أمام أبواب مستشفى المنصورة الدولي حيث مقر مديرية الصحة في الدقهلية، التي تحوي أكبر محرقة نفايات طبية في المنصورة تتراكم أكوام من النفايات مسببة العديد من الأمراض لأهالي المنطقة، حسب تقارير طبية.

ممدوح السيد أحد القاطنين في جوار المستشفى الدولي يقول إن محرقة النفايات متواجدة في منطقة سكنية وتتصاعد منها غازات ذات روائح كريهة تسبب أضرارا صحية وحساسية في الصدر.

بينما خالد عبد الرحمن أحد أطباء المستشفى الدولي يقول إن ما يسببه حرق النفايات في الهواء الطلق هو أمراض الربو الشعبي وسرطان الصدر والرئة. 

أمام أبواب مستشفى المنصورة الدولي حيث مقر مديرية الصحة في الدقهلية، التي تحوي أكبر محرقة نفايات طبية في المنصورة تتراكم أكوام من النفايات مسببة العديد من الأمراض لأهالي المنطقة، حسب تقارير طبية.

ممدوح السيد أحد القاطنين في جوار المستشفى الدولي يقول إن محرقة النفايات متواجدة في منطقة سكنية وتتصاعد منها غازات ذات روائح كريهة تسبب أضرارا صحية وحساسية في الصدر.

بينما خالد عبد الرحمن أحد أطباء المستشفى الدولي يقول إن ما يسببه حرق النفايات في الهواء الطلق هو أمراض الربو الشعبي وسرطان الصدر والرئة. 

قوانين 

وفقا للقوانين الدولية المتعارف عليها، والتي وقعت عليها مصر وتنفذها وزارة الصحة، يجب على المنشآت الطبية وضع النفايات وتقسيمها إلى ثلاثة أنواع حسب خطورتها، من أجل التخلص منها وتدويرها.

المجموعة الأولى تتعلق بالأوراق والكراتين وغيرها، وتوضع في أكياس سمراء اللون وهي الأقل خطورة، والمجموعة الثانية أكثر خطورة وتتعلق بالقطن وغيار الجروح والأجزاء البشرية وبقايا الولادة، وتوضع فى كيس بلاستيكي أحمر اللون، وتبقى المجموعة الأكثر خطورة وهي حقنات طبية وسنون فإنها توضع فى “جركن” لونه أحمر يغلق بإحكام شديد بطريقة آمنة.

بعد ذلك يتم حرق النفايات الخطرة بشكل منفصل، ويوجد تسع محارق على مستوى محافظة الدقهلية، ببلقاس وطلخا والمستشفى الدولي وميت غمر وشبراهور والسنبلاوين وميت سلسيل وأبو الأخضر، اثنتان من هذه المحارقة متوقفتان لعدم مطابقتهما للمواصفات، حسب ما ذكره سعد صابر مدير إدارة المحارق بمديرية الصحة بالدقهلية، هذا يعني أنه فقط سبع محارق فعليا تتولى مهام حرق نفايات آلاف المنشآت الطبية الخاصة والحكومية.

عدم انتظام جمع النفايات

بالإضافة لعدم تطبيق المعايير الصحية الكاملة عند استخدام المحارق الطبية، فإن السيارات المخصصة لنقل النفايات إلى المحارق لا تذهب بشكل دوري إلى المستشفيات الحكومية، ما يجعل المستشفيات الحكومية تترك نفاياتها الصحية مكدسة، حسب ما يقوله طبيب في المشفى. 

“لا يوجد سوى سبع سيارات لنقل النفايات في محافظة الدقهلية” يقول أحد العاملين في شركة “الإيمان” للنقل وهي الشركة التي تتعاقد معها مديرية الصحة لنقل النفايات، رفض ذكر اسمه. مضيفا بأن هذا العدد غير كاف فيتم التخلص من النفايات السامة في المستشفيات مع القمامة العادية. 

كارثة بيئية

جهاز شئون البيئة في الدقهلية خلال حملة قبل عام ونصف كشف عن “كارثة بيئية” تهدد حياة خمسة ملايين مواطن في منطقة سندوب في الدقهلية، حسب أحد الموظفين في هذا الجهاز. والذي يضيف أنهم ضبطوا طنين من النفايات الطبية أثناء نقلها من المستشفى الجامعي إلى مقلب قمامة سندوب العمومى وفيها دماء وبقايا حيوية ناتجة عن مخلفات عمليات الولاده وبتر وقطع أجزاء من الجسم ومخلفات عمليات جراحية.

لم تنف وزار الصحة ذلك وقالت على لسان سعد صابر إنه رغم التفتيش والمرور الدوري على المنشآت الطبية وتطبيق عقوبات السجن والغرامة فإنه يتم ضبط حالات مخالفة سنوية.

 إصابات بفيروس الكبد الوبائي

حال العاملين في إدارة النقل والطرق المجاورة للمحرقة ليس أحسن من حال سكان المنطقة.

عادل عبد الرازق (59 سنه) يقول إنه جاء للعمل هنا منذ 27 سنة وكان في عز شبابه وصحته جيدة، ولكنه فوجئ بإصابته بفيروس كبدي نتيجة التعرض المستمر للنفايات، مضيفا “سنويا يتوفى أربعة والباقون ينتظرون دورهم في الموت”.

عامل آخر هو عبد الهادي الشحات السيد يتذكر أسماء زملائه الذين فقدهم فقط منذ عام 2010 حتى آخر 2011، أشرف أبو عمو توفي بفيروس كبدي، وهو عامل فني صيانة، عمره (48 سنة). وتُوفي المغاوري فاروق الشويحي الذي يعمل كميكانيكي، وعمره (47 سنة)، بالصفراء الكبدية. بالإضافة إلى أحمد الصديق أمين مخازن، (48 سنه)، بمرض الكبد والصفرا. وعلي السافوري سواق عن عمر (55 سنه) بمرض الكبد. وعاطف سويلم بعد إصابته بمرض مزمن فى الصدر من تعرضه للقمامة يوميا (50 سنه). 

الإصابات تحدث بسبب الإبر الملوثة 

لكن هل يمكن فعلا لمجاورة محرقة النفايات الطبية أن تتسبب في الإصابة بأمراض مميتة؟ الطبيب وائل خفاجي عضو المجلس المحلي السابق في المنصورة يعزو ارتفاع نسبة الاصابة بالفيروسات الكبدية إلى التداول غير الآمن للنفايات الطبية في المقام الأول.

ويقول إن “العديد من الشركات تعيد استخدام الحقن الطبية وفلاتر الغسيل الكلوي مما يساعد على انتشار الاصابة بالفيروسات”. لكنه لم يجزم بأن استنشاق أبخرة المحرقة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطرة.

النفايات الطبية التي تمتزج بالنفايات العادية لا تحرق كلها، فبعضها يتم إعادة تدويره بدون اتخاذ أي محاذير. ففي عزبة الصفيح حيث يعمل الكثير من أهلها بعملية فرز القمامة وإعادة بيعها، يقول السيد إبراهيم إنهم يقومون بجمع المخلفات ويتأذون بسبب وجود النفايات الطبية.

ويوضح أنهم يأخذون بقايا المواد البلاستيكية من المستشفيات الخاصة وينقلونها إلى قرية ميت عساس حيث يشتري التجار منهم المخلفات بالكيلوغرام.

مصدر أمني في مديرية أمن الدقهلية يصرح أن السلطات ضبطت مصانع مخالفة دون تراخيص في المناطق الشعبية الملاصقة لعزبة الصفيح وشارع محمد فتحى، حيث يقوم بعض الناس بإعادة تصنيع النفايات بما فيها مخلفات طبية وتحويلها إلى لعب أطفال.