الأمر لا يتعلق فقط باستهداف واضح لهم في الاشتباكات، حيث سقط محمد جابر جيكا أدمن صفحة “معا ضد الاخوان” بطلق ناري أثناء إحياء الذكري الثانية لأحداث محمد محمود، والذي عرف بالشهيد الأول لحكم محمد مرسي، ومحمد كريستي أدمن صفحة “أخوان كاذبون” بطلق ناري في الرأس والرقبة في محيط قصر الاتحادية إبان الاحتفال بذكري الثورة الثانية. الأمر يتعداه إلى الخطف والتعذيب والتهديد المباشر باستهداف حياة مشرفي صفحات التواصل الاجتماعي المعارضة، وحياة أسرهم، أو على أقل تقدير تشويه سمعتهم، بينما لم تجدِ التحقيقات في الكشف عن مرتكبي هذه الجرائم.

الأمر لا يتعلق فقط باستهداف واضح لهم في الاشتباكات، حيث سقط محمد جابر جيكا أدمن صفحة “معا ضد الاخوان” بطلق ناري أثناء إحياء الذكري الثانية لأحداث محمد محمود، والذي عرف بالشهيد الأول لحكم محمد مرسي، ومحمد كريستي أدمن صفحة “أخوان كاذبون” بطلق ناري في الرأس والرقبة في محيط قصر الاتحادية إبان الاحتفال بذكري الثورة الثانية. الأمر يتعداه إلى الخطف والتعذيب والتهديد المباشر باستهداف حياة مشرفي صفحات التواصل الاجتماعي المعارضة، وحياة أسرهم، أو على أقل تقدير تشويه سمعتهم، بينما لم تجدِ التحقيقات في الكشف عن مرتكبي هذه الجرائم.

 شيعي أم مجنون أم ملحد أم عميل؟

يجسد الشيخ محمد عبدالله نصر أدمن صفحة “معا ضد الاخوان” نموذجا أوليا جمع بين كل تكنيكات التعرض للترهيب، فيقول في شهادته: “التهديدات أتلقاها يوميا، إما برسائل على الموبايل من مجهولين لم تنفع ضدهم البلاغات الشرطية، أو تهديدات على هيئة تعليقات على الصفحة التي أديرها”.

ويضيف “قبل أشهر اقتحمت قوات الامن الوطني منزلي بشبرا الخيمة، روعوا أسرتي لثلاث مرات وأبلغوهم شفاهيا أني مطلوب مالم أتوقف عن مهاجمة الرئيس وجماعته، تركت عملي والمنزل واختفيت”.

تقدم نصر ببلاغات للنائب العام لم يتم التحقيق فيها، فشن قيادات الاخوان وفقا لقوله حملة اتهمته بـ “التشيّع” على قنواتهم الفضائية، ثم وصلت الحملة لاتهامه بالالحاد والجنون والعمالة، غير ماقدموه من بلاغات ضده لدى النائب العام تتهمه بسب وقذف الرئيس، ويبدو أن أزهريا بالعمة والجلباب التقليدي كان في معارضته أخطر من كثيرين وفقا لتقييمهم.

صفحة “معا ضد الاخوان” التي يشرف عليها نصر لم تتوقف حتى بعد مقتل مديرها الثاني محمد جابر جيكا، فوفقا لنصر “كانت دماء جيكا اثباتا على صحة موقفنا من جرائم الاخوان”، فلا خيال فيما يقدمونه، “لقد كان الواقع أسوأ حتى من الخيال”.

تهديد بالاغتصاب وفيديوهات مسمومة

 الشابة الجامعية (د-ي) أدمن صفحة “أخوان كاذبون” تحكي أزمتها المضاعفة كفتاة في مواجهة قوى سياسية تحقر من شأن المرأة أساسا. تتلقى من مجهولين على الصفحة وعبر الموبايل تهديدات بالخطف والاغتصاب، وقد لامست الخطر الفعلي بعد مقتل أدمن صفحتها الرئيسي محمد كريتسي، ثم اختطاف الأدمن الثالث للصفحة محمد حسنين وتعذيبه في مكان مجهول.

ووصلت لوالد (د-ي) رسائل نصية من أشخاص يتهمونها “بإقامة علاقات غير شرعية”، مدعين وجود فيديوهات تدعم ذلك، وهو ما دفع والدها إلي حبسها بالمنزل لفترة طويلة، ومنعها من الخروج نهائيا خشية اغتصابها، وقام بقطع خدمة الانترنيت من منزلهم.

توقفت الصفحة لفترة بعد تهديد (د-ي)، ومنعت حتى من المشاركة في أي تظاهرات، لكنها بعد “نضال عائلي كبير” عادت للصفحة لكن يتهدد خروجها وحركتها أعين المتربصين، خاصة وأن عودتها لنقد الاخوان- وفقا لقول الشابة- كانت أشد وشخصية أكثر بعد تعذيب محمد حسانين ومقتل كريستي.

اختطاف وتعذيب

من التهديد إلي التنفيذ، هكذا يمكن وصف خبرة أحمد حبيب أدمن صفحة “الشهداء من التحرير إلى الاتحادية”، فيقول في شهادته “ظللت لأسبوعين قبل اختطافي غير مصدق جدية الرسائل التي تصلني على موبايلي أو على جدار الصفحة، إلى أن جاء يوم وأنا خارج من اجتماع للقوى المعارضة في الزقازيق، جرى اختطافي من قبل ملتحين بعد الاعتداء علي بالضرب في الشارع، غمموا عيني واقعدوني في مكان مجهول اسبوعين”.

ويضيف لـ “مراسلون”، “لم يكونوا قوات أمن، هددوني بالقتل مالم اتوقف عن التدوين عبر الصفحة ضد الاسلاميين، أسبوعان دون طعام وفمي مغلف بلاصق، تشهدت وأدركت أني مقارب النهاية، كانوا يضربونني ويطفئون السجائر في جسدي، رموني لاحقا في الشارع بعد الضغوط الاعلامية وحملة شنتها نقابة المحامين”.

ويوجه حبيب الذي لم يتغير موقفه المعارض للحكومة رسالة لخاطفيه الذي لم تفتح الشرطة تحقيقا بشأنهم فيقول:  “نحن مجرد ناشطين يرعبونكم، ماذا ستفعلون مع الملايين في الشارع التي تكرهكم حتى أكثر منا”.

“القانون هو السائد”

هاني عبداللطيف، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية، ينفي من جهته ضلوع قوات الأمن في أي عملية تعذيب أو اختطاف لناشطين، قائلا إن “كل الأحاديث حول قيام الشرطة بتعذيب نشطاء أو اختطافهم هي مجرد كلام مرسل لا قيمة له”. ولفت عبد اللطيف إلى أن كافة التحقيقات التي فتحتها النيابة بشأن المخطوفين “تم حفظها”، وشدد على أن “عقيدة الداخلية تغيرت بعد ثورة 25 يناير، وأن القانون هو السائد في الفترة الراهنة”.

على نفس المنوال كان رد أحمد عارف المتحدث الاعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين، والذي رأى أن الحديث عن قتل وتعذيب مدراء الصفحات الثورية يجسد “أزمة ادعاءات المعارضة المصرية” ضد جماعته، مؤكدا أنه “اذا كان يمتلك أي من المدعين بقيام جماعة الأخوان المسلمين بأعمال بلطجة أي أدلة فعليهم تقديمها أمام القضاء”. وأضاف عارف أن “العنف بعيد عن منهج الاخوان المسلمين”، وأن “المعارضة هي من تمارس العنف السياسي”.

ويفسر محمد حمزة عضو جبهة الدفاع عن المتظاهرين “تنصل” الاخوان والشرطة من التهمة بأن “الغالبية العظمى من البلاغات التي يتم تقديمها ضد الداخلية والأخوان المسلمين تحفظ لدى جهاز النيابة حتى دون فتح تحقيق مبدئي فيها، على شاكلة المثل الشعبي: “الورق ورقنا والحكومة حكومتنا””،  وهو مايكرس “مرارة كاملة” في جهاز العدالة المصري، على حد تعبيره.