ألتقي عادل عريان في منزل شقيقه عصام بقرية العياط، على طريق الجيزة –بنى سويف، حيث وجد ملاذا آمنا حتى تنتهى الأزمة. يحكي كيف تم تهجير الأسر المسيحية بعد تشييع جنازة “معاذ”، الشاب المسلم ضحية الشجار الذي أشعل شرارة الفتنة الطائفية بالقرية، فطالبت الشرطة أسرة عادل وقرابة العشرين أسرة أخرى بالرحيل، خوفا عليهم من اعتداءات مسلمي القرية. العودة؟ يقول عادل: “بأى وش أدخلها تاني بعد ما مشونا منها…” 

[ibimage==950==Small_Image==none==self==null]

لم يبق سوى الركام

ألتقي عادل عريان في منزل شقيقه عصام بقرية العياط، على طريق الجيزة –بنى سويف، حيث وجد ملاذا آمنا حتى تنتهى الأزمة. يحكي كيف تم تهجير الأسر المسيحية بعد تشييع جنازة “معاذ”، الشاب المسلم ضحية الشجار الذي أشعل شرارة الفتنة الطائفية بالقرية، فطالبت الشرطة أسرة عادل وقرابة العشرين أسرة أخرى بالرحيل، خوفا عليهم من اعتداءات مسلمي القرية. العودة؟ يقول عادل: “بأى وش أدخلها تاني بعد ما مشونا منها…” 

[ibimage==950==Small_Image==none==self==null]

لم يبق سوى الركام

 

معاينة الخسائر

 

تستقر الأوضاع في قرية دهشور (40 كيلومتر جنوبي القاهرة) بعد اسبوع من الحصار الأمني المشدد ومحاولات التهدئة المستمرة. أنباء عن عودة عدد كبير من الأسر المهجرة. أصطحب عادل وشقيقه منصور في زيارة خاطفة إلى مخزنهم على حدود القرية، لمعاينة الخسائر. الصدمة ظاهرة في ملامح الرجل. لا يتحدث إلا بالقليل وعلى قدر السؤال. مكتب الإدارة الذي اعتاد الجلوس فيه أثاثه محطم تماما. المستندات أُتلفت، بل أُحرق بعضها. والأجهزة: ركام. يقف عادل صامتا. شقيقه منصور، شريكه فى المخزن، يطلب من بعض العمال فصل البضاعة التالفة عن السليمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يتذكر منصور أحداث الليلة المشؤومة، ومنذ وفاة الشاب معاذ وتشييع جثمانه. يقول: “وقف والد القتيل عقب تشييع جنازة نجله، وقف وسط المواطنين يقول لهم “دم ابنى عندكم يا بلد!” هاج أهالي القرية وبدأت أعمال التخريب وإتلاف ممتلكات المسيحيين. وكانت الشرطة تقف موقف سلبي من الأحداث ولم تتدخل لساعات ولو حتى بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لتخويف المعتدين.” 

[ibimage==944==Small_Image==none==self==null]

خسائر عادل تقدر بخمسة ملايين جنيه 

 

تطمينات خائبة

 

هذه الإتهامات – وإن كانت تتعارض مع رواية غالبية شهود العيان – إلا أنها تجسد حالة من خيبة الظن في أجهزة الدولة كما يعيشها عادل ومنصور غيرهما من أقباط دهشور.

أسأل، لكن ماذا عن التعويضات التي وعد بها محافظ الجيزة؟ يهز عادل رأسه آسفا، ثم يشرح أن خسائره نتيجة التخريب وإتلاف بضائعه تتعدى الخمسة ملايين جنيها، مقابل عشرة آلاف جنيه تعويضا وعدت به المحافظة.

العودة؟ الإجابة لا. “لن أعود إلى دهشور،” هكذا يقر عادل، “لدى نية للعيش خارج البلد حتى أكون مطمئنا على بيتى وأسرتي، وسأختصر كل علاقاتي بالقرية على العمل فقط.”