المداخل مغلقة لهضبة المقطم. المعركة انتقلت إلى أعلى. بالتحديد إلى مقر الحكم. والجماعة حاولت الدفاع بطريقتها البدائية، فاستدعت “مؤسسة العضلات”…لكنها لم توقف الغضب الصاعد إلى أعلى.

الغضب لم يكن في البداية إلا رسومات جرافيتي، تحطم هيبة حكام مصر السريين…وهذه علامات خادشة لفكرة الجماعة عن “أمير المؤمنين ” المتمتع بالهيبة الفاخرة…وفي سبيل الدفاع عنها لا مانع من ممارسة العنف المقدس.

ولم يكن أمام العنف في مواجهة رسامي الجرافيتي…إلا أداء مخجل حتى لعصابات الشوارع حيث المعركة بلا حدود ولا قواعد، والمطلوب منها أن تترك علامة فقط..

المداخل مغلقة لهضبة المقطم. المعركة انتقلت إلى أعلى. بالتحديد إلى مقر الحكم. والجماعة حاولت الدفاع بطريقتها البدائية، فاستدعت “مؤسسة العضلات”…لكنها لم توقف الغضب الصاعد إلى أعلى.

الغضب لم يكن في البداية إلا رسومات جرافيتي، تحطم هيبة حكام مصر السريين…وهذه علامات خادشة لفكرة الجماعة عن “أمير المؤمنين ” المتمتع بالهيبة الفاخرة…وفي سبيل الدفاع عنها لا مانع من ممارسة العنف المقدس.

ولم يكن أمام العنف في مواجهة رسامي الجرافيتي…إلا أداء مخجل حتى لعصابات الشوارع حيث المعركة بلا حدود ولا قواعد، والمطلوب منها أن تترك علامة فقط..

من يعتدي علي عزل..لا يعتبر منتصرا…ومن يصفع فتاة لايحسب بطلا ذكوريا….هذه قواعد تمحي كلما انزلق العنف الي مستوي البلطجة..أو غوغائية تتحرك باللاوعي الذي تربي في حضانات تنظيمية لها طابع فاشي.

والقلعة المنتصبة في الجزيرة الوسطي للمقطم، هي تجسيد للخيال النائم في اتباع الشيخ حسن البنا منذ 84 عاما…مقر الجماعة المحاصر بالغضب هو “جسم الخيال” الذي رأت فيه الجماعة نفسها منذ جولات الشيخ في قري مصر متصيدا الراغبين في “اعادة الاسلام ” من ” غربته”…ليمنحهم تذكرة عضوية .. وقلعة افتراضية يحتمون داخلها.. ثم حياة.. لايتحملون فيها ذنوبا أو اوزارا.. فكلها تتم باوامر من لهم حق السمع والطاعة.

والثورة بالنسبة للجماعة هي جسر ليكون الافتراضي واقعا، تنتصب القلعة على أعلى نقطة في العاصمة، وهو ما سيعزز تماسك التنظيم، أسمى اهداف الجماعة في الاربعين سنة الاخيرة على الأقل.

العضو بالنسبة للجماعة مجرد زبون. يمنحونه رشوة لتساهم في منحهم رخصة الاستبداد.

المجتمع بالنسبة للاخوان ليسوا افرادا او مواطنين أو حتى جمهور له احترامه باعتباره جزءا من اللعبة عندما تكون حلوة…وإنما المجتمع عبارة عن زبائن… وفي عقلية التجار هذه الزبون علي حق فقط لحظة الانتخابات …أو الحشد.

تأمل جيدا العلاقة بين تنظيم الاخوان و المنتمين له…وانظر إلى من انفصل عن الاخوان في مرحلة الشباب..لا الذين انشقوا في سنوات متأخرة ويحاولون بكل الطرق المحافظة علي سحر المنشق.

لا يتخلص الاخواني بعد عمر معين من اخوانيته، لأنها تتحول إلى علاقة عائلية، والخروج عنها ليس سهلا، ويكون دائما باتجاه ” اخوانية ..” أكثر من الاخوان انفسهم….وتدور الخطابات المنشقة عن ” النقاء” الذي لم يعد موجودا والابتعاد عن أفكار حسن البنا.

المنشق من هذا النوع يلتصق بفكرة الاخوان أكثر بعد خروجه، لأن حياته لم تعد كافية لأن يخوض مغامرات البداية من جديد، ويظل محاطا بسحر المنشق، منقبا عن الفكرة النقية التي ضاعت…والاخواني الكامن في المنشق يكون أحيانا أخطر من النائم في قلعة التنظيم.

أما الذي لديه وعي يدمر الفكرة من الاساس فهو الذي فضح بحكاياته طبيعة العلاقة بين التنظيم وعضويته…هم زبائن في معرض “الطليعة المؤمنة”…يحجزون تذكرة إلى الجنة (ضمان بنتيجة الحساب بعد الموت)..وموقعا اجتماعيا يعوض عدم تميزهم…رغم قدرتهم علي الجدية.

الموقع الاجتماعي يمتد بالوظيفة و ضمان العمل…إلى جانب الشعور بسلطة التفوق الايماني علي الجميع.

حرب الدفاع عن التنظيم كان أقوى مايفعله الاخوان، وهي حرب أدامت التنظيم لكنها جعلته أكثر ميلا للزبائنية…خاصة بعد ظهور منظم للسلفيين قبل الثورة (بوحي من جهاز امن الدولة )وبعد الثورة باعتبارهم الحليف الذي يبدو أكثر خطرا احيانا من العدو.

…حرب الدفاع عن الزبائن جزء من الارتباك الكبير لحكم الاخوان، لأنها ضمن حسابات الرئيس الذي يؤدي دوره بوعي أنه مندوب الجماعة في قصر الرئاسة، ولابد أن يرسل إلى جمهور الزبائن ما يطمئنهم ان كل شيء علي مايرام.