“مش هرتاح الا مايبعدوا  المقر عن السابعة” صرخة أطلقها ابراهيم أحمد مطالبا المسئولين بإبعاد مقر جماعة الاخوان المسلمين عن المنطقة السابعة بالاسماعيلية، معتبرا ذلك أقل تعويض من الممكن أن يحصل عليه جراء ما أصابه على أيدي اعضاء الجماعة يوم الاربعاء الماضي.

ابراهيم خريج كلية السياحة والفنادق ويعمل “بار مان” فى مدينة شرم الشيخ. لا تربطه أى علاقة بالسياسة، بل أن ثورة يناير لم تأخذ من ذهنه أي حيز رغم مرور ما يقرب من عامين على اندلاع احداثها. أي أنه من “أهل الكنبة” كما يطلق السياسيون عليهم.

“مش هرتاح الا مايبعدوا  المقر عن السابعة” صرخة أطلقها ابراهيم أحمد مطالبا المسئولين بإبعاد مقر جماعة الاخوان المسلمين عن المنطقة السابعة بالاسماعيلية، معتبرا ذلك أقل تعويض من الممكن أن يحصل عليه جراء ما أصابه على أيدي اعضاء الجماعة يوم الاربعاء الماضي.

ابراهيم خريج كلية السياحة والفنادق ويعمل “بار مان” فى مدينة شرم الشيخ. لا تربطه أى علاقة بالسياسة، بل أن ثورة يناير لم تأخذ من ذهنه أي حيز رغم مرور ما يقرب من عامين على اندلاع احداثها. أي أنه من “أهل الكنبة” كما يطلق السياسيون عليهم.

وكعادته عقب حصوله على اجازة من عمله استراح قليلا فى منزل العائلة ثم فى تمام التاسعة مساء من يوم الاربعاء الماضي نزل لاصدقائه للجلوس على الكافتيريا التي تجاور مقر الاخوان المسلمين، ليجد أن أحمد نجل خالته “سايح فى دمه” جراء قطعة رخام القاها عليه بعض جماعة الاخوان المسلمين خلال انشغالهم بالرد على هتافات المتظاهرين أمام مقرهم، رغم أن أحمد وكما يقول ذهب فقط لشراء العشاء من مطعم مجاور لهم وظل يشاهد تطورات الاحداث مابين المتظاهرين والاخوان، حتى  حصل على نصيبه من إعتداءات الاخوان المسلمين.

“ميليشيات الإخوان”

وبعد أن عاد إبراهيم من المستشفى، حيث زار ابن خالته، تعرض هو نفسه للضرب على يد مجموعة من الأشخاص أمام منزله، وكانوا يحملون العصا والشوم ويهتفون “الله أكبر ولله الحمد”. ورغم محاولات إبراهيم لإقناعهم  بأنه “مالوش اى دعوة ” وأنه أحد سكان المنطقة، لم يستجب أحد لندائه، بل وصل الأمر لضرب والدته وأصدقائه الذين حاولوا إسعافه وانقاذه من ما أسماهم “مليشيات الاخوان”.

الغريب أنه فور تسلم الأهالي لإبراهيم ذهبوا به لمستشفى الجامعة بالاسماعيلية، لكن اثنين من الأطباء أحدهم جراح والاخر أخصائي تخدير رفضا إسعافه كونهم من الاخوان وعلموا انه قادم من جوار مقرهم، كما يشرح إبراهيم. لذا اضطر للذهاب لمستشفى خاص ليجد أن حصيلة الاعتداء عليه وصلت لحد العجز  بعد شرخ فى الحوض وخلع فى الكتف، وهروب لصابونة رجليه، وكدمات فى مختلف انحاء جسده، وست غرز فى رأسه وحبس للدم فى مناطق عدة فى جسده.

انتقادات من الأهالي

وأفصح إبراهيم عن محاولات من الاخوان لترضيته، وذلك بعد علمهم بأنه من أبناء السابعة وليس له أي علاقة بالتظاهر. أتت هذه المحاولات عن طريق أشخاص من سوق الجمعة بالاسماعيلية معروف عنهم البلطجة. وأكد أنهم قاموا بتهديده إن لم يتنازل عن المحضر الذي حرره ضد الاخوان المسلمين.

ويختتم ابراهيم حديثه بأنه لن يتنازل عن حقه بعد ضربه وإهانته وسحله وتعذيبه وضرب والدته وأصدقائه وتهديده الاخير من قبل بلطجية الاخوان المسلمين، مؤكدا أن أبسط ما يشفي غليله حاليا هو إبعاد مقر الجماعة، وهو مطلب بعض الأهالي أيضا من منطقة السابعة،  خاصة بعدما أصيب ثلاثة أشخاص من نفس المنطقة لم يكن لهم ناقة ولاجمل فى التظاهر امامهم.

الأمن لا يرغب في دفع الفواتير السياسية

“ده يابخت من كان الاخوان جاره” يقول اللواء محمد عناني مساعد مدير أمن الاسماعيلية للأمن العام بضحكة عالية. اللواء الذي أصيب في نفس الأحداث دون أن يتهم أحدا، بأن على جيران الاخوان أن يفرحوا بذلك، بعد أن باتت الدوريات الامنية التي تمر بجوار مقرات الإخوان كفيلة باستتباب الأمن فى نفس المنطقة وهو ما يحسده عليهم اخرين من مناطق أخرى، حسب قوله.

عناني يؤكد أن القدر يجعل دائما من وزارته دافعة لفواتير الخلافات السياسية دون أن يكون لها أي دور فيها، مؤكدا انه اذا كان  من واجبهم ان يؤمنوا شقق المواطنين، فلابد ايضا ان يساهموا فى تامين المنشئات والمقرات العامة وبالطبع منها جماعة الاخوان التى تحكم مصر حاليا، وليس لهم اى علاقة بابعاد المقر عن المنطقة خاصة، وان الجماعة مستأجرين مثل اى شخص اخر وجب عليهم  حمايتهم.

تحذير من استخدام العنف

المطالب المنادية بإبعاد المقر عن المنطقة كان وقعها غريبا على مسامع المهندس صبرى خلف الله مسئول المكتب الادارى للاخوان المسلمين بالاسماعيلية، الذي أكد أنه وجماعته يكنون كل التقدير لأهالي المنطقة السابعة “المحترمين منهم فقط”، أما من يفكر فى الاعتداء على مقر جماعته فلابد أن يحصل على جزائه كما فعلوا مع البلطجية وعملاء امن الدولة الذين تظاهروا لأول مرة أمام مقر جماعته كما يقول.

واعترف خلف الله بأن أحد شباب المنطقة أصيب فى الاحداث دون أي قصد منهم ولكن الامر لم يتطرق للاعتداء عليه اطلاقا بل كانت مجرد “طوبة تم حدفها عليه”. خلف الله أكد أنه سيستخدم نفوذه لمعرفة من يقف خلف التظاهر أمام مقر جماعته الدينية، رغم اعترافه بحق التظاهر السلمي، ولكنه قال “إن كان ولابد فليتوجه المتظاهرين لمقر حزب الحرية والعدالة وليس جماعة كل مهمتها الدعوة الى الله”.

التظاهر امام مقر جماعة الاخوان المسلمين فسره الدكتور سيد ابو ضيف رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس بحالة الانقسام التي أحدثها الدكتور محمد مرسى بقرارته الاخيرة، مؤكدا على حق التظاهر حتى ولو كان أمام مقر جماعة الاخوان التي ينتسب لها رئيس الجمهورية، وأن على الجماعة أن تراجع نفسها وقرارتها قبل ان تلوم أي شخص على التظاهر أمامها، في الوقت نفسه حذر من تحول أي تظاهرة سلمية لاستخدام العنف أو البلطجة.