على هامش زيارة بعض الصحفيين العرب لبروكسل بدعوة من الاتحاد الأوربي للاطلاع على مدى استجابة الاتحاد الأوروبي لثورات الربيع العربي، ولحضور التغطية الإعلامية للقمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل 7 – 8  فبراير/ شباط 2013، التقى “مراسلون” مييزو أوغستينو مدير وحدة إدراة الأزمات وتنسيق العمليات في الاتحاد الاوربي.

أوغستينو الذي كان له وضع خاص مع الثورة الليبية إذ تواجد في ليبيا في أوقات حرجة جداً وخطيرة، خص مراسلون بالحديث التالي:

على هامش زيارة بعض الصحفيين العرب لبروكسل بدعوة من الاتحاد الأوربي للاطلاع على مدى استجابة الاتحاد الأوروبي لثورات الربيع العربي، ولحضور التغطية الإعلامية للقمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل 7 – 8  فبراير/ شباط 2013، التقى “مراسلون” مييزو أوغستينو مدير وحدة إدراة الأزمات وتنسيق العمليات في الاتحاد الاوربي.

أوغستينو الذي كان له وضع خاص مع الثورة الليبية إذ تواجد في ليبيا في أوقات حرجة جداً وخطيرة، خص مراسلون بالحديث التالي:

مراسلون“: سيد أوغستينو كنت من أوائل مسؤولي الاتحاد الأوربي الذين تواجدوا في  بنغازي في آذار/ 2011، عندما كانت كتائب القذافي على بعد كيلومترات من المدينة، حدثنا عن ذلك الوقت؟

أوغستينو: عندما بدأت عمليات الناتو ضد قوات القذافي، وبدأت الطائرات الفرنسية في قصف مؤيديه المسلحين، الذين كانوا على بعد 120 كيلو متراً جنوب بنغازي بالقرب من اجدابيا، كنت في المدينة مع وفد الاتحاد الأوربي لمقابلة الليبين المعارضين والتحدث معهم.

وُضع علم الاتحاد الأوربي على محكمة بنغازي، ذلك المبني التاريخي بالنسبة للثورة التي بدأت من ذلك المكان، لازلت أذكر الشعور الذي أحدثه رفع علم الاتحاد الأوربي في تلك الفترة الصعبة من الحرب.

كيف كان تأثير رفع علم الاتحاد الأوربي في بنغازي على أهل المنطقة في تلك الفترة؟

التأثير كان مهماً.. لأن الليبيين كانوا يقولون لنا أنهم سعداء أن أوروبا مع علمها وشعارها كانت هناك، الشعار دائماً هو رمز، وشعار الاتحاد الأوربي يعني الحرية والتضامن.

حضرت رفع علم الاتحاد الأوروبي في العاصمة أيضاً؟

نعم رفع العلم في 30 آب/ أغسطس 2011، وأنا كنت موجوداً في فندق في مدينة طرابلس، دخلناها في ذلك الوقت الحرج بمساعدة البحرية الإيطالية والقوات الخاصة الفرنسية والسفير البلغاري في ليبيا، الذين سهلوا لنا دخول طرابلس من البحر، كانت مهمة أوروبية بمساعدة ودعم أوروبيين.

تسعة أيام بعد تحرير طرابلس، كانت لا تزال في ذلك الوقت قناصة الكتائب على أسطح المباني؟

لازلت أتذكر القناصة وهم يطلقون أعيرتهم النارية، كان الوضع آنذاك لا يزال حرجاً وصعباً للغاية، لكن كان من المهم لدينا أن نعرف ماذا كانت ردة فعل الليبين، كيف سيتصرفون حيال وجودنا، كان المشهد عاطفياً جداً كيف تقابل الليبيون مع بعضهم البعض في ميدان الشهداء .

ذكرت في السابق أن الاتحاد الأوروبي في صدد مساعدة الحكومة الليبية في السيطرة على الحدود غير المتحكم فيها، هناك الكثير من النقد حول بطء التحول في ليبيا، هل بعثة الاتحاد الأوربي قائمة بدورها في تزويد الحكومة الليبية بالتقييم الصحيح للوضع وتقديم النصح اللازم؟

أنت تعرف أكثر مني كيف هي الأمور صعبة في ليبيا، عملنا تقييما جيداً للوضع في الحدود، لو تكلمنا عن السيطرة على الحدود فالتقييم تم إنجازه وهو يعطي أفكاراً جيدة ومقترحات ونصائح مفيدة، ويخبرنا أن العمل لن يكون بالأمر الهين لوضع نظام قادر على السيطرة على الحدود بشكل تام.

لن تكون هناك عصا سحرية أوربية  أو أمريكية للسيطرة على ما يقرب من 4000 أو 5000 كيلومتر من الحدود الصعبة، سوف يكون هناك عمل كبير يقوم به الاتحاد الأوربي مع حكومتكم وهي ليست مشكلة ليبيا لوحدها إنها مشكلة المنطقة كلها.

السيطرة على 5000 كيلومتراً من الحدود الصحراوية ليست مهمة ليبيا لوحدها إنها مهمة مناطقية تحتاج للعمل مع دول الجوار ودول الاتحاد الأوربي إنها مهمة كبير جداً.

هل يقدم الاتحاد الأوربي للحكومة الليبية تقييماً حيادياً بدون مجاملات حول أدائها، أداء وزرائها، الشرطة ، الجيش، المؤتمر الوطني أم لا؟

هذا سؤال مثير للانتباه، أنت تعرف أكثر مني كيف أن الأمر صعب لحكومتكم وسياسيي بلدكم أن يبنوا شيئاً من لاشيء، ونحن ليس لدينا وصفة أوكتاب لنقول لكم اعملوا كذا وكذا، لكن عليكم التنفيذ بقدراتكم الداخلية، هذه مسألة ليبية، مسألة سياسية ليبية.

لقد قابلت عدداً من السياسين والوزراء ووكلاء الوزارات في الأسبوع الأخير الذي زرت فيه ليبيا، وجدت أناساً رائعين، أكفاء وقادرين، وهم يعلمون أنه يجب عليهم أن يبدؤوا من الصفر وأن يبنوا كل شيء، لا يوجد أحد عنده عصا سحرية ليبني بلداً من الصفر، مع وجود عقبات كثيرة من حدود وأمن وغيرها.

نحن نتحدث عن أمور بسيطة ولا تحتاج لأي تقنية، هل زرت مطار طرابلس الدولي؟

نعم زرته، وهو لا يختلف كثيراً عن وضعه أيام القذافي فقد زرته فبل ذهابي لبنغازي في آذار/ مارس 2011.

لكن الليبيين كانوا يتوقعون وضعاً أفضل بمعايير عالية، ماذا تقول لهم؟

سوف يكون لهم ذلك، الليبيون لن يحتاجوا لأموال من أحد، أنتم بلد غني، ما تحتاجونه هو الدعم من الاتحاد الأوربي ودول الجوار لبناء ليبيا.

يريد الليبيون من قادة الاتحاد الأوربي أن لا يقعوا في الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي عندما غضوا الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان وجاملوا الحكومات، الليبيون يريدون نقداً بناءً شجاعاً وأن يقال لمن أخطأ قد أخطأت. ما تعليقك؟

نعم نحن نفعل ذلك، الاتحاد الأوربي بنى نفسه لتكون أعضاؤه دولاً ديمقراطية بعد قرون من حروب وصراعات داخلية وخارجية طاحنة، لتكون في النهاية 27 دولة تمثل فيه شعوب تلك الدول في برلمان منتخب. نحن لا نُعلِّم أي شئ، نحن نستطيع أن ندعم، نحن لا نصدِّر ولا نريد تصدير أي شيء.

ليس تصدير، حقوق الإنسان في دول الاتحاد الأوربي هي نفسها حقوق الإنسان في ليبيا، أليس كذلك؟

نعم، لكن أنتم لازلتم في وضع حرب، أنا لا أدافع عن انتهاكات حقوق الإنسان ولا أبرر أي نوع من هذه الانتهاكات، لكن بلدكم في وضع حرج وهش.

كيف ترى مستقبل ليبيا؟

أنا متفائل، ليبيا بلد جميل وشعبها طيب وستكون أفضل مما نتوقعه، قابلت ليبين رائعين فخورين ببلدهم بتاريخهم بمستقبلهم، ليبيا بلدكم ولن تسمحوا لأي أحد بالدخول إليها واحتلالها.