أطلقت مجموعة من الناشطات المدنيات والمثقفات حركة تحمل اسم “النساء قادمات”، تعمل على إعداد مسودة لحقوق المرأة الأساسية ليتم تضمينها في الدستور الليبي، وهي مطالبة تعد الأجرأ من نوعها في ليبيا.

الشاعرة الليبية عائشة المغربي أستاذة فلسفة الجمال، هي مؤسسة الحركة مع أخريات من المغرب وتونس، تحدثت لمراسلون حول ظروف تأسيس الحركة وطبيعة ما ترمي إليه من طموحات وأهداف، وما تعكف عليه من مشاريع.

أطلقت مجموعة من الناشطات المدنيات والمثقفات حركة تحمل اسم “النساء قادمات”، تعمل على إعداد مسودة لحقوق المرأة الأساسية ليتم تضمينها في الدستور الليبي، وهي مطالبة تعد الأجرأ من نوعها في ليبيا.

الشاعرة الليبية عائشة المغربي أستاذة فلسفة الجمال، هي مؤسسة الحركة مع أخريات من المغرب وتونس، تحدثت لمراسلون حول ظروف تأسيس الحركة وطبيعة ما ترمي إليه من طموحات وأهداف، وما تعكف عليه من مشاريع.

سحركةالنساء قادمات” .. هل من تعريف لها؟

ج- حركة النساء قادمات تهدف إلى التحضير لمشروع حركة نسائية تؤسس لشكل نضالي جديد من أجل حقوق النساء وتنصيصها في الدساتير والقوانين، وتنطلق من دول شمال أفريقيا سعياً إلى نشرها في العالم العربي.

ومن مهام الحركة العمل على تحقيق ثلاثة محاور ترتكز عليها الأهداف، وهي 
الدفاع عن حقوق المرأة، وحمايتها من العنف والتمييز، وذلك من خلال تنشيط العمل بالاتفاقيات الدولية حول حقوق الإنسان، والتي تعتبر حقوق المرأة جزءا لايتجزأ من حقوق الانسان.

كذلك نطمح إلى دفع الدولة للتوقيع على كل المعاهدات الدولية والتصديق عليها، وتشكيل قوة ضاغطة للمطالبة بتفعيل هذه القوانيين والعمل بها.

المحور الثاني يرتكز على الدفع باتجاه تبني الدستور لحقوق النساء وتنصيصها في مواده، والعمل بعد ذلك على إيجاد آلية لترجمة هذه النصوص والحقوق الدستورية إلى قوانيين فاعلة ومطبقة.

المحور الثالث هو تمكين النساء من التعرف على حقوقهن ومعرفة كيفية الدفاع عنها والإيمان بها، لأنه لامعنى لكل ما سبق ما لم تعي المرأة حقوقها وتدافع عنها، ويتحقق هذا من خلال المطالبة بتغيير المناهج التربوية في المدارس التي تعمل على تكرس عبودية النساء، بوضعها في قفص التبجيل وإبعادها عن ممارسة حقوقها، واستلابها من إنسانيتها.

سنعمل كذلك على التوعية باتجاه معاملة الأطفال بشكل متساوٍ، دون تمييز بينهم على أساس الجنس، وجذب الفتيات إلى الإقبال على العمل المدني من أجل حقوق النساء وتبني القضية.

ستقولين أن الهدف الأول لهذه الحركة هو الدفاع عن المرأة وحماية حقوقها.. هل هناك تهديد بهضم حقوق المرأة سياسياً واجتماعياً بعد الثورة، أم أن المطالبات تأتي اعتماداً على حقوق مسلوبة من النظام السابق؟

[ibimage==3343==Small_Image==none==self==null]

عائشة المغربي

ج- نحن نسعى إلى تحقيق المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين المواطنات والمواطنيين، هناك بعض المكتسبات التي تحققت إثر نضال المرأة الليبية في السابق، يجب أن نحافظ عليها، وإن كانت لا تلبي طموحاتنا.

في القانون الليبي هناك بعض القوانين الجيدة وهى قليلة، لكن هناك الكثير من القوانيين المجحفة خاصة الجنائية التى مازالت تمارس التمييز العنصري ضد النساء.

سهل لديكم ألية محددة تطالبون من خلالها بالعودة لمواثيق حقوق الانسان؟

ج- كما ذكرت لك سنعمل على المطالبة والضغط باتجاه علوية المواثيق الأممية لحقوق الانسان، وباتجاه إلغاء كل القوانيين التي تحمل تمييزاً عنصرياً ضد النساء، من خلال توصيات ومطالبات للحكومة، وتحريك الشارع لمناصرة هذه القضايا، وتنظيم الوقفات الاحتجاجية، وتوجيه الإعلام والحملات الإعلامية، ومن خلال المؤتمرات التي سنعد لها والتي ستخرج بنتائج سنعمل على تحقيقها.

كذلك نحن بصدد إعداد دستور لحقوق النساء سنقدمه إلى لجنة الستين كديباجة للمواد التي نطالب بتضمينها في الدستور، ونقدمه إلى كل الجمعيات والهيئات المهتمة بحقوق النساء للتوقيع عليه حتى يكون أداة ضاغطة.

ساسم الحركةالنساء قادمات، هل للرجل دور هنا؟ 

ج- نعم، لايمكن أن يكون النضال نسائياً فقط، لأننا نسعى إلى تغيير المجتمع، ومن هنا لابد أن يكون معنا رجال يؤمنون بما نؤمن به، ويساندون حقنا في المساواة الكاملة، وفي الحرية والمواطنة الكاملة. 

المساواة التامة في الحقوق والواجبات هى مطلب إنساني نريده للنساء كما نريده للرجال، وبالفعل هناك معنا رجال في الحركة سواء في ليبيا أو تونس أو المغرب.

سوجهتكم الدستور ولجنة الستين.. هل لديكم أمثلة من دساتير عالمية تستندون إليها في هذه الدعوة؟ 

ج- هناك الكثير من الأمثلة في دساتير العالم والدول العربية، مثلاً في دستور المغرب نص الدستور المغربي على المساواة التامة والمناصفة بين الرجال والنساء في كافة الحقوق، لكن حتى تنصيص الحقوق في الدساتير غير ضامن لحقوق الإنسان ما لم يترجم في قوانين، وأن يعمل بهذه القوانين على أرض الواقع، وأن يكون هناك وعي بهذه القوانين، والحقوق التي تحويها وتنظمها وتحافظ عليها وتعمل بها.

سذكرتِ في حديثك أن الحركة موجودة في تونس والمغرب، كيف أنشئت الحركة وما مداها الاقليمي؟

ج- بدأت التحركات الأولى في المغرب في شهر مارس 2012، عندما التقيت بالشاعرة والمناضلة المغربية ليلى نسيمي، وأخبرتني عن جمعية في المغرب باسم “العيلات جايات”، وهو اسم النساء قادمات باللهجة المغربية، وعرضت علي مقترح تطوير المشروع ليصبح حركة إقليمية مغاربية، تشمل كلاً من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، وربما تمتد إلى الدول العربية مستقبلا حين تقوم الحركة وتصبح قوية.

اقتنعت بالفكرة وبدأنا مشاورات لتاسيس الجانب النظري والهيكلية، وفي تونس اجتمعنا مع الشاعرة ماجدة الظاهري والأستاذة جليلة العمامي، وبدأنا نضع الخطوات العملية بالتنسيق بين المغرب وتونس وليبيا، ونشرنا اسم الحركة في مجموعات بهذه البلدان، وهكذا انطلقنا للاتصال بالنساء الناشطات والمعنيات، وكذلك بالرجال المساندين والمعنيين بهذه القضية، وقمنا في تونس مؤخراً بالعمل المكثف من أجل إعلان الحركة في كل دولة على حدة، على أن يتم إعلانها على المستوى المغاربي في 8 مارس 2013.

سهل تتوقعين تجاوباً في المجتمع مع هذه الحركة، أم ربما صداً ومواجهة؟

ج- اتوقع الاثنين، بالتأكيد هناك من يؤمن بهذه المبادئ ويناصرها من النساء والرجال، وأتوقع أيضا حرباً شرسة من العقول المتكلسة والجاهلة والمعادية لحقوق المرأة من الرجال والنساء.

 أثناء تأسيس الحركة التقيت بنساء ليبيات مدهشات ورائعات، ويناضلن بحق من أجل قضايا الإنسان وقضايا المرأة، ووجدت شباباً أذهلوني بقدرتهم وتصميمهم وانحيازهم لقضايانا، لهذا لن أتوقف عن العمل مادامت ليبيا بها هذه الصور الرائعة.

سماهي المعوقات التي تواجهكم وأنتم في طور تأسيس هذه الحركة؟ 

ج- الصعوبات كثيرة ولا حصر لها، من صعوبات مادية وفنية واجتماعية، لكننا لو وقفنا حتى تحل كل المشاكل لمافعلنا شيئاً.

نحن نعمل من خلال جهد خاص ونستخدم إمكاناتنا الخاصة، وتنقصنا الكثير من الأمور، على سبيل المثال لايوجد مكان نعمل ونلتقي فيه، وإنما نلتقي في المقاهي او المطاعم لنعقد اجتماعاتنا ونتواصل.