تخيل أن معلومات وصلت لك بأن هناك من يجتمعون الآن من أجل القيام بفعل هدفه استفزازك وإجبارك على القيام بردة فعل غاضبة، تعكس أسوأ ما فيك أمام العالم، بدلا من أن تستمر في طريقك الجديد الذي حفرت مقدمته ثورات الربيع العربي. هنا أنت أمام خيارين إما أن تفوت الفرصة على هؤلاء وتفاجئهم بردة فعل مختلفة وإيجابية، أو تؤكد صورتك الذهنية لديهم، والتي بنوا عليها فعلهم الاستفزازي، وهو ما حدث –بكل آسف- في الأزمة المسماة “الفيلم المسئ للرسول”.

تخيل أن معلومات وصلت لك بأن هناك من يجتمعون الآن من أجل القيام بفعل هدفه استفزازك وإجبارك على القيام بردة فعل غاضبة، تعكس أسوأ ما فيك أمام العالم، بدلا من أن تستمر في طريقك الجديد الذي حفرت مقدمته ثورات الربيع العربي. هنا أنت أمام خيارين إما أن تفوت الفرصة على هؤلاء وتفاجئهم بردة فعل مختلفة وإيجابية، أو تؤكد صورتك الذهنية لديهم، والتي بنوا عليها فعلهم الاستفزازي، وهو ما حدث –بكل آسف- في الأزمة المسماة “الفيلم المسئ للرسول”.

ووسط كل هذا الغضب على الفيلم الذي وصل إلى حد قتل السفير الأمريكي في ليبيا وحصار السفارة الأمريكية في القاهرة، لم يتوقف أحد ليسأل عن البديهيات، ما هي علاقة أمريكا بالفيلم، وما علاقة المدعو سام باسيل مخرج العمل بهوليود والسينما الأمريكية، وهل من المفروض أن تسيطر أمريكا على كل كاميرا تصور مشاهد سينمائية أنحاء الولايات الخمسين؟ أمريكا ليست بها رقابة مسبقة على صناعة الأفلام، والكل حتى الآن تبرأ من الفيلم المزعوم بالتالي هناك طرق أفضل بالتأكيد للرد عليه.

غير أن هذا الكلام لم يصل لمن يحيطون بالسفارات الأمريكية هنا وهناك، رغم أن كل المعلومات تؤكد أن الشريط المسف هدفه هو الاستفزاز لا أكثر ولا أقل، فمستواه الفني وضيع للغاية ولن تقبل أي دار عرض تقديمه لزبائنها والمعلومة المؤكد أنه عرض مرة وحيدة في يوليو/تموز الماضي في لوس انجليس ولم يحضره إلا أفراد، والكلفة التي يروج لها المدعو سام باسيل وهي 5 ملايين دولار غير منطقية لأن العمل منفذ بطريقة الكروما والتمثيل ضعيف للغاية والهواية واضحة جدا على كل العناصر التي وقفت أمام الكاميرا المتطرفة.

لكن الآن يمكن لأي دار عرض أن تعلن عن الفيلم في إطار حماية حرية التعبير التي هددتها مظاهرات المسلمين الغاضبة، الناس في بلاد العرب يغضبون لذات الله ورسوله لكنهم لا يغضبون للقضايا التي يحث الدين الاسلامي على نصرتها، مثل احتلال فلسطين وحقوق الانسان ومصير مصابي الثورة على سبيل المثال.لهذا قدموا للمدعو باسيل الذي تشكك وكالة اسويشتد برس في اسمه وترجح أن يكون نيقولا باسيلي، قدموا له فرصة ذهبية كي يرى العالم فيلمه المزعوم، والمتوفر منه على يوتيوب 13 دقيقة فقط مليئة بالاكاذيب الفجة والاهانات الموجهة للرسول محمد وللمسلمين في الماضي والحاضر.

اسوشيتد برس تشكك أيضا في جنسية المخرج لا اسمه فقط وفي عمره الذي يقول أنه 55 عاما لأن اشتراكه على موقع يوتيوب يؤكد تجاوزه السبعين والمهنة التي يروج أنه يعمل بها “مطور عقارات” غير مؤكدة وهو متهم بالنصب في معاملات تجارية وممنوع من استخدام الانترنت لمدة خمس سنوات دون الحصول على موافقة مراقب السلوك، أي أننا أمام شخص مثير للشك على كل المستويات. 

زاد من ذلك اعلان عدد من العاملين بالفيلم تبرؤهم منه بعدما وصل ردود الفعل للقتل على حد قول الممثلة سيندي لي جارسيا التي أكدت أن باسيل خدعها عندما أكد لها أن الفيلم عن حياة المصريين قبل 2000 سنة وأن عنوانه محاربو الصحراء مع الوضع في الاعتبار هنا أن الفيلم موجود على يوتيوب بأكثر من اسم وتعريف منها “الحياة الحقيقية لمحمد”، “النبي محمد” ، “براءة المسلمين “، “فضيحة الاسلام الكبرى”، وتصريحات سيندي لي جارسيا لموقع  gawker  تكشف أنها تفتقد الحد الأدنى للثقافة لأنها لم تفهم من الحوار طبيعة الفيلم وكانت تردد العبارات المسيئة دون أن تعي معناها رغم أنها أكدت أن بعض العبارات التي قالتها في التصوير تم تغييرها في شريط الصوت ولم تتخيل أن ما تفعله سيدفع بابرياء إلى مصير مؤلم في اشارة للسفير الأمريكي.

بالتالي نحن هنا أمام خدعة كاملة، كان من المفترض أن لا تنطلي على أحد لو كانت التظاهرة تحولت إلى يوتيوب وأرسل الغاضبون اعتراضات تجبر الموقع الشهير على إلغاء كل روابط المشاهد المتوفرة من الفيلم الذي لا يمكن لصناع السينما أن يوافقوا على أن يحمل صفة فيلم لكنه دخل التاريخ بسبب ثورة الغضب.