لسنوات طويلة ناضل العم حسن، 78 عاما، من أجل أن تتمتع القرية التي يقطنها بمسجد يؤم المصلين، وفعلا تحقق حلمه مباشرة بعد الثورة. منذ ذلك الوقت كان يؤدي، يوميا، صلاته في المسجد، إلا أنه، منذ شهر رمضان الماضي، قاطع جامع القرية.

عن أسباب ذلك يقول “كرهت كغيري من المصلين الصلاة جماعةً لأن الإمام  نصبته مجموعة متشددة وخطاباته يغلب عليها الطابع السياسي والتكفيري”.

ويضيف “كل من احتج على تلك التصرفات أو انتقدها، يطرد من المسجد ويمنع من الدخول مجددا”.

سيوف وخناجر

لسنوات طويلة ناضل العم حسن، 78 عاما، من أجل أن تتمتع القرية التي يقطنها بمسجد يؤم المصلين، وفعلا تحقق حلمه مباشرة بعد الثورة. منذ ذلك الوقت كان يؤدي، يوميا، صلاته في المسجد، إلا أنه، منذ شهر رمضان الماضي، قاطع جامع القرية.

عن أسباب ذلك يقول “كرهت كغيري من المصلين الصلاة جماعةً لأن الإمام  نصبته مجموعة متشددة وخطاباته يغلب عليها الطابع السياسي والتكفيري”.

ويضيف “كل من احتج على تلك التصرفات أو انتقدها، يطرد من المسجد ويمنع من الدخول مجددا”.

سيوف وخناجر

العم حسن لم يكن الوحيد الذي قرر مقاطعة الصلاة في الجامع. ما حدث في شهر رمضان من هذه السنة من توترات بين مجموعات محسوبة على التيار السلفي وأخرى تابعة لحركة النهضة أفزعت الكثير من المصلين ودفعهتم إلى مغادرة بيوت الله.

في جامع الهداية في باجة (100 كلم شمالي تونس) وجامع الرحمة بغار الدماء (170 كلم شمالي) وجامع الزيتونة في العاصمة وجامع الكريب بسليانة (150 كلم شمالي) ومسجد معلى بجندوبة وجوامع مماثلة في القيروان وصفاقس حدثت صراعات بين الطرفين حول من هو أجدر بإمامة المصلين.

تلك التجاذبات رافقتها اعتداءات لفظية ومادية بلغت حد استخدام السيوف والخناجر والعصي والغاز المشلّ للحركة، وهي أدوات لم يكن العم حسن قد سمع بها أو شاهدها في المساجد قبل ذلك.

ويقول في هذا الصدد “المصلون العاديون الذين لا ينتمون إلى أي تيار أو مذهب إسلامي فضلوا المكوث في منازلهم والابتعاد تماما عن المسجد”.

صراع على المنبر

جمال كحلاوي امام مسجد الرحمة بمدينة غار الدماء (١٧٠ كلم شمال غربي)، نزل من المنبر بحسب قوله، تحت ضغوطات مورست عليه من قبل “عناصر نهضوية”.

يقول كحلاوي الذي يرأس جمعية خيرية فضلا عن عضويته في جمعية المحافظة على القرآن “واصلت إمامة المصلين الى حدود منتصف شهر رمضان الماضي، وحضرت في احدى صلوات الجمعة كعادتي، وبعد ان اخذت مكاني فوق المنبر قام أحدهم وطلب مني النزول”.

ويصف كحلاوي مواجهة حصلت بين أنصار حركة “النهضة” وبين السلفيين الذين اصروا على امامته لهم قائلا “عجزت تمام العجز عن تهدئه المصلّين، استعملت الاحاديث النبوية والآيات القرآنية ولكنني لم افلح، ومن ثم طلبت من الجميع بحق محمد والقران ان يجلسوا فوجدت نفسي الجالس الوحيد”.

ويشير هذا الإمام لموقع “مراسلون” إلى أنه عثر قبل أسابيع من تنحيته على رزمة من البيانات السياسية توزع على المصلين، ويتابع “رفضت توظيف المسجد لأغراض سياسية فشنوا عليّ حملة تتهمني بأني أنتمي إلى حزب التجمع المنحل، توصّلت الى ازاحتي عن الامامة”.

تشدد بالمظاهر

هذه الصراعات داخل عديد المساجد دفعت بالكثير من المصلين إلى الإكتفاء بأداء الصلاة في المنزل.

يقول رياض، 44 سنة، إنه قاطع المسجد لسببين، الأول “يتعلق بالتشدد في المظاهر والملابس التي أصبحت أشاهدها”، اما السبب الثاني “فهو ما أعتبره مبالغة في الصلاة كالإطالة والمقدمات التي تسبق الشروع في الصلاة وخاصة البكاء المتكرر عند السجود”، يضيف.

الشيخ عمر، وهو رجل ستيني اعتاد زيارة مسجد قريب من منزله في جندوبة لزم بيته هو الآخر بسبب “اللهفة الكبيرة والمتواترة في جمع التبرعات بطلب من الامام اثر انتهاء كل صلاة”.

وأضاف أن “الانقسامات السياسية منتشرة داخل المسجد بشكل لم يعد يشعرني أنني في مكان للعبادة”.