إزداد وضع الأقباط حساسية بعد استحواذ تيار الإسلام السياسي على السلطتين التنفيذية والتشريعية، أضف إلى ذلك الجمعية التأسيسية. فكثرت التصريحات من قبل هذا العضو الإخواني أو ذاك القيادي السلفي التي تستحسن استبدال مفهوم المواطنة، والذي يعد من أعمدة الدول الحديثة، بمفاهيم أخرى أكثر إنحيازا للأغلبية الدينية بالبلد. في حواره مع الدكتور كميل صديق، وكيل المجلس الملي القبطي بمُحافظة الإسكندرية، وهي الجهة المختصة بالشؤون الإدارية ولنقل “الدنيوية” للأقباط، إستطلع موقع مراسلون رؤية الكنيسة لحساسيات الوضع الراهن، خاصة بعد إختيار الأنبا تواضرس الثاني بابا جديدا للكنيسة القبطية.   

إزداد وضع الأقباط حساسية بعد استحواذ تيار الإسلام السياسي على السلطتين التنفيذية والتشريعية، أضف إلى ذلك الجمعية التأسيسية. فكثرت التصريحات من قبل هذا العضو الإخواني أو ذاك القيادي السلفي التي تستحسن استبدال مفهوم المواطنة، والذي يعد من أعمدة الدول الحديثة، بمفاهيم أخرى أكثر إنحيازا للأغلبية الدينية بالبلد. في حواره مع الدكتور كميل صديق، وكيل المجلس الملي القبطي بمُحافظة الإسكندرية، وهي الجهة المختصة بالشؤون الإدارية ولنقل “الدنيوية” للأقباط، إستطلع موقع مراسلون رؤية الكنيسة لحساسيات الوضع الراهن، خاصة بعد إختيار الأنبا تواضرس الثاني بابا جديدا للكنيسة القبطية.   

س: ماذا تقول لنيافة الأنبا تواضروس الثاني بعد اختياره بالقرعة الهيكلية الإلهية؟

ج: نيافة الأنبا تواضروس خريج كلية الصيدلة، رجل يتمتع بالعلم الوفير وبالطيبة والعقلانية والجميع يحبونه، وهو شخصية رائعة اجتماعيا – ربنا يعينك علي المهمة الكبيرة لخدمة الكنيسة يا سيدنا.

س: هناك تكهنات بأن البابا الجديد أميل إلى الابتعاد عن السياسة. هل هذا صحيح؟

ج: أفضل عدم الخوض في هذا الموضوع حاليا، كل ما أقوله هو أن انخراط الكنيسة في السياسة بدأ في عهد السادات والذي غازل الإسلاميين على حساب وحدة النسيج الوطني، ومن هنا بدأ المواطن القبطي يلجأ للكنيسة لكي تساعده في الحصول علي بعض حقوقه المسلوبة. إذا هناك من يطالب الكنيسة بالإبتعاد عن السياسة وأن تعود إلي دورها الروحي الرعوي، لكن لابد أولا من تفعيل قيم المواطنة.

س: ما هي المشاكل التي واجهت الأقباط في مصر بعد تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية؟

ج: إنتظرنا عقب ثورة 25 يناير أن تتغير النظرة السلبية والتمييز ضد الأقباط لكنها جاءت عكسية. لقد أتت إلينا بأسوأ السوء في ما يخص الشأن الطائفي. علي سبيل المثال نري أن الإعلام يخطئ و يهين الأقباط، بل وصل الأمر إلى تكفيرهم مثلما فعل المدعو أبو إسلام الداعية السلفي، والذي قام بحراق الكتاب المقدس ووعد بأنه في المرة القادمة سوف يأتي بحفيده ويجعله يتبول عليه أمام الكاتدرائية. للأسف أبو إسلام فعل فعلته بعد أن أمتد ثقته وقوته من النظام الحاكم ومن الرئيس محمد مرسي الذي لم يستنكر الواقعة.

 

س: هل تري أن عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك كان أفضل بالنسبة للأقباط من الآن؟

ج: هناك مشاكل كثيرة يعانى منها الأقباط في مصر وهذا ليس جديداً. شهد عصر مبارك الكثير من الممارسات ضد الأقباط… فكان النظام يضع كل العوائق أمامنا فيم يخص بناء دور العبادة أو حتى دورة مياه داخل كنيسة، أما النظام الجيد فهو متأسلم يضع العوائق ولكن بشكل آخر، فهو يهدم ويحرق دور العبادة.

من وجهة نظري الإثنين كل منهما يعوقني عن ممارسة شعائر ديني، فهنا نظام يمنع وهنا آخر يضع العراقيل، نظام مبارك هو الذي حدثت فيه تفجيرات كنيسة القديسين وأحداث الكشح، فبالتالي لم يكن عصراً ذهبياً، ويعتبر أكثر العصور التي كان فيها نوعاً من التفاهم مع الأقباط هو العصر الناصري.

 

س: ما الفرق من وجهة نظرك بين عصر مبارك وعصر الإسلاميين؟

ج: في السابق كان لدينا حزب وطني وأغلبية تمارس التجاوزات أما الآن فجاءت لنا نفس الأغلبية حزب وطني لكنه بذقن، ما هو إلا مجرد تغيير الزى واللسان فقط أما المضمون واحد، بل أرى أن هذا العصر المتأسلم أشد ضراوة وشراسة بل سافر.

 

س: ماذا عن رأيك في تفعيل تطبيق قانون ازدراء الأديان؟

ج: أنا معه، ولكن للأسف ما يتم في مصر هو معاقبة إزدراء الدين الإسلامي فقط. ماذا لو كان مسيحياً في مصر فعل في آية قرآنية مثلما فعل الداعية أبو إسلام، كنا هنتفرج علي بروفة ليوم القيامة.  

 

س: ماذا عن رأيك في الجمعية التأسيسية للدستور والمسودة التي وضعتها؟

ج: الشئ العجيب أن الدول المجاورة مثل تركيا تستعين بعمالقة القانون لوضع دساتير لهم، أما نحن فللأسف الشديد إستعنا في وضع  الدستور بأشخاص مجهولين، فكيف نستعين بهؤلاء ولدينا شيوخ قانون وقضاء مثل هشام صادق ونور الدين فرحات؟ كل شئ الآن عليه سحابة ضبابية، فالأغلبية هي التي تضع الدستور وهذا هرج لا يصح، لأن المعروف أن الدستور بالتوافق لأنه عقد اجتماعي بين النظام والفرد.

 

س: ما هو دور الأقباط في صياغة الدستور؟ وما رأيكم في الصيغ التي تم التوصل إليها حتى الآن؟

ج: الأقباط هم فصيل في المجتمع لا يطالبون بأي تميز أو تمييز، نرفض أن يكون هناك تمييز سلبي أو إيجابي، بل نطالب بإقرار حقوق المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات.

 

س: ما هي المطالب التي يطلبها الأقباط من الرئيس محمد مرسي؟

ج: ممارساته حتى الآن تنفي تماماً أنه رئيس لكل المصريين، ونحن نأمل أن يكون رئيسا لكل المصريين. المسيحيون لا يطالبون بأي شئ إستثنائي في الدولة، فقط نطلب تفعيل الحقوق والواجبات. أليس من حقي أن أجد مكانا اعبد فيه ربي؟ نواجه الكثير من المصاعب تصل إلي حد التسول والإذلال عند بناء دورة مياه داخل كنيسة، حتى نلجأ إلي التحايل وننفذ التطويرات تحت مسمى حظيرة مواشي. أحقا يعتقدون أنني سوف أبني كنيسة في كل بيت؟ هذا كلام غير معقول. النتيجة أن الآن أصبح بناء دور لهو أسهل مئة مرة من بناء كنيسة.

 

س: ماذا عن البلاغ المُقدم من الكنيسة تطلب ضم الرئيس مرسي لقائمة المتهمين في حادث تفجيرات القديسين؟

ج: الرئيس محمد مرسي حينما كان في الإسكندرية يلقي خطابه علي المواطنين قال أن النظام السابق والمُتمثل في مبارك والعادلى هو المسئول عن تفجيرات كنيسة القديسين. وأعتقد أن تلك الكلمات لم تخرج من فمه عفوياً أو لمجرد الاستهلاك الإعلامي، بل أظن أن مرسي لديه معلومات مؤكده عن الواقعة. نحن الأقباط إذن نطالب الرئيس مرسي بأن يفصح عن المُعلومات التي لديه، حتى لآن لم نجد متهما واحدا وإن برأته المحكمة.