يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي كشفت المدونة التونسية ألفة الرياحي “فضيحة” سياسية، فيما بات يعرف في الأوساط التونسية بـ “شيراتون غايت”. فقد نشرت المدونة في موقعها على الفيسبوك وثائق وفواتير قالت إنها تدين رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي، وصهر رئيس حركة النهضة، في تبديد المال العام. وتفيد الوثائق أن وزير الخارجية أقام خمسة ليالي في فندق شيراتون على حساب ميزانية الوزارة رغم تمتعه بالسكن الوظيفي.
يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي كشفت المدونة التونسية ألفة الرياحي “فضيحة” سياسية، فيما بات يعرف في الأوساط التونسية بـ “شيراتون غايت”. فقد نشرت المدونة في موقعها على الفيسبوك وثائق وفواتير قالت إنها تدين رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي، وصهر رئيس حركة النهضة، في تبديد المال العام. وتفيد الوثائق أن وزير الخارجية أقام خمسة ليالي في فندق شيراتون على حساب ميزانية الوزارة رغم تمتعه بالسكن الوظيفي.
وزير الخارجية الذي نفى التهمة برر الأمر بأنه اضطر بسبب عمله للتأخر والمبيت بالفندق. المدونة ذهبت أبعد حين ذكرت أن الوزير قضى إحدى هذه الليالي في الفندق مع امرأة. لكن الوزير رد التهمة من جديد وقال أن السيدة هي قريبته والتقيا للحديث في شأن عائلي ورفع دعوة قضائية بحقّ المدونة.
“مراسلون” اتصلت بألفة الرياحي للحديث حول القضية التي تشغل الرأي العام التونسي وهنا نص المقابلة:
“مراسلون”: تناقلت أغلب وسائل الإعلام أخبار مختلفة حول ما نشرته بمدونتك من وثائق و فواتير تبين إهدار وزير الخارجية للمال العام..
ألفة الرياحي (مقاطعة): نعم.. ذاك بالضبط ما حصل. تحصلت عبر مصادري الخاصة على فواتير تثبت تورط وزير الخارجية رفيق عبد السلام بوشلاكة في قضايا فساد مالي وأخلاقي.
س: صرح السيد محمد عبو أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (أحد أحزاب الترويكا الحاكمة) أنه يملك هذه الوثائق ووثائق أخرى فهل فوضك هذا الحزب لفضح ممارسات شركائهم في الحكم؟
ج: للسيد محمد عبو وغيره أن يصرحوا بما يشاؤون لكن مصادري ليست حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ولن أعلن عن مصادري مهما حصل.
س: لكن الأخبار المتداولة تفيد أنك من مناصري هذا الحزب؟
ج: أنا لا أمتلك بطاقة انخراط بالمؤتمر. وعموما التوجه السياسي ليس شرطا لقيام شخص برفع دعوى ضد وزير. وفي النهاية أرى أن مسألة التحزب حرية شخصية، وأخصكم بالقول أن حزب المؤتمر هو الأقرب إلي.
س: سبق لأيوب المسعودي المستشار الاعلامي السابق لرئيس الدولة (قبل ان يستقيل) والمنتمي لحزب المؤتمر أن أدلى بتصريحات ضد حزب النهضة في قناة تلفزية ولم يسانده حزبه في هذه القضية.
ج: لم يجبر حزب المؤتمر أيوب على القيام بهذه التصريحات بل قام بها اختيارا ثم انه استقال من هذا الحزب ومن منصبه وفي النهاية لكل شخص الحرية في أن يصرح بما يشاء.
س: لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لنشر هذه الوثائق خاصة وأن نشرها تزامن مع رفض كتلة حركة النهضة المصادقة على ميزانية رئاسة الجمهورية؟
ج: أود أن أعلم الجميع بأن الوثائق بدأت تصلني قبل أن أنشرها بحوالي الشهرين وما إن تمكنت من التثبت من صحتها حتى نشرتها ليطلع كل المواطنين على حقيقة ما يجري.
س: كيف أمكنك التثبت من وثائق تدين وزير خارجية وصهر رئيس الحزب الحاكم ؟
ج: استغرقت عملية البحث أكثر من شهرين حيث بدأت بالاطلاع على حساب وزارة الخارجية واستعنت بعدد كبير من علاقاتي الشخصية ومعارفي حتى أتمكن من التأكد من وجود الوزير في النزل المذكور في التاريخ الموجود في الفواتير. وأنا الآن بصدد التثبت من وثائق جديدة تدين أشخاص آخرين.
س: هل تنوين نشر هذه الوثائق قريبا؟
ج: نعم ما إن أتثبت من صحتها حتى أنشرها و لن أتوانى لحظة في كشف أي حقيقة قد تفيد هذا الوطن بشكل أو بآخر.
س: هل يعتبر هذا تحديا للحكومة؟
ج: أبدا فأنا كنت من بين المدافعين عن الحكومة لأنها شرعية ومنتخبة لكني ضد أي شكل من أشكال الفساد واستغلال النفوذ، وسأسعى لمحاربة الفساد و الفاسدين في البلاد.
س: هل وصلتك تهديدات من الحكومة أو من يساندها؟
ج: ليس بعد لكنني أتعرض لحرب إعلامية شرسة من قبل حزب النهضة الحاكم وهذا لن يحط من عزيمتي فقد صرحوا مؤخرا أني قد تحولت إلى متهمة في هذه القضية في حين أني شاهدة.
س: ما هو موقفك من القضاء بعد عرضك على قاضي التحقيق؟
ج: ثقتي في القضاء كبيرة وقد قدمت له كل ما أملك في هذه القضية من مستندات وأنا سعيدة بما وصلت إليه بلادنا في مجال استقلالية القضاء وحرية التعبير وأشكر كل من ناضل من اجل الوصول لتحقيق هذا المكسب.