الأقصر “أكبر متحف عالمي مفتوح”، حلم راود الكثيرين من المهتمين بالآثار والسياحة في مصر ووضع له مهندسون وخبراء منذ عام 2005 تصورات وأفكار ونماذج عرفت بخطة التنمية الشاملة لمحافظة الأقصر التي تبعد عن القاهرة بنحو 670 كيلو مترا جنوبا.

تضمنت هذه الخطة العديد من المشروعات التي توقفت معظمها عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير بسبب قلة الموارد المالية،  يأتي على رأسها مشروع إعادة كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2,7 كيلو مترا وعرض 76 مترا.

طريق الإله

الأقصر “أكبر متحف عالمي مفتوح”، حلم راود الكثيرين من المهتمين بالآثار والسياحة في مصر ووضع له مهندسون وخبراء منذ عام 2005 تصورات وأفكار ونماذج عرفت بخطة التنمية الشاملة لمحافظة الأقصر التي تبعد عن القاهرة بنحو 670 كيلو مترا جنوبا.

تضمنت هذه الخطة العديد من المشروعات التي توقفت معظمها عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير بسبب قلة الموارد المالية،  يأتي على رأسها مشروع إعادة كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2,7 كيلو مترا وعرض 76 مترا.

طريق الإله

الكباش هي تماثيل لأبى الهول برأس كبش ترمز للإله آمون كانت تزين حافتي الطريق ما بين معبدي الأقصر والكرنك ربما لحمايتهما وإبراز محورهما. وقد أطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم طريق الإله ويضم 1200 تمثال كانت تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ولها هيئتين الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبي الهول) والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الآلة أمون رع.

وخلال السنوات الماضية ظهرت الأحياء العشوائية التي استطاعت أن تمحو روعة تلك التحفة التاريخية، فقد أُقيمت منازل ومبان اسمنتية بلا أية بنية أساسية أو مرافق صحية فوق طريق الكباش الفرعوني صاحب تاريخ الخمسة آلاف عام مما أدى إلى تلف عدد كبير من تماثيل الكباش الموجودة أسفل تلك البيوت.

تكاثر البيوت غير المرخصة دفع الدولة ممثلة في وزارة الآثار بالتعاون مع هيئة اليونسكو إلى وضع خطة لترميم طريق الكباش حددت لها حينئذ مبلغ 240 مليون جنيه مصري (35 مليون دولار أمريكي) كتكلفة إجمالية للمشروع.

توقف أعمال الترميم

بدأت أعمال الكشف عن باقي تماثيل أبي الهول عام 1949 حينما عثر الدكتور زكريا غنيم علي ثمانية تماثيل لأبي الهول، ثم قام الدكتور محمد الصغير في منتصف السبعينيات من القرن الماضي حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق المحاذي باتجاه النيل.

وفي عام 2005 تم وضع تصور لإعادة إحياء وكشف طريق الكباش – بعد أن اختفت معالمه تماما وأقيمت علي أنقاضه منازل ومبان عشوائية – بهدف تحويل مدينة الأقصر الأثرية إلي أكبر متحف عالمي مفتوح يجذب السائحين من مختلف بلدان العالم.

وفي بداية عام 2006 قام المشرف العام علي آثار الأقصر منصور بريك بتنفيذ التصور علي أرض الواقع بالبدء في أعمال الحفر للكشف عن باقي الطريق فضلا عن صيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور حتى توقفت أعمال الترميم والكشف تلك عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

خزينة المحافظة خاوية

ورغم أن وزير السياحة الحالي هشام زعزوع وعد بتوفير عشرة ملايين جنيها للمساهمة في استكمال المشروع إلا أن القائمين عليه لا يثقون في تلك الوعود حيث أن الحكومات المتعاقبة حنثت بوعودها أكثر من مرة. فقد سبق ووعدت حكومة الدكتور كمال الجنزوري من قبل بتوفير 7 ملايين جنيها، فيما وعد الرئيس محمد مرسي مع بداية توليه لمنصبه بتوفير 19 مليون جنيها، ولم يرَ القائمون على المشروع منها شيئا.

عزت سعد، محافظ الأقصر، يقول إن هناك خمسة قطاعات في الطريق من أصل سبعة ستفرغ الجهات المعنية من تطويرهم في أواخر شهر آذار/ مارس المقبل شريطة توافر الدعم المالي، حيث أن وزارة الآثار مدينة ببعض المبالغ المالية للمقاول الذي يتولى عملية التطوير تلك، والتي بدورها قالت إنها لا تملك موارد مالية في الوقت الحالي لتدفعها للمقاول.

لكن وزيري السياحة السابق والحالي قدموا حسب محافظ الأقصر بعض الدعم الذي ساعد على إنجاز بعض الأعمال مما سيتيح إعداد وتهيئة الخمس قطاعات ليكونوا جاهزين لافتتاحهم خلال النصف الثاني من شهر مارس المقبل.

حل العشوائيات أولا

وفيما يخص القطاعين 6 و7 فسيتم البدء فيهم من النقطة صفر حيث أن منطقة عشوائية تسمي “نجع أبو عصبة” لا تزال قائمة فوق طريق الكباش. ويؤكد سعد أن الدولة مطالبة بإنشاء مساكن بديلة لهؤلاء وتعويض أصحاب الأراضي لتبدأ بعد ذلك أعمال الحفر للكشف عن الكباش وترميمها وكل ذلك يحتاج لمبالغ طائلة لا تمتلكها الدولة حاليا.

أما الدكتور منصور بريك المشرف العام علي آثار الأقصر ومصر العليا فأكد على أن استكمال أعمال التطوير في الأجزاء المتبقية من المشروع يحتاج لـ 25 مليون جنيه، وهو ما لا يوجد في خزينة المدينة، حسب ما أسلف المحافظ.

وحتى تستطيع المحافظة وضع خطة عملية لحل مشكلة المنطقة العشوائية وتمويل المشروع، سيبقى طريق الكباش، على الأقل في مراحله الأخيرة، حلما على ورق.