١٠ ٪ من سكان مصر يقطنون الدلتا والمناطق الساحلية باتوا مهددين بسبب التغيرات المناخية في العالم خاصة مع استمرار ارتفاع معدلات نسبه الكربون ودرجات الحرارة. وهو ما حذر منه الدكتور خالد عوده الخبير الجيولوجي العالمي وأستاذ الطبقات والحفريات بجامعه أسيوط ونائب رئيس الفريق الجيولوجي العالمي التابع للأمم المتحدة الذي أصدر عام 2010 إلى أول أطلس طبوغرافيا لمصر بعنوان “أطلس مخاطر التغيرات المناخية على السواحل المصرية”.

١٠ ٪ من سكان مصر يقطنون الدلتا والمناطق الساحلية باتوا مهددين بسبب التغيرات المناخية في العالم خاصة مع استمرار ارتفاع معدلات نسبه الكربون ودرجات الحرارة. وهو ما حذر منه الدكتور خالد عوده الخبير الجيولوجي العالمي وأستاذ الطبقات والحفريات بجامعه أسيوط ونائب رئيس الفريق الجيولوجي العالمي التابع للأمم المتحدة الذي أصدر عام 2010 إلى أول أطلس طبوغرافيا لمصر بعنوان “أطلس مخاطر التغيرات المناخية على السواحل المصرية”. دراسته خلال مشروع الأطلس فتح له مجالا آخر للاكتشافات منها خزان مياه جوفي بالصحراء الغربية وواحات جديدة قابله للزراعة.

س – ما هو الأطلس الطبوغرافي وما الجديد الذي يقدمه لمصر وسواحلها والدلتا بصفه خاصة؟

ج – والطبوغرافيا هي تحديد ارتفاعات ومناسيب سطح الأرض بالنسبة لسطح البحر. هذا الأطلس يضم أول دراسة علمية موسعة وتفصيلية لطبوغرافيا السواحل المصرية التي يبلغ طولها نحو ٣٥٠٠ كيلو متر بناء على المعلومات والبيانات المحدثة الواردة من مكوك البعثة الطبوغرافية للرادار بوكالة ناسا الامريكيه للفضاء، والتي تم الإفراج عنها عام ٢٠٠٢ م. ويتضمن الأطلس أيضاً تفصيل للمخاطر التي تواجه السواحل المصرية والدلتا، ويضم أيضا حلولا غير تقليدية ومبتكرة لتلافي هذه المخاطر. واستغرق العمل فيه حوالي ٣ سنوات. وبشكل عام فإن الأطالس الطبوغرافية نادرة جدا وإذا وجد فيكون عادةً تابع لهيئات المساحة العامة او العسكرية.

س – ما هو تأثير التغيرات المناخية علي الدلتا والتهديدات التي تتعرض لها؟

ج – تبلغ مساحة الدلتا الحالية نحو٢٤٤٥٠ كم٢ أي ما يعادل نسبة ٢.٥% تقريبا من إجمالي مساحة مصر، وتتميز دلتات العالم عموما بخاصية الهبوط المستمر. والدلتا المصرية عند أطرافها الشمالية خاصة المصبات لا يتجاوز ارتفاعها صفراً عن منسوب سطح البحر وبعمق إلى الداخل يتراوح بين ٧.٧ كم و٥٨.٥ كم على طول ساحل الدلتا، بالإضافة إلى النحر الطبيعي والتجريف البشري فضلا عن انعدام حمولة نهر النيل من الطمي بسبب بناء السد العالي. ومن ثم فهي عرضة للتأثر بأي ارتفاع فى منسوب سطح البحر في ظل هبوط سنوي يتراوح ما بين ٣ ملليمتر إلي ٥ ملليمتر. وأثبتت الأبحاث العالمية خاصة بعد مؤتمر التغيرات المناخية في المكسيك ان منسوب سطح البحر يرتفع مترا خلال القرن الحالي علي الأقل، وهو ما يعرض أجزاء كبيره من الدلتا للغرق.

س – ما هي مناطق الدلتا المهددة حال ارتفاع منسوب سطح البحر؟

ج – تنقسم هذه الأراضي في الدلتا إلي ٤ أجزاء، الأول يضم الأراضي المهددة بالاجتياح البحري عبر البحيرات، والثاني الأراضي المهددة بالغمر بفعل المياه المتسربة من البحر خلال التربة التحت سطحية كأثر تتابعي لزيادة منسوب سطح البحر، والثالث الأراضي المهددة بالحصار البحري الكامل، والرابع الشواطئ السياحية المهددة بالاجتياح البحري مثل شواطئ مدينة الإسكندرية ومدينة بور سعيد. وتتراوح مساحة الأراضي الساحلية بالدلتا المصرية المعرضة لمخاطر اجتياح البحر الأبيض المتوسط حال ارتفاع منسوب سطح البحر العالمي بأي مقدار يزيد على المنسوب الحالي بحد أقصى متر واحد خلال القرن الحالي من ٤١٤٧ كم٢ بنسبة ١٧% من إجمالي مساحة الدلتا كحد أدنى إلى ٥٩٢٠ كم٢ بنسبة ٢٤.٢% من إجمالي مساحة الدلتا كحد أقصى.

س  – ما هو تأثير السد العالي علي الدلتا المصرية؟

ج – السد العالي منذ إنشاؤه عام ١٩٦٩ منع تراكم رواسب النهر من الرمل والطين والطمي من الوصول إلي الدلتا والذي كان ينقلها في السابق عبر الاف السنين وهي التي كونت الكثبان الرملية التي مثلت الحواجز الطبيعية لحماية الدلتا من البحر والتي كانت تصل من ١٨ إلي ٥٥ مليار متر مكعب من الرواسب سنويا، ورواسب فيضان تصل إلي ٣٤ مليار متر مكعب، ورواسب معلقه يحملها النهر تصل إلي ١١١ مليار كجم سنويا، يصل منها حوالي ٩٥ ٪ إلي المصبات خلال مواسم الفيضان. وقد ساهم انقطاع رواسب النهر بعد إنشاء السد العالي مع استمرار هبوط أطراف الدلتا فى ارتفاع معدلات نحر الشواطئ على طول القوس الشمالي للدلتا.

س – ما هو الحل غير التقليدي الذي قدمته في الأطلس لمواجهه الارتفاع في منسوب سطح البحر؟

ج – حماية الدلتا من الغرق ستكلف الكثير ويبقي الحل غير التقليدي الذي يكمن في استغلال طوبوغرافيا الجزء الشمالي من الصحراء الغربية لتصريف مياه البحر الزائدة، وفى نفس الوقت استخدام هذه المياه فى إحياء مشروع بحيرة “منخفض القطارة” والذي يبلغ مساحته ٢١ الف كم مربع أي ما يعادل مساحه دولة الكويت. ويبلغ متوسط منسوب المنخفض ٥٩ متر تحت سطح البحر ويصل الحد الادني إلى ١٣٩ مترا. ومشروع القطارة بدأه العالم الألماني بنك وهو يسمح باستيعاب نصف المياه الزائدة في البحر المتوسط خلال المائة عام القادمة ومن ثم الحد من ارتفاع منسوب سطح البحر وإنقاذ الدلتا من مخاطر زيادة هذا المنسوب بل وإنقاذ دول حوض البحر المتوسط، وفى نفس الوقت يمكن الاستفادة من هذه المياه فى توليد طاقة كهربائية جبارة.

س – ما هي المشاكل التي تواجه مشروع منخفض القطارة الذي توقف الآن؟

ج – غياب الإرادة السياسية لدى النظام السابق، وحاليا عدم الاستقرار والاحتجاجات المتواصلة. وارى انه لابد من تكليف مسئول عن المشروعات القومية وتنفيذها كي تستفيد مصر من خبرات أبنائها.

س – هل هناك حلول أخرى دائمة لحماية الدلتا؟

ج – عوده الطمي إلي نهر النيل قد يكون هو الحل الأمثل لمئات السنين القادمة لأن تصريف المياه بدون تكوين حزام ورفع لمنسوب الدلتا لن يفيد فيما بعد. والحل الذي تم اقتراحه هو الاحتفاظ بايجابيات السد العالي في توليد الكهرباء وتخزين المياه في بحيرة السد العالي وان يتم إنشاء تفريعه خلف بحيرة السد العالي لتدخل المياه إلي السد العالي لتوليد الكهرباء بنسبه ٢٥ ٪ وتدخل المياه والطمي من التفريعة الجديدة بنسبه ٧٥ ٪ لترمي أمام السد العالي وتصب في النهر لكي تصل الرواسب إلي الدلتا لكي تحفظها من الهبوط المستمر والتفريعة الجديدة لا تحتاج إلى طلمبات لأنه تم تحديد منطقه طبوغرافية ملائمة والمشروع يحمي الدلتا بتكوين حزام رملي ويخصب الأراضي الزراعية، ويحمي مجرى النيل من الطمي حتي لا يسد المجري خلف بحيرة السد العالي.

س – ما هي الاكتشافات الجديدة في الصحراء الغربية التي توصلتم إليها؟

ج – في شهر مارس 2011 عندما عدت لاستكمال العمل في أطلس منطقة ليبيا وبحر الرمال الأعظم مستغلا النتائج الحديثة والبيانات من وكالة ناسا بدأت في عمل خريطة جديدة لبحر الرمال الأعظم، وبناءا على ذلك تم إعداد رحلة علمية بالاتفاق مع وزير الزراعة في ذلك الوقت أيمن فريد أبو حديد في يونيو 2011 للذهاب إلى منطقة بحر الرمال الأعظم التي لم يصلها إنسان قبل ذلك. وبعد إتمام جميع الموافقات تم تكوين البعثة العلمية بمشاركة مركز بحوث الصحراء بقيادة الدكتور إبراهيم نصر وجامعة أسيوط تحت قيادتي وضمت البعثة 6 أساتذة جامعات في تخصصات مختلفة. والتقطنا نحو الف صورة وفيديو لكل المناطق. وتم اكتشاف نهرين سطحيين الأول قادم من واحة الكفرة في ليبيا ” نهر الكفرة” والثاني خارج من الجلف الكبير حيث يلتقون سويا في بحر الرمال الأعظم وهما قادمين الى مصر عبر الحجر الرملي النوبي.

س- هل كانت تجري مياه في هاذين النهرين؟

ج- كانت تجري فيهما المياه منذ 18 الى 22 الف عام عندما كانت الصحراء الغربية مروج خضراء، ولكنهما الآن نهران جافان وسط بحر الرمال الأعظم، ولكن المياه التي كانت بهما شربتها الأرض حاليا وتمثل مخزون استراتيجي من المياه الجوفية.

س – كيف يمكن الاستفادة من هذه الاكتشافات وما يمكن تحقيقه لمصر؟

ج – هذه الاكتشافات العلمية أكدت وجود نحو 3 مليون و750 الف فدان صالحة للزراعة في 7 واحات جديدة تم اكتشافها وهي واحات الفرافرة الجديدة (واحة أخرى غير واحة الفرافرة المعروفة) بمساحة 932 كم،  والتحرير بمساحة 647 كم، والثورة على مسحة 795 كم، وعبد القادر عودة بمساحة 1666 كم، والشهداء على مساحة 1611 كم، و25 يناير وسهل الثورة بمساحة 3030 كم، بالإضافة لوجود هضبة مستوية على مساحة 1020 كم.
الواحات الجديدة يقع تحتها الحجر الرملي النوبي والذي يعتبر الخزان الجوفي لمصر لمسافة تزيد عن 1200 متر تحت سطح الأرض كلها طبقات حامله للماء وتعتبر من أجود الطبقات الحاملة للمياه وهذا هو فائدة الكشف حيث تبدأ المياه من عمق متر واحد والرشح الموجود على كل هذه المساحات يؤكد ذلك.
وهذه المساحات الشاسع من الأراضي تؤهل لثورة زراعية في مصر لو تم استغلالها جيدا من خلال مشروع زراعي كبير.