“تحرر الاعلام بعد الثورة فتقلص اهتمامي بالتدوين” يقول سفيان الشورابي، الصحفي والمدون البالغ من العمر 31 عاما، والذي عرف بمعارضته لنظام زين العابدين بن علي وكان من بين الأوائل الذين غطوا احداث سيدي بوزيد بداية الثورة.

ويضيف الشورابي متحدثا لـ”مراسلون” عن تجربته في التدوين قبل الثورة “لقد كانت المدونات الالكترونية والفايسبوك الملجأ الضروري الذي كان له فضل كبير في تمكين العديد من التونسيين من معرفة ما تريد الأجهزة الحكومية السابقة اخفاءه عنهم”.

كان التدوين “نضالياً”

“تحرر الاعلام بعد الثورة فتقلص اهتمامي بالتدوين” يقول سفيان الشورابي، الصحفي والمدون البالغ من العمر 31 عاما، والذي عرف بمعارضته لنظام زين العابدين بن علي وكان من بين الأوائل الذين غطوا احداث سيدي بوزيد بداية الثورة.

ويضيف الشورابي متحدثا لـ”مراسلون” عن تجربته في التدوين قبل الثورة “لقد كانت المدونات الالكترونية والفايسبوك الملجأ الضروري الذي كان له فضل كبير في تمكين العديد من التونسيين من معرفة ما تريد الأجهزة الحكومية السابقة اخفاءه عنهم”.

كان التدوين “نضالياً”

إبان عهد الرئيس المخلوع بن علي كان للمدونين دور هام في فضح تجاوزات الحكومة والغبن الواقع على المواطنين. وكان دور الناشط الالكتروني يتضح مع كل احتجاج عاشته البلاد قبيل تاريخ 14 كانون الثاني/ جانفي2011 .

فبفضل مقاطع الفيديو التي تم التقاطها بالهواتف المحمولة أو بآلات التصوير غير الاحترافية استطاع المدونون إماطة اللثام عن احتجاجات المناطق الداخلية وبالتالي المشاركة في توسيع رقعة الاحتجاجات الى أن وصلت إلى بوابة وزارة الداخلية، “رمز الدكتاتورية” في تونس العاصمة.

ويقول الشورابي إنه كان ينزع نحو الكتابة “النضالية” التي تغض الطرف عن جزء كبير من الموضوعية التي يشترطها العمل الاعلامي. ويستدرك قائلا إن الأمر تغير بعد الثورة وإن “الرهان اليوم هو تقديم اعلام مهني ومحترف”.

من مدون إلى مدرّب

من جهته يقول المدون سليم العيادي إن التدوين مكنه من تغيير حياته وربما حياة آخرين من قراء مدونته.

وعن تجربته في التدوين قبل 2011 يقول العيادي لـ”مراسلون” إن مشاركته في الثورة التونسية “كانت بسيطة للغاية” وبدأت سنة 2010 بعد أن فقد عمله كصحفي بإحدى الاسبوعيات الإقتصادية. ومع اندلاع الثورة التونسية قام العيادي بتصوير عديد المظاهرات في تونس العاصمة ونشرها على شبكة الانترنت “بهدف نقل المعلومة والصورة الأدق”.

ويضيف العيادي “أرى اليوم الكثير من صوري وتسجيلاتي بوسائل الإعلام الكلاسيكية”. ويتحدث عن بعض مزايا التدوين قائلا انه تمكن من السفر الى عديد البلدان في أوروبا والولايات المتحدة لينقل ما يحصل في تونس، كما واصل العمل عبر الانترنت مع ممثلي المجتمع المدني من خلال نشره بشكل دوري تسجيلات وريبورتاجات عن جهات تونس الداخلية وخاصة المناطق النائية.

ورغم حفاظه على الكتابة في مدونته إلا أن العيادي فرغ الوقت الأكبر من وقته للعمل صحفيا ومدربا في مجال “صحافة الميدان”. وهو يشرف على تكوين الشباب وتدريبهم على استعمال الانترنيت ويساعدهم على تطوير مهارتهم و”نشر فكرة صحافة المواطنة من أجل دعم حرية التعبير” على حد قوله.

لم أعد أهتم بالتدوين

أما المدونة الشابة آمنة بن جمعة فقالت لـ “مراسلون” ان التدوين “أعطاني الفرصة لأصبح صحافية”. وتعترف بن جمعة انها اليوم اصبحت لا تهتم بالتدوين مثل اهتمامها بعملها كصحفية بإحدى الاذاعات الخاصة التي تقدم من خلالها أفكارها “بحرية ودون قيود”.

وكان التدوين التونسي عرف انتشارا واسعا سنة  2005، وهي السنة التي استضافت فيها تونس القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، وذلك بتدوينات تحتج على تنظيم مثل تلك التظاهرة الدولية العامة في بلد يتصدر قائمة البلدان التي تقمع الحريات.

وبلغ التدوين مجده سنة 2006 لكنه تراجع سنة 2009 ليترك مكانه للكتابة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي مثل “الفيس بوك” و”التويتر” فاستغل المدونون تلك الشبكات لمزيد من التعريف بمدوناتهم.

وعرفت تلك الفترة خاصة مع ظهور مفهوم الاعلام البديل او ما يسمى بصحافة المواطنة التي بدأت تغزو عالم الاعلام وتتمسك بحرية التعبير، خاصة في ظل نظام قمعي تتميز وسائل الاعلام الكلاسيكية فيه بالطاعة المطلقة لحاكمها.

وبعملية بحث بسيطة عن بعض المدونات التونسية يلاحظ المتابع للشأن التونسي أن بعض هذه المدونات  لا يجري تحديثها بطريقة سريعة ومنتظمة كما كان في السابق، أو أن بعضها لا تحدّث بالمرّة.

كما أن بعض المدونين توجهوا أيضا لموقعي “الفيس بوك” و”التويتر” لنشر آرائهم بخصوص بعض القضايا التي تهم البلاد ” وهو ما أكدته المدونة آمنة بن جمعة  التي ختمت حديثها لـ “مراسلون” قائلة بكل أسف “لقد فقد التدوين بريقه بعد الثورة بعد أن كان الطريق الوحيد لكشف اللثام عما تخفيه وسائل الاعلام الرسمية العمومية والخاصة في زمن الدكتاتورية”.