مستخدمين الأسلحة الرشاشة والمسدسات، هجم عدد من الأهالي الغاضبين على الطاقم الطبي العامل بمستشفى “الأطفال” في مدينة بنغازي غربي البلاد في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وأطلقوا أعيرة نارية في الممر الداخلي وسط أجواء من الذعر عاشها الاطفال المتواجدين.

السابقة الفريدة من نوعها جاءت بحسب المهاجمين على إثر “الإهمال” الذي يلاقيه أطفالهم في الحصول على الكشوفات الطبية وتلقي العلاج. ولحسن الحظ لم يسفر رد الفعل العنيف عن وقوع قتلى أو جرحى، لكنه أشار بحسب مراقبين، إلى الضعف المتزايد الذي يعاني منه قطاع الصحة في البلاد.

مستخدمين الأسلحة الرشاشة والمسدسات، هجم عدد من الأهالي الغاضبين على الطاقم الطبي العامل بمستشفى “الأطفال” في مدينة بنغازي غربي البلاد في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وأطلقوا أعيرة نارية في الممر الداخلي وسط أجواء من الذعر عاشها الاطفال المتواجدين.

السابقة الفريدة من نوعها جاءت بحسب المهاجمين على إثر “الإهمال” الذي يلاقيه أطفالهم في الحصول على الكشوفات الطبية وتلقي العلاج. ولحسن الحظ لم يسفر رد الفعل العنيف عن وقوع قتلى أو جرحى، لكنه أشار بحسب مراقبين، إلى الضعف المتزايد الذي يعاني منه قطاع الصحة في البلاد.

[ibimage==342==Small_Image==none==self==null]

غرفة في المستشفى الجمهورية في بنغازي

إثر هذه الحادثة توجه “مراسلون” في جولة على مستشفيات المدينة، وكانت البداية مع مستشفى الأطفال المذكور الذي يعيش ازدحاماً خانقا وتصطف داخل ممراته طوابير الآباء مع أولادهم المرضى أو الجرحى، وسط دخان السجائر، وصراخ المتواجدين، ورنات الهواتف المحمولة التي لا تنقطع.

أحد الواقفين مع اولادهم أمام المستشفى، والذي رفض ذكر اسمه، قال إن ابنه ذا الخمس سنوات يعاني من حساسية في الصدر، وأن حالته تستدعي دخولاً فورياً لحجرة التنفس الاصطناعي. وأضاف الوالد “كثرة الحالات أمام الغرفة سوف تضطرتني للمغادرة بحثاً عن عيادة خاصة لإنقاذ ابني، فالحالة لم لا تقبل المزيد من الانتظار والتأجيل”.

هدى كويري رئيسة قسم الإعلام في المستشفى أكدت إن إدارته خاطبت عدة جهات طالبة المساعدة في تفعيل العيادات التخصصية بالمدينة لتخفيف الضغط عنه، دون أن تتلقى أية إجابة مضيفة أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى لا تسمح بعلاج عشرات الحالات التي تأتيها يوميا.

غير بعيد عن هذا الوضع يعاني مستشفى “الجمهورية” في بنغازي أيضاً وبالذات قسم الولادة المتهالك من أوضاع أكثر خطورة. الزائر يلاحظ مظاهر الإهمال وسوء المتابعة في كل مكان، فدورات المياه شبه معطلة بالكامل، والأسرّة قديمة جداً، وحتى المعدات والآلات الطبية تبدو عليها مظاهر القدم والاتساخ.

إدارة المستشفى أطلقت على لسان أمينة الوزري رئيسة قسم التمريض جرس الإنذار مؤكدة “انتشار فيروس داخل القسم بسبب عدم إجراء الصيانة الدورية له منذ أكثر من سنة ونصف”.

وتحذر الوزري من أن هذا الفيروس يتهدد الأقسام الأخرى بالمستشفى وهي قسم أمراض القلب وقسم الأعصاب والباطنية وقسم أمراض الدم والجلدية ورعاية الحوامل، في حين أن “القضاء على الفيروس الموجود داخل المستشفى يتطلب إزالة الأرضية والرخام وطلاء الجدران”.

مستشفى “الجمهورية” ببنغازي يستقبل المرضى من خمس مدن كبرى في شرق ليبيا، هي سرت ورأس لا نوف وبن جواد والبريقة، فضلاً عن الحالات القادمة من بنغازي وضواحيها، والنازحين إليها بعد

[ibimage==548==Small_Image==none==self==null]

مستشفى الجمهورية

الثورة من مدينة تاورغاء وغيرها من المدن.

كما أن قسم الولادة بالمستشفى تتوافد إليه كل حالات الولادة من المناطق المذكورة بما فيها الحالات التي تتلقى الرعاية بالعيادات الخاصة، ذلك أن نوعاً معيناً من الحقن التي تعطى بعد الولادة لا يمكن إعطاؤها إلا داخل القسم المذكور.

وعند الحديث معهم أجمع المرضى داخل المستشفى على أن ما دفعهم للجوء إليه هو غياب مستشفى بديل في المنطقة الشرقية بالكامل بإمكانه أن يستقبلهم.

وتنقل مسؤولة قسم التمريض عن وزيرة الصحة فاطمة الحمروش عقب زيارتها المستشفى قولها إنه “غير صالح لاستقبال أي حالة” مشددة على ضرورة إيقاف العمل به فوراً. وطالبت الحمروش كافة الجهات المسؤولة البدء في تحويل المرضى إلى مركز بنغازي الطبي، وهدم مستشفى “الجمهورية” عوضاً عن صيانته التي اعتبرتها غير مجدية .

هذه الأوضاع الصعبة التي تعاني منها مستشفيات المنطقة تلقي بظلالها بشكل خاص على جرحى الثورة واحتياجاتهم لمراكز علاج متخصصة ذات كفاءة عالية لا تتوفر بحسب الخبراء داخل ليبيا.

العقيد محمد عبد الجواد آمر كتيبة “إدريس السنوسي” كان أحد القادة الميدانيين خلال الثورة، وقد تعرض للإصابة في جبهة البريقة ثلاث مرات، ونجم عن إصابته الأخيرة انتشار شظايا في جسمه تمكن الأطباء من نزع بعضها، فيما لم يتمكنوا من نزع شظايا أخرى تمركزت في الغدد القريبة من الحبال الصوتية وفي منطقة قريبة جداً من القلب تتطلب إزالتها السفر وإجراء عمليات عالية الدقة في ألمانيا.

هذا الضابط ومعه العديد من المرضى الآخرين يقبعون مؤقتا داخل مستشفيات وعيادات بنغازي في انتظار إتاحة الفرصة للعلاج بالخارج، يخيم عليهم تخوف من مصير مجهول، عقب توارد أنباء عن معاملة سيئة من قبل القائمين على تقديم الخدمات الصحية بالبلدان التي يتم توجيه المرضى إليها، وتجاهل السلطات الليبية لما يعانيه المرضى خارج البلاد.

وبين انتشار الأمراض والفيروسات داخل المستشفيات وإهمال العاملين بها وغياب أي رقابة صحية، يبقى المريض الليبي فريسة مرضه، تحت رحمة دوائر صحية تعاني قلة الإمكانيات ويحتاج تأهيلها إلى عدة سنوات.