تمكنت بعض الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، مع سقوط النظام الليبي، أن تتدفّق إلى جنوب ليبيا وتنهب مخازن الجيش التي كانت تعجّ بمختلف أنواع الاسلحة. كما اجتاز الحدود جنوبا المئات من المسلحين الطوارق ممن كانوا يقاتلون في ليبيا وعادوا إلى مواطنهم في مالي مصحوبين بسيارات عسكرية وأسلحة متطورة وذخائر. وتتوزع السيطرة حاليا فيما بين تلك الجماعات على مناطق شمال مالي ومدنها الكبرى، تمبكتو وغاو وكيدال، والتي تمثل مساحتها مجتمعة أكثر من ثلثي مساحة البلاد.

تمكنت بعض الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، مع سقوط النظام الليبي، أن تتدفّق إلى جنوب ليبيا وتنهب مخازن الجيش التي كانت تعجّ بمختلف أنواع الاسلحة. كما اجتاز الحدود جنوبا المئات من المسلحين الطوارق ممن كانوا يقاتلون في ليبيا وعادوا إلى مواطنهم في مالي مصحوبين بسيارات عسكرية وأسلحة متطورة وذخائر. وتتوزع السيطرة حاليا فيما بين تلك الجماعات على مناطق شمال مالي ومدنها الكبرى، تمبكتو وغاو وكيدال، والتي تمثل مساحتها مجتمعة أكثر من ثلثي مساحة البلاد.

“مراسلون” ينشر قائمة بأسماء أهم تلك الجماعات ونبذة عن توجهاتها الفكرية وارتباطاتها الخارجية وولاءاتها.

جماعة أنصار الدين 

وهي الجماعة الإسلامية المسلحة، ذات التوجه السلفي، والتي تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، ولا تطالب باستقلال شمال البلاد فقط، بل إقامة دولة الخلافة حتى على كامل أراضي المسلمين في شمال افريقيا. وقد أسّس هذه الحركة إياد آغ غالي، وهو عسكري سابق من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل الإيفوغاس، وينحدر من أسرة أزوادية عريقة في كيدال بأقصى الشمال الشرقي لمالي. 

ويعتبر آغ غالي زعيم تاريخي في تمرد قبائل الطوارق خلال التسعينيات من القرن الماضي. وقد تأثّر بالفكر السلفي خلال عمله كدبلوماسي بالخليج وخلال قيامه بالوساطة لتحرير رهائن غربيين مختطفين عام 2003 لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. 

وجماعة أنصار الدين شبيهة بحركة طالبان في أفغانستان نظرا لمحليتها وانتماء معظم قياداتها ومقاتليها الى طوارق مالي، على عكس جماعات أخرى أغلب عناصرها من العرب. ويقال إن تفوق هذه الجماعة العسكري والمكانة الخاصة التي تحظى بها، تعود في جانب كبير منها إلى تحالفها مع تنظيم القاعدة الذي أمدَّها بالمال والسلاح. وقد تمكنت من بسط سيطرتها على مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غرب مالي، حيث عمدت الى هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية والمواقع الاثرية التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988، وأقامت بها مجلسا للقضاء يتشكل من بعض أعضاء الجماعة يقوم مقام مراكز الأمن والعدالة.

تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي 

هو تنظيم منبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر. وأمير التنظيم هو أبو مصعب عبد الودود (عبد المالك دروكدال)  والذي خرج بدوره من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة.

ويعد هذا التنظيم الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأكثر قدرة في التواصل مع شيوخ القبائل هناك، إذ يرتبط بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، وهو حلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة. 

ويتوزع التنظيم على مجموعة من المناطق العسكرية وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتمتد فيه إمارة الصحراء بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم بـصحراء الإسلام الكبرى، وهي المنطقة التاسعة وفق التقسيم، ويتولى إمرتها حاليا يحيي أبو الهمام القائد السابق لـكتيبة الفرقان، صُحبة ناطقها الرسمي عبد الله الشنقيطي. ولها ميدانيا أربع مجموعات عسكرية، كتيبتان وسريتان: كتيبة طارق بن زياد، وأميرها عبد الحميد أبو زيد، وكتيبة الملثمين، وأميرها مختار بلمختار، أما السريتان فهما سرية الفرقان، وسرية الأنصار. 

وتتمركز كتيبة طارق وسرية الفرقان في منطقة تمبكتو. وتتمركز كتيبة الملثمين في كيدال واجلهوك وسلسلة جبال تغير غاريم الممتدة حتى الحدود مع الجزائر. وأغلب مقاتليها جزائريون ومن موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا، ينتظمون في حدود سبعين خلية وعددهم يتجاوز الثلاثة الاف نسمة.

حركة التوحيد والجهاد 

وهي منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أيضا، يقودها محمد ولد نويمر، ومعظم عناصرها من العرب. وتدعو الحركة إلى الجهاد في غرب أفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة قاو على نهر النيجر، بعد أن طردت منها الجيش ثم مقاتلي حركة تحرير أزواد.

وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مالية، وما تملكه من روابط قبلية، وما لها من حضور ميداني، استطاعت حركة التوحيد والجهاد طرد جميع مناوئيها الطوارق من مدينة اسونغو بعدما ألحقت بهم هزيمة كبرى في 27 جوان/حزيران الماضي في مدينة قاو، إحدى المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي.

وكباقي حلفائها المسلحين وقفت حركة التوحيد والجهاد وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب ومن بينهم جزائريون كانوا قد اختطفوا في منطقة غاو في شهر نيسان/ أفريل الماضي. 

كما نفذت الإعدام بحق دبلوماسي جزائري بعد أن رفضت السلطات الجزائرية إبرام اتفاق معها، يقضي بالإفراج عن إسلاميين معتقلين وفدية تقدر بنحو 15 مليون يورو. 

وتضم الحركة أربع سرايا هي سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. ولها كتيبة أخرى تتبعها تعرف بكتيبة أسامة بن لادن يتزعمها أحمد ولد عامر.

حركة أنصار الشريعة

التي أسسها عمار ولد حماها، الذي يُلقّب بالرجل ذي اللحية الحمراء، المنحدر من قبائل البرابيش العربية، والذي يقول ان أنصار الشريعة كتيبة إسلامية شعبية إقليمية تهدف إلى تطبيق شرع الله في كافة أرجاء مالي. وقد استطاع  أن يقنع أغلب عناصر الجبهة العربية الأزوادية، من القبائل العربية في تنبكتو، بالالتحاق بها، كما أن الحركة تحظى أيضا بدعم العرب الموجودين في منطقة غاوه.

وكان قادة أنصار الدين قد أفسحوا المجال للكتيبة التي تحمل هوية خاصة، بوصفها التنظيم الإسلامي العربي الوحيد في منطقة تعددت فيها التنظيمات حسب تعدد الأعراق.

ويشير ولد حماها إلى أنه أسس الحركة غيرة على العرب والبرابيش الذين تجاوزهم إخوتهم من الطوارق الذين تعمقوا في الجهاد.

وكان ولد حماها ناشطاً في جماعة الدعوة والتبليغ لينتقل بعد ذلك إلى ما وصفه “بـمرحلة السيف” مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وكتيبة الملثمين ثم تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا فحركة أنصار الدين.

كتيبة الموقّعون بالدم 

 يتزعمها الجزائري خالد أبو العباس (اسمه الحقيقي مختار بلمختار) وكان قد شكلها حديثا بعد عزله من زعامة كتيبة الملثمين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو ما وصفته القاعدة وقتها بأنه عزل لا يعدو كونه إجراءً إدارياً وتنظيمياً اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود والتزم به أبو العباس. لكن بلمختار خرج ليشكل تنظيما جديدا من الفدائيين يحمل اسم “الموقعون بالدم”.

الحركة الوطنية لتحرير أزواد

أعلنت الحركة عن نفسها رسميا في تشرين أول/ أكتوبر2011، بالرغم من أنها تنشط منذ سنوات طويلة. وتسعى إلى انفصال الشمال لإقامة “دولة أزواد”، الحلم التاريخي لقبائل الطوارق، الواقعة في شمال مالي، والتي تضم أجزاء معتبرة من الجزائر وموريتانيا والنيجر. وقد ضعفت مؤخرا وكادت أن تندثر أمام هجمات المسلحين الاسلاميين. 

هذه باختصار أهم الفرق المسلحة التي تقاتل الآن في شمال مالي، والتي حملتها الحرب الفرنسية الاخيرة إلى طليعة الاحداث العالمية. ويتوقع الكثيرون أن تبقى امتداداتها راسخة في منطقة الساحل والصحراء، حتى وان تمكنت فرنسا وتحالفها الدولي من هزيمتها، نظرا لما تحويه الصحراء الكبرى من أواصر قبلية وامتدادات عرقية.