ضبطت المباحث الجنائية بمديرية أمن البحيرة ناجي. ج، 40 عاما، والشهير بـلقب “فيزا” حال قيامه بتسليم تأشيرات ليبية لمجموعه من الشباب العاطل عن العمل. وكان “فيزا” يحمل 190 تأشيرة دخول لدولة ليبيا جميعهما مزورة، يقوم ببيعها في سوق البطالة المصري.

ويقتصر نشاط هذا المزوّر المختص على محافظة البحيرة، كونها تشهد نسبة عالية من العاطلين عن العمل الراغبين في الهجرة، بحسب قوله.

فاعل خير

“ناجي” أو “فيزا” الذي زوَّر على حد قوله ثلاث ألاف تأشيرة ليبية خلال أشهر قليلة، يتكلم بثقة تغيب عنها تعابير الندم المعتادة في هكذا مواقف.

ومع استرساله في الكلام يتضح أن الرجل ينفي عن نفسه صفة الخارج على القانون، بل يعتبر نشاطه أقرب إلى النشاط الخيري، ويبقى أن يقنع جهات التحقيق بوجهة نظره.

أما المبالغ التي يتقاضاها، فكانت تصل إلى ألفي جنيه (حوالي 325 دولار امريكي) ثمنا لكل تأشيرة. ويعلق هنا إن “هذا المبلغ ضيئل، فقد أردت أن أيسر علي الشباب السفر، عكس ما كانوا يدفعونه في الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر”.

فيزا يحل مشكلة البطالة

بحسب الإحصائيات الأمنية فإن وزارة الداخلية تمكنت من ضبط نحو 35 شخصا يقومون بتزوير تأشيرات دخول دولة ليبيا خلال شهر آب/ أغسطس وحده، مما يؤكد أن هناك إقبالا شديدا علي السفر بحثا عن عمل بدولة الجوار.

كما تشير تصريحات مسؤولي الوزارة بهذا الشأن إلى أن غالبية المغامرين بالسفر على هذه الطريقة من هم عمال البناء والحرفيين.

عبد الله محمد، وهو أحد شهود الإثبات في قضية “فيزا” يبرر لجوءه إلى شراء تأشيرة سفر مزورة قائلا: “علقت آمالا كبيرة على ثورة 25 يناير لكني صدمت بالواقع، بل ازداد الوضع سوءا بعد الثورة”. ويستطرد الشاب الحاصل على دبلوم فني صناعي “علي الأقل قبل الثورة كنت أعمل أي شيء، مبيض محارة، بائع متجول، أي شئ. لكن بعد الثورة الفقر زاد وأصبحتُ عالة على أبي الذي لا يكفينا راتبه لأكل العيش الحاف”.

ليبيا تحتاج المصريين

وبالرغم من الحساسيات التي طفت على السطح عقب الثورة، بسبب امتناع مصر عن تسليم مطلوبين على القائمة السوداء للقضاء الليبي، إلا أن الاخيرة ترحب رسميا بالعمالة المصرية، وتقول انها تلعب دورا أساسيا في إعادة الإعمار.

فالسفير فتحي احمد مديقش، القنصل العام لدولة ليبيا بالإسكندرية، يؤكد على أن ليبيا عادت بالفعل لتفتح أبوابها على مصراعيهما للعمالة المصرية.

ويقول في هذا الصدد “منذ فترة أعلننا عن رغبتنا في استقدام عمالة المصرية، فليبيا تحتاج إلي كم هائل منها في مرحلة البناء والإعمار الحالية”.

ويضيف مديقش أن قنصليته تمنح نحو 1500 إلي 2000 تأشيرة أسبوعيا يطمح معظم طالبيها إلى الحصول على عقود عمل في الجارة الغربية الغنية بالنفط.

اما “ناجي” الذي يقوم بمهام تشبه تلك التي يزاولها القنصل من حيث تزويد المصريين بتأشيرات سفر مع صور وأختام، فيرى في نفسه محاربا جسورا للبطالة في مصر، ولو أن البعض يرى فيه بائعا للأوهام وقع ضحيته عشرات المصريين اليائسين من حال بلدهم.