[ibimage==2886==Small_Image==none==self==null]

مدينة السرو

مدينة السرو التابعة اقليميا لمحافظة دمياط هي مدينة صغيرة جدا على بعد 40 كيلو متر شرق مدينة دمياط (150 كلم شمال القاهرة)، ولا يتجاوز عدد سكان المدينة الواقعة على نيل مصر الخمسين الف نسمة.

[ibimage==2886==Small_Image==none==self==null]

مدينة السرو

مدينة السرو التابعة اقليميا لمحافظة دمياط هي مدينة صغيرة جدا على بعد 40 كيلو متر شرق مدينة دمياط (150 كلم شمال القاهرة)، ولا يتجاوز عدد سكان المدينة الواقعة على نيل مصر الخمسين الف نسمة. المدينة الهادئة جدا التي يندر أن يحدث بها حادث كبير فاجأت الجميع بانتفاضتها ضد البيروقراطية وتجاهل المسئولين بمحافظة دمياط والحكومة المصرية لمطالبهم البسيطة، فقررت اللجنة الشعبية التي تشكلت أيام الثورة لحماية المدينة وتضم تيارات عديدة من السكان، قررت انفصال المدينة الإداري عن محافظة دمياط إداريا وإعلان السرو محافظة مستقلة.

[ibimage==2892==Small_Image==none==self==null]

اللجنه الشعبية للدفاع عن حقوق السرو

غضب شعبي وخدمات غائبة

واقع مدينة السرو يعكس نقصا كبيرا في الخدمات الاساسية ومنها الصرف الصحي الذي لم يصل إلى الكثير من أحياء المدينة وبخاصة الأحياء الفقيرة. كذلك تندر الخدمات الطبية بمستشفي السرو المركزي والذي يضطر معه سكان المدينة إلى الانتقال بمرضاهم إلى مستشفيات أخرى، وهو ما يشكل خطورة كبيرة علي الحالات الحرجة.

[ibimage==2910==Small_Image==none==self==null]

مستشفي السرو المركزي

طلعت الغوار، وكيل مدرسة الشهيد محمد عربانو الابتدائية بالسرو، رسم صورة قاتمة لمستشفى المدينة، فهو يقول إنها “خالية تمام من الخدمات وفي حالة يرثي لها، فالقمامة تملأ حديقة المستشفى والحيوانات الضالة تتغذي على مخلفات المستشفي، ويعيشون مع المرضي في عنابرهم، هذا بخلاف النقص الحاد في الأدوية والخدمات الصحية، فكل ما يحتاجه المريض بدءا من الحقن وقفازات الطبيب والخيط الجراحي لا يجده في المستشفي ناهيك عن الحالات الحرجة التي لا تجد أي خدمة سريعة في المستشفي ويضطر الأهالي إلى التحرك بحالتهم الحرجة سواء التسمم أو الحوادث إلى مستشفيات دمياط أو الزرقا وفارسكور، وهي مستشفيات بعيدة نسبيا عن المدينة وهو ما يؤدي إلى وفاة الكثير من الحالات قبل الوصول إلى المستشفي”.

[ibimage==2898==Small_Image==none==self==null]

محمد القمصاني أمام محطة المياه

أما الموظف هاني محمد القمصاني فيشير إلى مأساة أخرى تعيشها المدينة، حيث يقول إن مطلب اهالي السرو الرئيسي هو كوب مياه نظيف، فالمدينة تقع علي بعد 40 كيلو متر فقط من مصب النيل فرع دمياط، والمياه تكون ملوثة جدا بالعناصر الثقيلة والاصباغ القادمة من كافة المحافظات المصرية، إلا أن محطة مياه الشرب في المنطقة لا تصلح لمعالجة مياه بها كل هذا الكم من الملوثات، حسب قوله.

وأضاف القمصاني محطة مياه الشرب بمدينة السرو من النوع النقالي غير الصالح للإستخدام الآدمي وقد تم تركيبها والبدء في تشغيلها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان من المقرر لها أن تكون مؤقتة لمده 5 سنوات لحين إنشاء محطة مياه جديدة صالحة لمعالجة مياه الشرب الملوثة بالصرف الصحي والصناعي ومعالجة الاصباغ والدهون الموجوده في مياه النيل. غير أن هذا لم يحدث والمؤقت اصبح دائما، واستمرت محطة المياه لمده تزيد عن الثلاثين عاما دون تجديد وكل ما تقوم به لمعالجة المياه هي استخدام الكلور والشبة فقط لا غير. ولم تستجب الحكومة لمطالب الأهالي لتغيير هذا الوضع.

اول محافظ شعبي

لكن ما الذي ستجنيه المدينة من خلال قرار الإستقلال عن المحافظة الأم؟

[ibimage==2904==Small_Image==none==self==null]

عمار فؤاد، محافظ سرو

عمار فؤاد أول محافظ توافقي لمحافظة السرو المتحدة لخص برنامجه في أنه كأول محافظ شعبي للسرو “سيسعي بكل قوة من أجل إيصال صوت الأهالي إلى رئيس الجمهورية، وحل مشاكل المدينة مؤكدا أن الانفصال وإن كان رمزيا إلا أنه مؤشر قوي على أننا لن نسكت أبدا على حقوقنا المهدرة وسنطالب بحقوقنا الادمية بكل الطرق المشروعة”.

المحافظة الجديدة لا تتكون من موظفين، وإنما من متطوعين، إذ يقول فؤاد إن هناك فريق عمل كامل من شباب السرو الذين شاركوا في ثورة الخامس والعشرين من يناير والذين شكلوا فيما بعد اللجنة الشعبية للدفاع عن حقوق السرو، وهي اللجنة صاحبة اقتراح الإنفصال الإداري. هؤلاء الشباب يساعدون المحافظ الجديد على إعداد ملفات بكل مشاكل المدينة، في محاولة من المحافظ الجديد في حل مشاكل المدينة بالجهود الذاتية.

لكن المحافظة الوليدة تواجه بعض المعارضة، إذ يقول فؤاد إنه يتعرض إلى “مضايقات كبيرة من أنصار جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، والتي وصلت إلى حد الاعتداء اللفظي به وبأفراد اللجنة الشعبية، في سعي حثيث من أنصار الاخوان إلى اجهاض تجربتنا والنشر بين الناس بأننا عملاء نسعى لتمزيق وحدة البلد، وهو ما رفضه الاهالي مطالبين الاخوان بحل مشاكل السرو بصفتهم حكام مصر الآن بدلا من التشهير بشباب الثورة”.

مخاوف من الفيدرالية وتفتيت الدولة

لا تقتصر معارضة فكرة الإنفصال على الإخوان لأسباب سياسية، وإنما تمتد لتشمل بعض المراقبين المحايدين مثل الناشط السياسي محمد نبيه الذي أعرب عن تخوفه من تجربة السرو ومثلها تجربة قرية التحسين في محافظة الدقهلية، مؤكدا أنه وعلى الرغم من كم المشاكل التي تغرق  بها المدينة والمطالب المشروعة التي يطالب بها سكانها، إلا أن الإنفصال الإداري يهدد وحدة الدولة من وجهة نظره.

وواصل نبيه أنه حالات الإنفصال تلك كلها حالات إحتجاجية وليست حالات تمتلك رؤية واضحة للإنفصال أو برنامج للتنفيذ لصمود الانفصال وتوفير الخدمات الاساسية للسكان، إلا انها تحمل مؤشرا خطيرا ينبغي علي صناع القرار عدم تجاهله والسعي الحثيث للاستجابة لمطالب الاهالي المشروعة وحل أزماتهم للحفاظ علي وحدة الدولة.

ولعل هذا الضغط على المسؤولين هو ما يراهن عليه أصحاب فكرة الإنفصال، فكل ما بيد المحافظ الجديد كما يقول هو مخاطبة الحكومة والضغط عليها لحل مشاكل المدينة من خلال إجراء الانفصال الرمزي.