يعتبر حفل الزفاف وحفلات ختان الأبناء الذكور من أهم مصادر الدخل وإقامة المشاريع لدي سكان مدينة “كفر البطيخ” بمحافظة دمياط (100 كلم شمال القاهرة) الذين يتمتعون بمستوى عال من الدخل بالمقارنة مع محيطهم، نتيجة احترافهم لمهنتي صناعة الأثاث وصناعة الحلويات الشرقية.
فأهالي المدينة اعتادوا منذ عقود علي إقامة حفلات زفاف لأبنائهم يقومون من خلالها بتجميع مبالغ مالية كبيرة على هيئة نقوط تصل أحيانا إلى مبلغ النصف مليون جنيه (نحو 80 الف دولار أمريكي)، ويقومون بعمل مشاريع صغيرة بها لأبنائهم، أو استخدام تلك الأموال في شراء الأراضي وبناء المنازل.
يعتبر حفل الزفاف وحفلات ختان الأبناء الذكور من أهم مصادر الدخل وإقامة المشاريع لدي سكان مدينة “كفر البطيخ” بمحافظة دمياط (100 كلم شمال القاهرة) الذين يتمتعون بمستوى عال من الدخل بالمقارنة مع محيطهم، نتيجة احترافهم لمهنتي صناعة الأثاث وصناعة الحلويات الشرقية.
فأهالي المدينة اعتادوا منذ عقود علي إقامة حفلات زفاف لأبنائهم يقومون من خلالها بتجميع مبالغ مالية كبيرة على هيئة نقوط تصل أحيانا إلى مبلغ النصف مليون جنيه (نحو 80 الف دولار أمريكي)، ويقومون بعمل مشاريع صغيرة بها لأبنائهم، أو استخدام تلك الأموال في شراء الأراضي وبناء المنازل.
فعندما تمر من أمام المدينة ستفاجأ بكم كبير جدا من اللافتات القماشية ولوحات الإعلان البلاستيكية، وعندما تقرأها ستتحول المفاجأة إلى استفهام كبير.
فاللافتات لا تخص أحد المرشحين لمجلس الشعب أو لانتخابات الرئاسة، ولا تخص إعلان عن افتتاح معارض الموبيليا أو محلات الحلويات ولكنها دعوات أفراح. دعوات مختلفة من أشخاص متعددين يوجهونها لكافة سكان المدينة بهدف جمع أكبر كمية من النقود التي تأتي على شكل مجاملة للعريس ويسميها أهل المنطقة بـ “النقوط”.
مشاريع لشباب المدينة
عم محمود عبد العليم 65 سنة، أحد سكان المدينة، يقول إنهم تعودوا منذ أكثر من ثلاثين عاما على إقامة مثل هذه الحفلات، وأن اللافتات تخص نوعين من الحفلات الأولى خاصة بالزفاف إذ يقوم الأب بدعوة الأهالي لزفاف ابنه لتجميع أكبر كمية من النقود.
ويتم تعليق اللافتات في الشوارع الرئيسية بالمدينة قبل موعد الزفاف بأربعة أشهر كاملة، حتى يتحضر كل من عليه نقوط وكل من يريد المجاملة، فمبالغ النقوط تكون مرتفعة، وهي بالحد الأدنى 500 جنيه ومن الممكن أن تصل إلى 20 الف جنيه من بعض الاشخاص، حسب مكانة أهل العريس ووضعهم المادي.
ويواصل عبد العليم موضحا أن الشكل الثاني من أشكال الحفلات التي يعلن الأهالي عنها في اللوحات الطرقية هي حفلات الطهور، مشيرا إلى أنها “غالبا ما تكون حفلات وهمية يقوم الاهالي بعملها لجمع مبلغ مالي لعمل مشروع أو بناء منزل”.
والفارق بينها وبين حفلات الزفاف أن لافتة الطهور يكون مكتوب عليها “يدعوكم لفرح انجاله” بصيغة الجمع في حين أن لافتة الزفاف يكون مكتوب عليها “يدعوكم لزفاف نجله”، وتحمل اسم العريس.
تزوج واشترى ميكروباص
محمد ابوزيد 35 سنة، أحد الشباب الذين تزوجوا في شهر آذار/مارس الماضي، أكد أنه كان يفكر في السفر إلى المملكة العربية السعودية للعمل هناك سائقا خاصا، إلا أن والده أقنعه بالبقاء والزواج وشراء سيارة أجرة يعمل عليها وتكون مصدر دخل له بعد زواجه، مشيرا إلى أنه نجح في جمع 150 الف جنيه في حفل زفافه ساعدته في شراء ميكروباص يعمل عليه الآن على خط المنصورة- دمياط.
ويواصل ابوزيد “أنا أقوم بدفع 2000 جنيه شهريا نقوط في الأفراح بالمدينة لسداد ما عليّ من نقود ولمجاملة كل من حضر فرحي وساعدني، وأمامي 3 سنوات حتى أسدد ما عليّ من نقود إلا أني سعيد بالقليل الذي يتبقي معي آخر الشهر لأنه كفاني هم السفر والاغتراب”.
النقوط مشروع تكافل
أما الحاج وحيد محمد فأكد أن النقوط في المدينة ليس مجرد مجاملة فقط بل هو مشروع “تكافل” بين أهالي المدينة توارثوه جيل بعد جيل منذ سنوات طويلة.
ويضيف أن هذا المشروع يغير حياة كثيرين من الشباب، إذ نادرا ما يضيع حق أحد في هذا المشروع. “فهناك حالات يحرم فيها الاشخاص من نعمة الاولاد ويكون لهم أموال جاملوا بها أو يكون هناك اشخاص أطفالهم مازالوا صغارا ويحتاجون أموالا لشراء أراض أو عمل مشروع، وبالتالي يلجأوا إلى ما يسمى حفل الطهور حيث يقوم شخص بتعليق لافته مكتوب عليها “يدعوكم فلان إلى فرح أنجاله”، وهنا يفهم الجميع أنه يحتاج أمواله التي جامل بها”.
وفي هذه الحالة التي يصفها الحاج وحيد محمد، “يتوجه أقارب الشخص المحتاج وجيرانه ومن جاملهم في اليوم المحدد إلى منزله، فيما يقوم هو بتجهيز مأدبة غداء للضيوف، ويأخذ في نهاية الطعام أمواله التي يقوم بتسجيلها في دفتر خاص بذلك حتى لا تضيع الحقوق”.
الحفلات لا تخلو من وقائع النصب
لكن الأمر لا يخلو من إساءة استخدام فكرة التكافل الاجتماعي في بعض الأحيان. فقد روى أحمد حسن أنه وفي عام 1995 أقام أحد الأشخاص المتواجدين في المدينة حفل طهور لأبنائه، ودعا الاهالي للحضور، “وبالفعل حضر إليه كثيرين وبخاصة من أصحاب معارض الموبيليا الكبرى وتجار الاخشاب لأنه كان يعمل بتجارة الموبيليا”.
وواصل حسن أن هذا الشخص نجح في تجميع مبلغ مالي كبير جدا وصل الي 450 الف جنيه ثم فاجأ الجميع بعدها بأيام بأنه قد قام ببيع منزله ومعرض الموبيليا الخاص به الذي يقع اسفل المنزل وترك المدينة الصغيرة دون أي أثر. “لكنها تبقى واقعة فريدة لم تتكرر بعدها”، يختم حسن كلامه.