أسبوع دامٍ من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن شهدتها مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية نهاية شهر فبراير/شباط المنصرم.المواجهات اندلعت بعد عدة تظاهرات معارضة للرئيس محمد مرسي، وأسفرت عن عشرات الجرحى والمصابين.

في قلب هذا المشهد المرتبك في المدينة وجد شقيقان نفسيهما في مواجهة بعضهما البعض. أحدهما شاب جامعي يتظاهر ضد الحكومة، والآخر لم يكمل تعليمه ودخل التجنيد لقضاء الخدمة العسكرية.

هل أنت في الميدان؟

أسبوع دامٍ من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن شهدتها مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية نهاية شهر فبراير/شباط المنصرم.المواجهات اندلعت بعد عدة تظاهرات معارضة للرئيس محمد مرسي، وأسفرت عن عشرات الجرحى والمصابين.

في قلب هذا المشهد المرتبك في المدينة وجد شقيقان نفسيهما في مواجهة بعضهما البعض. أحدهما شاب جامعي يتظاهر ضد الحكومة، والآخر لم يكمل تعليمه ودخل التجنيد لقضاء الخدمة العسكرية.

هل أنت في الميدان؟

“ع . أ ” هو أحد الأخوين، شاب عمره عشرون عاما من إحدى قرى طلخا، يدرس في كلية العلوم بجامعة المنصورة. وهو عضو فى حملة المرشح السابق للانتخابات الرئاسية حمدين صباحى، التي نظمت مظاهرات يوم 25 يناير في المنصورة مطالبة بـ”العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”، ومن أجل الاعتراض على “أخونة الدولة”. وعندما خرج الشاب “ع” إلى المظاهرة لم يكن يعرف أنه سيقف في مواجهة أخيه المجند.

يقول الشاب “ع” الذي يرفض الإفصاح عن اسمه حتى لا يضر بأخيه المجند “كان الهدف من المظاهرة نشر ثقافة العصيان فى ديوان المحافظة حيث مقر ميدان الشهداء وميدان الثورة وحيث الديوان العام للمحافظة الذي يشكل عصب الدقهلية، وبمجرد شلله لن تتمكن أية مؤسسة أخرى من متابعة عملها”.

ويضيف “من حسن طالع العصيان في المنصورة انه تزامن مع قبض رواتب الموظفين في الديوان مما جعل العشرات من العاملين يستجيبون له”.

ويتابع “ع” قائلا “في اليوم التالي بعد أن استجاب العشرات حاول الاخوان المسلمين بالمنصورة فض العصيان بالقوة وبدأوا التحرش والاعتداء بالضرب على الشباب حتى تصاعدت الأحداث ونزلت قوات الأمن المركزي إلى الميدان”.

فجأة يتلقى الشاب مكالمة هاتفية على المحمول الخاص به من شقيقه “م.أ ” يضرخ ويقول “هل أنت فى الميدان؟” ويتوسل إليه باكيا أن يغادر المنطقة.

أزمة عائلية

يلتقط “م .أ ” أطراف الحديث ويقول “أنا جندى فى قوات دعم وحملات القبض على البلطجية، والتي تعمل ببحيرة المنزلة، وأقضي الخدمة العسكرية فى مديرية أمن الدقهلية. جاءت الأوامر من مديرية الامن ظهيرة يوم الاثنين ثاني أيام العصيان بالانتقال إلى ميدان المحافظة لفض الشغب. وصعقت عندما وجدت شقيقي في الميدان وعلى الفور حاورته للذهاب للمنزل وترك الميدان”.

لكن الشقيق “ع .أ ” رفض مغادرة الميدان، فهو متواجد من أجل فكرة هو مقتنع بها، كما يقول. مما دعا الأهل للتدخل، حيث يروى قائلا “أهلي في المنزل كانوا يضغطون عليّ لأترك الميدان ووالدتي ذهبت إلى خالي وتركت المنزل في غضب شديد وقالت لن أنتظر حتى أرى ابنى بيقتل أخوه”.

أما والد الأخوين فيقول في حالة غضب شديد “لن أسمح ان يتقاتل ابناي، ولو حدثت مواجهة سوف أنزل إلى مقر الأمن المركزي وأعتصم وأتظاهر وأطالب بحبس وسجن ابنى المجند على أن يواجه شقيقه”.

“ليس شقيقي فقط هو المجند”

على الجانب الآخر فإن الشاب”م.أ ” الجندي بالامن المركزي يجد نفسه في موقف صعب، ويقول إنه لن يتهاون فى تنفيذ الاوامر لو جاءت باعتقال شقيقه، لإنه فى حالة عدم استجابته للاوامر فسوف يقوم زملائه وقتها باعتقاله هو وشقيقه، وسوف يحاكم عسكريا، فى حين سيتعرض شقيقه للمحاكمة.

في النهاية قرر الشاب المتظاهر “ع” أن يفكر مليا في ترك الميدان حتى لا يشتعل فتيل أزمة فى منزله، وحتى لا يواجه أخيه المجند.

ويقول “أريد أن أرسل رسالة إلى النظام فليس شقيقى فقط هو المجند، ولكن المتظاهرين هم أيضا أشقائي فى الكفاح، ومن دهسته المدرعة شقيقي ومن مات برصاص الأمن شقيقي ولابد أن يفهم النظام أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيّاً”.