أسرة مصرية تقليدية عادت بعد الثورة من الولايات المتحدة، وكان سؤالها عن المدرسة المناسبة للابنة ذات العشر سنوات إحدى اسئلة الاستقرار الأساسية بالنسبة لها.

الام هي أميرة خضر مهندسة الديكور، والأب وائل حسن مدرس بالجامعة الامريكية. ولأن الابوين أدخلا ابنتهما بمدرسة لتعليم القرآن في امريكا، حفاظا علي علاقتها بثقافتها الام، لم يجدا حيرة كبيرة في اختيار مدرسة خاصة تدرس النظام الاجنبي جنبا إلى جنب مع المنهج الازهري حيث مستقرهما الجديد في مدينة ستة اكتوبر.

أسرة مصرية تقليدية عادت بعد الثورة من الولايات المتحدة، وكان سؤالها عن المدرسة المناسبة للابنة ذات العشر سنوات إحدى اسئلة الاستقرار الأساسية بالنسبة لها.

الام هي أميرة خضر مهندسة الديكور، والأب وائل حسن مدرس بالجامعة الامريكية. ولأن الابوين أدخلا ابنتهما بمدرسة لتعليم القرآن في امريكا، حفاظا علي علاقتها بثقافتها الام، لم يجدا حيرة كبيرة في اختيار مدرسة خاصة تدرس النظام الاجنبي جنبا إلى جنب مع المنهج الازهري حيث مستقرهما الجديد في مدينة ستة اكتوبر.

[ibimage==5139==Small_Image==none==self==null]

مريم وائل

العقاب في حمّام الأولاد

هكذا تحكي الأم خلفية الامر. “كنا نبحث عن مدرسة تستكمل بناء هوية طفلتنا في مصر، وكانت مدرسة الهدي الاسلامية الخاصة خيارهما الاقرب”. عامان مرّا من دون مشاكل الا بعض ملاحظات التشدد، ربما ارجعه الوالدان إلي حساسية البنت واختلافها عن المجتمع الجديد، حتى جاء اليوم الموعود كما اسمته الأم.

“في هذا اليوم، تأخرت مريم وصاحبات لها في حجرة الرسم عن صلاة الظهر التي تقام جماعة. المشرفة على الصلاة نهرتهن أولا ثم فرضت عليهن عقوبات متدرجة، الاولى هي الوضوء في حمام الاولاد”.

عندها رفضن ذلك، وبكين، وصممن على الصلاة دون وضوء، فهن يعلمهن دائما ضرورة الانفصال عن الاولاد خصوصا في الحمامات كأحد قوانين المدرسة، فمن اين اذا تأتي عقوبة ضد القواعد المفترضة للمدرسة؟

تتابع الأم “تدرجت العقوبة بعد ذلك إلى إجبارهن علي الصلاة علي البلاط دون سجادة طاهرة، حاولت مشرفة ثانية تدارك الخطأ الذي يفسد الصلاة اصلا بوضع قطعة قماش مكان الركوع، نهرتها المشرفة الاصلية وسحبت القماشة تأكيدا على العقاب”.

دهشة اولياء الامور

عندما عادت مريم باكية -وفقا لأمها- إلى المنزل، صحبتها الام في اليوم التالي للمدرسة. واجهت مديرة المدرسة هدي مطر بالاسئلة فكانت الاجابات غريبة؛ “قالت أولا أن حمام الذكور هو الاقرب، ثم تعاملت مع باقي الأسئلة باستهانة غريبة، وقالت إننا نشتكي موقفا لا يستحق”.

سحبت الأم مصدومة أوراق ابنتها من المدرسة في وسط العام الدراسي، رغم ما في ذلك من نتائج ربما تصل إلي خسارة ابنتها العام، وتواصلت مع الاعلام لرفع شكوتها حيث لا تخضع مثل هذه المدارس غالبا لأشراف دقيق من وزارة التربية والتعليم المصرية.

وفي مداخلة تليفونية مع برنامج “مانشيت” على فضائية “أون تي في” لم تعتذر مديرة المدرسة بل شككت في سلوك بنات اعمارهن لم تتجاوز العاشرة، فأضطر مقدم البرنامج مصدوما إلى انهاء المكالمة بعد إشارات من المديرة كان الغرض منها تشويه سمعة البنات.

أزمة الام زادت بعد رفض أولياء الامور التصعيد ضد المدرسة، فقد بقيت وحيدة في حربها، “لأن اولياء أمور كثر يميلون إلى التسلط، يميلون إلى تجنب الصدام بالسلطة اصلا، ويرون فيما فعلته المدرسة تربية حقيقية”، تقول.

أخونة التعليم بالحلوى واللحية

حال أولياء الامور تلك ليست بالجديدة، فأولياء أمور مدرسة خاصة تملكها خديجة خيرت الشاطر- ابنة نائب المرشد العام لجماعة الاخوان- لم يجدوا مشكلة في ترديد ابنائهم لنشيد الاخوان بدلا من النشيد الوطني في طابور الصباح. فتسلل الاخوان لمجال التعليم الخاص كان جزءا من استراتيجيات تمكينهم، وقد خلقوا شرائح من أولياء الامور المحافظين الذين تربوا هم انفسهم داخل هذه المدارس قبل عشرين عاما.

إلا أن التجارب في هذا الصدد ليست متطابقة، فوالدي الطفلة هبة محمد بمدرسة اسماء بنت آبي بكر بالاسكندرية، والتي منعت من التكريم لأنها غير محجبة، قد دافعا عنها.

كما يروي أحمد عبد الرحمن والد تلميذة بمدرسة قاهرية، كيف جاء وفد من حزب الحرية والعدالة لمدرستها، “كان الغرض الدعاية للرئيس مرسي، لكنهم حاولوا اقناع التلاميذ في حضرة مدرسيهم أن من يسقطون الان في المواجهات ليسوا شهداء أو ضحايا، وذلك بعد أن قدموا للاولاد هدايا وحلويات”. ويشبه عبد الرحمن ما جرى في مدرسة ابنته بغسيل الدماغ، فلولا أن ابنته ناقشته في الامر ما عرف بالموضوع، على حد قوله.

إلى أمريكا حيث الهوية تحترم

 كان وزير التربية والتعليم المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين قد قلل من أهمية حذف صورة الرائدة النسائية درية شفيق من كتاب الوزارة لأنها غير محجبة، فيما تسلم اولياء أمور العام الجديد كتاب المطالعة للصف الأول الابتدائي وقد وضع كلمة وصورة لحية للتدليل على حرف اللام، وكلمة وصورة حجاب للتدليل على حرف الحاء، بالاضافة لتغيير مفهوم مصر لمفهوم الجماعة في اناشيد بالكتب المدرسية,

وعلى هذا، تعلق الأم أميرة خضر العائدة مع ابنتها وزوجها من أمريكا قائلة “عندما قال الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب لأقباط مصر أن عليهم الهجرة لكندا ان لم يعجبهم حكم الاسلام في مصر، لم أكن اتخيل أنا المصرية المسلمة أن ما يقوله سيصلني، وانني سأفكر جديا في الذهاب للسفارة الامريكية للبحث عن أمكانية تجنيس ابنتي بالجنسية الامريكية. هناك على الأقل أنا حرة في تعليم ابنتي كيفما اشاء”.

تقولها بعد أن رفضت مديرة مدرسة الهدي التعليق علي الحادثة لـ “مراسلون”. تقولها وهي تفكر فعليا في العودة لأمريكا.