بينما تكتظ الميادين بالمؤيدين والرافضين للاستفتاء على الدستور والإعلان الدستوري تجد في القرى والدواوين مجموعات من الشباب تسعى لشرح وتفسر مواد الدستور لتوعية البسطاء في النجوع بمعنى الدستور والمشاركة وأهمية صوتهم سوء كان مع أو ضد للوصول لخلق حالة من الديمقراطية يسكن إليها الشعب.

بينما تكتظ الميادين بالمؤيدين والرافضين للاستفتاء على الدستور والإعلان الدستوري تجد في القرى والدواوين مجموعات من الشباب تسعى لشرح وتفسر مواد الدستور لتوعية البسطاء في النجوع بمعنى الدستور والمشاركة وأهمية صوتهم سوء كان مع أو ضد للوصول لخلق حالة من الديمقراطية يسكن إليها الشعب.
ففي قرية الخطارة التابعة لمركز نقادة فى جنوب محافظة قنا نجد تعاونا بين جمعية “رواد” وبين لجنة الحقوق والحريات المستقلة في عمل حملة تحت اسم “أعرف دستورك” تعمل على التجوال في الدواوين والقرى لشرح مواد الدستور والرد على الاستفسارات توضيح نقاط الضعف والقوى في الدستور. وهي حملة مختلفة عن الحملة الرسمية التي تقف وراءها الجمعية التأسيسية.قال محمد عرابي،  منسق حملة “أعرف دستورك”: “تهدف الحملة إلى شرح الدستور بكل حيادية دون دفع المواطنين إلى اتجاه معين أو موقف محدد، مؤكدا أن الحملة تستخدم فى ذلك وسائل مختلفة للعرض والشرح مثل المطبوعات الورقية  والبنارات وجهاز “الداتا شو” فى الساحات أو مراكز الشباب”.وأوضح عرابي أن الحملة تقيم كل ليلة حلقات الشرح فى إحدى القرى كما تنظم مؤتمرا جماهيريا بأحد مراكز الشباب وتدعوا عددا كبيرا من الشخصيات من مراكز الشباب على مستوى المحافظة والجمعيات الأهلية، لشرح وجهات النظر بحيادية وعلى المواطن الاختيار.
حملات توعية
وفى إحدى هذه الحلقات النقاشية للحملة التقى موقع “مراسلون” جمال محسن، أحد المشاركين الذي قال إنه جاء إلى للحلقة لمعرفة الحقيقة بعد أن “شعرت بتخبط شديد من التحليل والحديث عن الدستور في قنوات التليفزيون، وخاصة أن كل قناة تتبنى وجهة نظر محايدة لجبهة معينة، مؤكدا أنه سوف يأخذ وقتا في معرفة مواد الدستور”.وكان لشمعة رمضان من المشركات رأي آخر، فهي تعرف موقفها بالفعل من الدستور، وترى أن الدستور لا يخدم كل فئات المجتمع، ولم يتحدث عن المرأة البسيطة وحقوقها المسلوبة، كما أنها وجدت في بعض البنود خدمة لتيار معين مما جعلها تفقد الثقة فيه لذلك قررت ان يكون تصويتها فى الاستفتاء بــ”لأ”.
حملات معارضة
من ناحية أخرى تبنت القوى الثورية فى مدينة قنا حملة “دستورك باطل” التي تقوم بتوضيح عيوب الدستور الجديد ونقاط الضعف فيه من خلال شرح المواد المختلف عليها، محاولين اقناع المواطنين برفض الدستور والتصويت بـــ” لأ”.وأشار عبدالله معتوق، منسق حملة “دستورك باطل” بمدينة قنا إلى أن هدف الحملة إلغاء الدستور الجديد من خلال رفضه فى الاستفتاء لأنه دستور يعتريه الكثير من العوار.أشار معتوق إلى قيام الحملة بعمل ملاصقات على الجدران تحمل شعار “دستور باطل” ونشرها فى أماكن التجمعات مثل الجامعة والمقاهي والنوادي الكبرى في المحافظة دستور، وأخرى تحمل الأخطاء التي يحتوى عليها الدستور من وجهة نظره وتثبت انحيازه إلى فصيل واحد، ويحطم أمال قطاعات عريضة من الشعب طالما حلمت بدستور الثورة.كذلك انطلقت حملة “طرق الأبواب” بقنا للتعريف بسلبيات الدستور الجديد، وقال الناشط السياسى جمال فريد، عضو الحزب الناصرى بقنا، إن “الحملة ليست ضد الشريعة كما يحاول البعض أن يوحى للمواطنين البسطاء، فنحن مع الاسلام دين السماحة والحرية والعدل والمساواة، وضد الصورة السيئة التي يعطيها البعض للإسلام بأنه دين عنف فأين كانت الشريعة عندما أريقت دماء إخوانهم المسلمين أمام قصر الاتحادية، وأين كانت عندما هاجموا إخوانهم؟!”. وأضاف فريد، بأن الحملة تركز فى عملها على المقاهي والأماكن العامة وتتحاور مع الجميع..
تباين في آراء الناخبين
قال احمد محمد حسين، طبيب وحدة الخطارة الصحية، إنه بينما يقرأ فى الدستور لفت نظره المواد الخاصة بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وهو ما يرفضه، مضيفا “مهما كان الحال يجب أن يحاكم الفرد أمام قاضيه الطبيعي”. وما عدا ذلك يجد حسين أن الدستور في مجمل الدستور جيد جدا، وهو موافق عليه بنسبة 70%، وقال “صوتي سيكون بنعم”.وهو نفس موقف هشام محمد الملقب هيكل، معلم، الذي علل رأيه بأنه يريد البلاد أن تستقر وأن كل ما لفت نظره هو تقييد صلاحيات رئيس الجمهورية معترفا بأن هناك بعض المواد تحتاج إلى تفسير حتى لا يتم تأويلها بصورة مغلوطة.أما الحاجة آمنه سيد، سيدة مسنة، فقالت أنها لا تعرف الدستور المختلف عليها وتعرف فقط ما سوف يترتب عليه الدستور، فإذا كان أمن ورحمة للغلابة سوف تصوت بنعم أما إذا كان دستورا للكبار أو “إللى عايزين يكبروا” سأصوت بلا.
وعلى صعيد المؤسسات يقيم قصر ثقافة قنا حلقات نقاش يومية تحت عنوان  الدستور … حوار مجتمعي” بهدف خلق حالة من  الحوار المجتمعي حول الدستور المصري الجديد، يشارك فيها عدد كبير من النشطاء والمهتمين بالشأن السياسي الوطني لقراءة بعض مواد الدستور والنقاش حولها ويقدِّم تلك القراءات كل المشاركين من الحضور.