لازال أيمن الجمالي الشاب ذو الإحدى والعشرين ربيعا يواصل التخطيط للتظاهر ضد الحكومة، ويخطّ على لوحات كرتونية عريضة شعارات الحرية والشغل والكرامة، تماما كما كان الشأن إبان اندلاع الثورة التونسية في 17 ديسمبر /كانون الأول 2010 من نفس مدينة سيدي بوزيد.

يقول أيمن في حديث مع “مراسلون” “إن حركة النهضة ذات الأغلبية الحاكمة خدعت أهالي المنطقة وتناسى قادتها أن الثورة هي التي حررتهم”، وذلك في إشارة إلى الوعود التنموية التي أطلقها الحزب الإسلامي خلال انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

لازال أيمن الجمالي الشاب ذو الإحدى والعشرين ربيعا يواصل التخطيط للتظاهر ضد الحكومة، ويخطّ على لوحات كرتونية عريضة شعارات الحرية والشغل والكرامة، تماما كما كان الشأن إبان اندلاع الثورة التونسية في 17 ديسمبر /كانون الأول 2010 من نفس مدينة سيدي بوزيد.

يقول أيمن في حديث مع “مراسلون” “إن حركة النهضة ذات الأغلبية الحاكمة خدعت أهالي المنطقة وتناسى قادتها أن الثورة هي التي حررتهم”، وذلك في إشارة إلى الوعود التنموية التي أطلقها الحزب الإسلامي خلال انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

أيمن الذي لم يسلم من هراوات رجال الشرطة خلال مظاهرة وقعت قبل أيام، أعرب عن استيائه مما يصفه بـ “السياسة القمعية” التي تنتهجها الحكومة بذريعة حفظ النظام، ويقول “لقد تحول حقّ التظاهر إلى جريمة يعاقب عليها القانون”.

وكانت قوى سياسية ونقابات عمالية قد دعت في 9 آب/ أغسطس الجاري إلى مظاهرات في مدينة سيدي بوزيد (280 كم جنوبي العاصمة تونس) احتجاجا على الحرمان والتهميش الذي تعاني منه المدينة، واجهتها الشرطة التونسية بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، فضلا عن اعتقال عدد من المتظاهرين.

وبحسب أيمن فإن برامج عمل الحكومة لا يحظى بتأييد واسع من قبل أهالي سيدي بوزيد، فالكل يصب غضبه على التحالف الثلاثي الحاكم  بقيادة  النهضة الإسلامي ويعتبره المسؤول الأساسي الذي يؤجج الصراع عبر استعماله سياسة العصا الغليظة.

اعتداء على المتظاهرين

وتلقب مدينة سيدي بوزيد الفقيرة بـ “مهد الثورة التونسية” التي انطلقت منها شرارتها في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وأطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي فر إلى السعودية.

وتطالب منظمات سياسية ونقابية ناشطة في المدينة بإطلاق سراح عدد من الموقوفين خلال المظاهرات وإقالة والي الجهة وبعض المسؤولين المحليين، وإعطاء المدينة النصيب الذي تستحقه من التنمية.

[ibimage==1656==Small_Image==none==self==null]

الأزهر الغربي

ويقول الأزهر الغربي والد احد المعتقلين إثر المواجهات التي جدت يوم 09 أغسطس أن “حلم استكمال الثورة مازال بعيدا و شاقا وأن ما تحقق إجمالا لا يتجاوز الإصلاحات الأساسية كحق التصويت وحرية الصحافة لكن العمق الاجتماعي مازال غائبا”.

وأضاف الغربي “نحن نمر بمسار ثوري نعتقد انه مازال بعيدا وسيكون محدده الرئيسي التفاوت الاجتماعي والطبقي”.

وحول اعتقال ابنه قال الغربي إن السلطة مازالت تستعمل نفس السياسة القمعية التي انتهجها نظام الدكتاتور بن علي.

وكانت مواجهات 9 أغسطس بين المتظاهرين والشرطة في ساحة محمد بو عزيزي قد أسفرت عن إصابة عدد من المتظاهرين كما سجلت أربع حالات إغماء لمراسلين الصحفيين.

وأوضح الغربي “ابني اعتقل وهو في طريق العودة إلى المستشفى العسكري ولن يكون أغلى من باقي المعتقلين من أبناء الجهة”.

صدام العكرمي، أحد المتظاهرين الذي أصيب برصاصة مطاطية في المواجهات التي شهدتها المدينة وهي الحالة الأولى التي تستعمل فيها هذه النوعية من الرصاص لتفريق حشود المتظاهرين.

الفقراء بلا حرية

يقول صدام لـ”مراسلون” إن بعض النقابيين والحقوقيين تصدوا لرجال الشرطة و قاموا بحمايته بينما كان يتلقى العلاج في المستشفى، إثر إصابته. ويضيف ان الثورة لم تكتمل وأن طموح الوصول إلى الحرية وتحقيق مطالب الشعب في الشغل والكرامة مازال قائما.

“لقد كانت هدية الحكومة للمنطقة قطع الماء والكهرباء الى جانب الطاعون الذي أصاب الماشية”، بهذه الكلمات يلخص الشيخ الأزهر التومي البالغ من العمر 80 سنة متسائلا و هو ينظر الى نصب عربة البوعزيزي وسط المدينة.

لا يتمتع الأزهر بعد هذه السنين الطويلة من العمر بجراية الشيخوخة وهو معين و أب لثلاثة أبناء وبنت متخرجة وعاطلة عن العمل، ويواصل حديثه “أين الحرية والكرامة التي نتحدث عنها؟ الفقراء لا يتمتعون بها”.

وتصاعدت وتيرة احتجاجات في في المناطق الزراعية في سيدي بوزيد  بسبب التأخير في صرف رواتب عمال الحظائر، كما تنامى غضب فلاحي منطقة الزعافرية والبراقة الذين قاموا بتفريغ كميات من الطماطم أمام بهو الولاية بسبب عدم قبولها من أصحاب المصانع. كما يحتج المزارعون على المقالع الحجرية التي تسبب مشكلات تردي الأوضاع البيئية نتيجة الغبار الذي سببته للسكان و الماشية على حد سواء.

ويشاطر بشير البوعزيزي بقية الأهالي الذين تحدثوا لـ”مراسلون” حيث يرى أن هذه العوامل كانت الفتيل الذي أشعل الاحتجاجات في المدينة، متوقعا أن يصل لهيبها إلى مناطق مجاورة تعاني نفس الخصاصة والتهميش .

وقال محسن صالحي وهو عامل يومي أن ارتفاع الأسعار والحديث عن توظيف المسائل الدينية أصبح الخبز اليومي للمواطن في مدينة سيدي بوزيد مؤكدا “انتهى زمن الخوف ولن نسمح ببناء دكتاتورية جديدة” .