقيل تحول دون خلق فضاء تعليمي منسجم، ما جعل الجميع ينشد الأمن و لا شيء سواه”.

كريكش قال لـ “مراسلون” إن الدولة التي لم توفر لهم شيئاً هي المسؤول الأول عن تدني الوضع الأمني، وألقى باللائمة على من سماهم  بـ”المتطفلين” – بحسب وصفه – في ما آلت اليه الأمور اليوم.

وأوضح “يأتي المتطفلون من خارج الجامعة، وبعضهم في حالة سُكر ويضايقون الطالبات ويدخلون في مشاجرات مع عناصر الأمن والطلاب”.

لائحة صارمة

من جهته قال الدكتور عادل اعنيبة عضو هيئة التدريس بالجامعة لـ “مراسلون” إن أبرز المشاكل التي واجهت الجامعة بعد حرب التحرير هي ضبط الأمن، حيث انتهك أمن الجامعة عدة مرات من قبل أشخاص يأتون من خارج حرم الجامعة.

اعنيبة أضاف بأن “مظاهر الاعتصام المتكررة من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين أدت إلى عرقلة مسار العملية التعليمية بالجامعة”.

ورأى بأن “الاستقلال المالي والإداري سيكون حلاً للعديد من المشاكل الحاصلة بالجامعة”، وتابع مضيفا “الإدارة المركزية لجامعة عمر المختار بمدينة البيضاء لا يمكن لها في الوقت الحالي السيطرة على كل فروعها الممتدة على بقعة جغرافية متناثرة”.

وأكد على وجود لائحة صارمة تردع وتعاقب من يحاول التخريب وإعاقة الدراسة، إلا أن غياب القانون وانتشار السلاح إضافة لعدم توفر جهاز أمني مدرب حال دون تطبيقها.

ومع استمرار الحال هكذا تبقى مقاعد الدراسة خالية حتى توفير الأمن ومنع انتشار السلاح، وهو ما يبدو مطلباً ينتظره سكان المدينة بالكامل وليس طلاب الجامعة فقط.