في الوقت الذي لم يسجل في عهد الرئيس المخلوع مبارك سوى أربع قضايا بتهمة “إهانة الرئيس“، أخذت هذه التهمة

في الوقت الذي لم يسجل في عهد الرئيس المخلوع مبارك سوى أربع قضايا بتهمة “إهانة الرئيس“، أخذت هذه التهمة تلاحق عددا كبيرا من الإعلاميين والصحفيين والفنانين والنشطاء السياسيين، وحتى المواطنين العاديين، منذ وصول الدكتور مرسي للحكم. وخلال مئتي يوم فقط من توليه للسلطة تقدمت رئاسة الجمهورية بثلاث بلاغات، وتم الحكم في ثلاث قضايا أخرى، وهناك ما يزيد عن خمسة عشر بلاغ أمام النائب العام للتحقيق.

توفيق عكاشة يتصدر قائمة الاتهام بسب وإهانة رئيس الجمهورية

يأتي توفيق عكاشة في مقدمة الإعلاميين الذين لاحقهم اتهام إهانة رئيس الجمهورية حيث واجه أربع بلاغات تتهمه بسب وإهانة الرئيس محمد مرسي. وكانت البداية في شهر تموز/يوليو 2012 عندما تقدم المحامي نصر الدين محمود مغازي النائب السابق بمجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة ببلاغ ضده يتهمه بسب وإهانة رئيس الجمهورية محمد مرسي من خلال تقديمه لبرنامج “مصر اليوم” والذي كان يذاع على قناة “الفراعين” قبل إغلاقها، إلا أن محكمة جنح إسنا قضت ببراءة توفيق عكاشة ورفضت الدعوى المدنية ووصفتها بأنها مقامة من غير ذي صفة.

البلاغ الثاني الذي لاحق عكاشة تقدم به المحامي بالنقض السيد أحمد حيث قدم للنيابة مقاطع فيديو مسجلة لإحدى حلقات برنامج “مصر اليوم” وأكد على تضمنها عبارات تهديد لرئيس الجمهورية بالقتل إلا أن محكمة جنايات الجيزة أصدرت حكم ببراءة توفيق عكاشة أيضاً من الاتهامات التي وجهت إليه مؤكدة أن عدم كفاية الأدلة وعدم توجيه عكاشة هذه التهديدات بشكل صريح وواضح لرئيس الجمهورية دفعت المحكمة للنطق ببراءته.

ورغم صدور هذا الحكم فوجئ توفيق عكاشة ببلاغ ثالث مقدم من المحامي بالنقض خالد إسماعيل يوسف ضده ويتهمه بإهانة الرئيس محمد مرسي وذلك بسبب تأكيده في إحدى حلقات برنامجه بأن وصول محمد مرسي للحكم جاء بالتزوير وبمساعدة دولة قطر. كما واجه عكاشة بلاغا رابعا مؤخراً من المحامي رمضان عبد الحميد الأقصري يوجه له نفس الاتهام وذلك بعد وصفه للرئيس محمد مرسي بـ “الفاشل والأهبل” إلا أن البلاغين مازالا أمام النائب العام ومازال التحقيق بهما مستمر.

الساخر باسم يوسف تلاحقة الاتهامات

على الرغم من الخلافات والاختلافات السياسية والفكرية بين توفيق عكاشة والإعلامي الساخر باسم يوسف إلا أن الأخير اشترك معه في عدد البلاغات التي لاحقته وإتهمته بإهانة رئيس الجمهورية محمد مرسي، وذلك بسبب انتقاد باسم لسياسات الرئيس محمد مرسي منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية من خلال حلقات برنامجة الساخر “البرنامج” الأكثر مشاهدة في مصر والعالم العربي.

البلاغ الأول قدمه رمضان الأقصري أيضا وطالب من خلاله النيابة بمحاكمة عاجلة للإعلامي الشهير باسم يوسف الذي اتهمه بإهانة الرئيس والسخرية منه بشكل مستفز يهين كرامته.

أما البلاغ الثاني فتقدم به المحامي أشرف ناجي الجندي حيث اتهم باسم يوسف بإهانة الرئيس محمد مرسي والإزدراء بالدين الإسلامي من خلال السخرية من فريضة الصلاة. والبلاغ الثالث تقدم به محامي جماعة الإخوان المسلمين ووجه لباسم نفس الاتهام مطالباً بضرور منع عرض البرنامج وإغلاق قناة CBC  – فضائية مصرية خاصة – التي تبث البرنامج.

أما البلاغ الرابع والأخير فتقدم به ناشط سياسي يدعى عبد الرحمن محمود واتهم من خلاله الإعلامي باسم يوسف بإهانة الرئيس محمد مرسي والسخرية منه من خلال نشر صور بها إهانة وسخرية من الرئيس أثناء صلاته، مؤكداً أن برنامج “البرنامج” يؤثر بشكل سلبي على الوضع الإجتماعي والسياسي.

البلاغات الأربعة مازالت أمام النائب العام حيث لم يبدأ التحقيق بها حتى الآن ولم يصدر بشأنها أي قرار.

عمرو أديب من معارضة مبارك إلى اتهامات مرسي

الإعلامي عمرو أديب– صاحب برنامج شهير على قناة اوربت –  لم يسلم أيضاً من توجيه اتهام له بإهانة الرئيس محمد مرسي حيث تقدم المحامي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمود عبد الرازق بتقديم بلاغ ضده يتهمه بسب وإهانة الرئيس محمد مرسي لوصفه بالفاشل والجاهل من خلال إحدى حلقات برنامجه “القاهرة والناس“، كما قدم مقاطع مسجلة من البرنامج بها العديد من العبارات التي وجد أن بها إهانة لرئيس الجمهورية ومنها “مصر كبيرة عليك يا مرسي” و أيضاً “مرسي يسعى لبيع سيناء“.

البلاغ المقدم ضد الإعلامي عمرو أديب مازال أمام النائب العام ولم يفتح التحقيق في البلاغ رغم مرور أكثر من شهرين عليه، والجدير بالذكر أن عمرو أديب قال في مداخلة تليفزيونية له في نهاية عام 2012 أنه سافر إلى خارج البلاد بعد اكتشافه وجود تحريض واضح بقتله من قبل بعض اللجان الإلكترونية والمحطات الفضائية.

إبراهيم عيسى من زمن مبارك إلى زمن مرسي والنتيجة واحدة

رغم توجيه إتهام له بسب وإهانة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عام 2007، إلا أن الإعلامي إبراهيم عيسى فوجئ بعد إندلاع ثورة 25 يناير وبعد تولي محمد مرسي منصب رئاسة الجمهورية بملاحقته بالاتهام نفسه في بداية شهر يناير/كانون الثاني حيث تقدم مواطن يدعى حسن علي بدعوى قضائية أمام مجلس الدولة يتهم خلالها إبراهيم عيسى بإهانة وإنتقاد رئيس الجمهورية محمد مرسي من خلال برنامج “هنا القاهرة“. كما طالب المواطن في الدعوى بوقف نشاط قناة القاهرة والناس خلال الفترة الزمنية التي يذاع خلالها برنامج إبراهيم عيسى، ولكن الدعوى القضائية مازالت أمام مجلس الدولة حيث لم يحدد موعد للجلسة حتى الآن.

رئاسة الجمهورية تتقدم ببلاغ رسمي ضد المذيع محمود سعد

إذا كانت كافة البلاغات السابقة تقدم بها محامين ومواطنين عاديين إلا أن البلاغ الذي لاحق الإعلامي محمود سعد– وهو إعلامي شهير من أوائل المذيعين الذين قدموا برامج توك شو في مصر –  كان مُقدما من رئاسة الجمهورية مباشرةً، والسبب هو الحلقة الخاصة ببرنامج ” آخر النهار” والتي قام محمود سعد خلالها باستضافة الدكتورة منال الطيبي والتي تعمل في مجال الطب النفسي حيث قامت خلال الحلقة بإجراء تحليل نفسي لشخصية الرئيس محمد مرسي، وهو الأمر الذي دفع رئاسة الجمهورية بتقديم بلاغ للنائب العام وتوجيه لهما اتهام بإهانة وسب رئيس الجمهورية وبالفعل تم استدعاء محمود سعد ومنال الطيبي وقامت النيابة بإخلاء سبيلهما بعد دفع كل منهما كفالة مالية تقدر بخمسة آلاف جنيه.

رئاسة الجمهورية تقدم بلاغا ضد رئيس تحرير صحيفة خاصة

خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع لم يسلم أيضاً من هذا الاتهام، حيث تقدمت رئاسة الجمهورية بتقديم بلاغ ضده وضد الكاتبة الصحفية علا الشافعي للنائب العام والسبب مقال نشر بالصحيفة للكاتبة بعنوان “جواز مرسي من فؤادة باطل“، حيث انتقدت من خلاله خطاب الرئيس مرسي عقب أحداث الإتحادية في نوفمبر الماضي و اعتبرته “يدافع عن أعمال العنف التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين والتي نتج عنها مقتل متظاهرين سلميين و إصابة عشرات المواطنين“، حسب قولها. و قد قامت النيابة باستدعاء خالد صلاح و علا الشافعي للتحقيق معهما في نهاية شهر ديسمبر الماضي إلا أن النيابة قررت تأجيل التحقيق ولم تحدد موعد له.

فنانو مصر لم يسلموا من اتهامات السب والقذف

الفنانون لم يسلموا أيضا من هذا الاتهام لهم، حيث فوجئت الفنانة إلهام شاهين في سبتمبر الماضي بتقدم المحامي أشرف ناجي الجندي ببلاغ للنائب العام ضدها يتهمها بإهانة رئيس الجمهورية والتقليل من شأنه، وذلك بعد تعبيرها خلال إستضافتها في أحد البرامج التلفزيونية عن استيائها الشديد من أداء الدكتور محمد مرسي وطريقة إدار